| الاخيــرة
*
* كتب ثامر السحيمي
أدى إهمال احد اعضاء الجهاز الطبي في مركز الرياض الطبي الى اصابة المواطن سليم الحجاج بالغيبوبة وفقدان الوعي التام، وذلك بعد ان تلقى حقنا وحبوبا متعددة وبشكل عشوائي لخفض الضغط لديه والسماح بخروجه وهو لم يستوف المدة العلاجية اللازمة.
بدأت القصة عندما اتى أهل المريض يوم الخميس الماضي، وهو في حالة هذيان وهيجان مصحوب بارتفاع طفيف في درجة الحرارة واستفراغ، وبعد الانتظار لاكثر من 5 ساعات شخص الأطباء الحالة بأنها ارتفاع في الضغط، حيث قاموا بحقن المريض اكثر من حقنة ودواء محاولين خفض مستوى الضغط لديه، ولكن حصل العكس اذ استغرق المريض في غيبوبة وعند الساعة الثامنة من مساء اليوم نفسه امر احد المختصين بخروج المريض لتحسن حالته وان الحالة لا تدعو للقلق اما فيما يخص الغيبوبة التي انتابته فبمجرد الراحة سوف يعود لوضعه الطبيعي وهي وضع طبيعي لكبر سن المريض وعدم تحمله المسكنات، والتحسن سيكون لاحقاً.
وبعد إخراج المريض من قبل ذويه الى المنزل ازدادت حالته سوءا وصاحب ذلك ارتفاع كبير في درجة الحرارة واستغرق في الغيبوبة وفقدان الوعي بشكل تام، مما دعا اهله الى اعادته مرة اخرى الى نفس المستشفى ولكن هذه المرة بسيارة الاسعاف، وبعد رؤية الطبيب له امر على الفور بإدخاله العناية المركزة واخذ بتأنيب أهله على اهمالهم له الى ان وصلت حالته الى هذا الحد، وزاد من استغراب الطبيب عندما عرف انه في اقل من 14 ساعة كان المريض في هذا المكان، وانه امر بإخراجه من قبل احد الاخصائيين لتحسن حالته الصحية على حد تشخيصهم.
واوضح الدكتور الاخير ان هذا خطأ جسيم وان حالة المريض في انحدار وبعد إلحاح اهله بالسؤال عن معرفة حالة المريض وبعد قيامهم بأخذ الاشعة المقطعية والمغناطيسية والتشخيص الدقيق، وصفوا الحالة بانها ضمور في المخ، فقاموا بنقله إلى العناية المركزة في احد العنابر، واضعين انابيب المغذي وسحب الفضلات,بعد ذلك لاحظنا ان التأخر يتمكن من المريض يوما بعد اخر لذا اردنا تقصي الحقائق عما يحدث للمريض فأوضحت احدى الاخصائيات ان تجلطات المخ البسيطة لا تؤدي الى مثل هذه الغيبوبة، ولكن السبب ربما يكون التركيز على الحقن المضادة، خصوصا ان المريض في سن لا تسمح له بمقاومة تلك المسكنات، وانهم لا يستطيعون تقديم اكثر من ذلك والاعمار بيد الله!!
علماً بأن ارتفاع الضغط ليس غريبا على المريض، ولكن لم يخلد بتفكيرنا ان تكون النتيجة بهذه الصورة وسط اهمال وعدم مبالاة بحياة البشر من مستشفى يعتبر من الصروح الرائدة في تقديم الخدمة الصحية.
وعند سؤال الجزيرة لاحدى بناته عمن كان السبب في تأخر حالة المريض قالت ان المستشفى رمى باللوم علينا لعدم مبادرتنا باحضار المريض سريعاً، مع العلم انهم من امر بخروجه,وما جعلنا نطرق باب الاعلام هو مستوى الخدمة بشكل عام في المستشفى، حيث لا يوجد هناك تفاهم، وتنسيق، او احترام للمصاب وذويه، وذلك من خلال انتظار المصاب في طرقات المستشفى وهو في حالة خطرة، او بعدم اسداء الخدمات اللازمة لراحته، او لفظاظة اسلوب العاملين وخصوصا من طاقم الممرضات.
لذا فقد حرص ذوو المصاب ومن خلال (الجزيرة) على التساؤل عن المسؤول عن هذه الاخطاء الجسيمة التي تحدث بين الحين والاخر في مستشفياتنا بشكل عام وفي هذا المستشفى بشكل خاص، التي من المحزن ان نتيجتها النهائية هلاك انفس بريئة، وما هي مبررات دفاعهم عن أنفسهم عما اقترفته ايديهم من اهمال في حق كل من اخرست ألسنتهم ويلات الاصابات والاوجاع؟!
|
|
|
|
|