|
| متابعة
 *
* القاهرة مكتب الجزيرة د, محمد شومان
فيما تواصلت انتفاضة الاقصى اختتمت امس قمة شرم الشيخ باصدار بيان ينص على انهاء المواجهات بين الطرفين ودعم التعاون الامني وقيام اسرائيل بالانسحاب من المواقع التي احتلتها وفك الحصار عن مناطق الحكم الذاتي علاوة على تشكيل لجنة لتقصي الحقائق برئاسة الولايات المتحدة الامريكية تعرض نتائج اعمالها على الامم المتحدة,وبنظرة فاحصة لنتائج قمة شرم الشيخ يمكن القول بأنها قد وفقت في الخروج بشيء من النجاح لكن هذا الشيء يظل محدودا مقارنة بتطلعات الشعوب العربية على نحو ما اعلن ذلك صراحة الرئيس مبارك ليس هذه فحسب ولكن هذا الشيء المحدود يظل رهنا بارادة العدو الصهيوني فعملية الانسحاب من المواقع الاسرائيلية او فك الحصار هو مجرد وعود اسرائيلية حيث لم يصدر عن القمة اتفاق موقع من قبل اسرائيل او الاطراف المشاركة بل هي اتفاقات ووعود اغلبها غير محدد وغير واضح او بالاحرى اتفاقات شفهية!!
الغموض وعدم التحديد برز ايضا في الاشارة الى تشكيل لجنة تقصي حقائق برئاسة الولايات المتحدة الامريكية دون تحديد الاطراف التي ستشارك في هذه اللجنة او طبيعة اختصاصاتها اذ ذكر في البيان انها لجنة لتقصي الحقائق اي انها ليست لجنة تحقيق وبطبيعة الحال فإنها لجنة غير دولية بل ستعرض اعمالها على الامم المتحدة وهي صيغة اقرب ما تكون للجنة التي حققت في مجزرة قانا في لبنان لكن هل ستعمل لجنة انتفاضة الاقصى وفق آليات لجنة التحقيق في قانا؟ في الاغلب لن تكرر آلية التحقيق في قانا بل ان لجنة تقصي حقائق برئاسة امريكية قد تهمل في ظل الانتخابات الامريكية, الاهم من ذلك كله ان قمة شرم الشيخ لم تصل الى اتفاق يوقع عليه الاطراف كما لم تحدد آليات واضحة للتنفيذ بل تركت الامور لمجريات الاحداث ولرغبة واهداف آلة العدوان الاسرائيلي التي ما انفكت تمارس الارهاب والقتل ضد اطفال انتفاضة الاقصى رغم قمة شرم الشيخ.
هكذا انتهت اعمال القمة واستمر العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني وبات من الواضح ان باراك اصر على التمسك بمواقفه المتشددة واستغل قرب انتهاء فترة رئاسة الرئيس الامريكي بيل كلينتون في الضغط عليه خاصة ان زوجة الرئيس الامريكي وكذلك نائبه ال جور في حاجة الىاصوات الناخبين اليهود, في هذا الاطار يمكن ان نستوعب اسباب موافقة الولايات المتحدة على طلب باراك عدم تشكيل لجنة دولية للتحقيق وموافقته على لجنة لتقصي الحقائق برئاسة امريكية.
اخفاق قمة شرم الشيخ في الوقف الفوري لاعمال العنف واستئناف المفاوضات واعادة الثقة بين الاسرائيليين والسلطة يرشح لاستمرار التوتر في المنطقة وتوقف عملية السلام بل ربما مراجعة كل الاسس التي قامت عليها وهناك دلائل كثيرة ترجح ذلك.
اولها: ان اسرائيل تشعر انها فرضت سياستها ومواقفها على قمة باريس ثم قمة شرم الشيخ بل ان القمة الاخيرة سلمت لها بان هناك كثيرا من الاوراق في جعبتها ولم تحملها مسؤولية انفجار الاوضاع في الاراضي الفلسطينية.
الدلالة الثانية: ان الاعمال العدوانية الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني تواصلت وستتواصل في الاغلب خاصة مع ازدياد مشاعر الاحباط والمرارة مما حدث في قمة شرم الشيخ وادراك الرأي العام الفلسطيني العربي بأن اسرائيل لا تفهم سوى لغة القوة وان الولايات المتحدة منحازة تماما الى جانب اسرائيل.
الدلالة الثالثة: ان هناك شعورا عاما في اوساط الرأي العام الفلسطيني والعربي بانه لا بديل عن الانتفاضة واستمرار المقاومة خصوصا وان نموذج حزب الله صار يستقطب اعجاب الرأي العام العربي ويقدم بطريقة غير مباشرة بديلا عن حالة العجز والضعف العربي.
الدلالات الثلاث ترجح ان انتفاضة الاقصى ستتواصل وان العدو الصهيوني سيواصل عدوانه بينما ستظهر تفاعلات ونتائج عديدة على مستوى الشارع الفلسطيني, ولاشك ان هذه الدلائل والمتغيرات ستضاعف من المسؤوليات والمهام الملقاة على قمة العرب القادمة فهل تنجح القمة في وضع حد لتجاوزات وغطرسة اسرائيل وتحيز الولايات المتحدة الامريكية؟.
|
|
|
|
|
