أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 18th October,2000العدد:10247الطبعةالاولـيالاربعاء 21 ,رجب 1421

الفنيــة

من أجل الحفاظ على مشاهديك ياتلفزيوننا العزيز
يوسف بن محمد العتيق
بداية احب أن أحيط جميع القراء الكرام، وبخاصة منسوبي الإعلام السعودي منهم أن هناك بعض الأمور لن تغيب عن ذهني وأنا أكتب جميع أسطر وكلمات وحروف هذا المقال، ومنها، بل وأهمها أن سياسة الإعلام السعودي سياسة قائمة على أننا في بلاد الحرمين الشريفين وأننا قد خصنا الله بهذه الخاصية العظيمة، وأننا ابناء بلد قد أخذ ولاة الأمر فيه على عاتقهم حمل جميع قضايا المسلمين في كل مكان، وهذا الأمر ركن مهم في سياسة الإعلام السعودي، وعليه فإن الإعلام السعودي مستقل في طرحه مستقل في رسالته ليس ينطلق من قواعد تجارية أو يحاول أن يجلب اكبر قدر من الجماهير بل هو إعلام يحمل رسالة بلاد الحرمين الشريفين ذات الجانب الاعتدالي والواعي في الطرح والمتزن في العرض والنقاش.
أقول وأكرر أنني اعي تماما هذه الجوانب وأنها هي المحرك الاساسي في جميع توجهات وتحركات الإعلام السعودي الذي نتشرف به في جميع الأمكنة.
ولست مبالغا إذا قلت أن بعض أصدقائنا وأشقائنا من دول كثيرة يقول: أنني لا أقلق بتاتا حين يقضي أبنائي واطفالي الكثير من وقتهم أمام شاشة التلفاز السعودي بل وهم لا يحتاجون إلى توضيح أو نقاش أو تصحيح لبعض المشاهد التي يشاهدها الشباب لهذه القناة على العكس من بعض القنوات الأخرى التي تحتاج في بعض الأحيان إلى حضور الموجه, لكن الذي اريد أن أقوله هنا، ومن أجله كتبت هذا المقال:
أننا متى ما رضينا على أنفسنا تماما وظننا أننا وصلنا إلى درجة الكمال، ولم نتعقب أنفسنا ونناقش أخطاءنا وعيوبنا ولم نسمع ملحوظات الآخرين فقد وصلنا إلى درجة من الغرور قد تعود علينا بالضرر لاسمح الله فيما بعد، وهذا ما لانريده بأي حال من الأحوال.
وعلى هذا الأساس أحببت أن أشارك إخواني في تلفزيوننا العزيز بهذه المشاركة المتواضعة لعلها تقدم شيئا يخدم القائمين على هذا الجهاز المهم، وبخاصة أن الجميع يعرف أن قناتنا الأولى تبث على المستوى الأرضي والفضائي مما يعطيها قيمة أكبر ومشاهدين أكثر على كافة ارجاء المعمورة، فإلى هذه المقترحات:
1 لا ينكر أحد الدور السياسي الكبير الذي تقوم به حكومة المملكة العربية السعودية على جميع المجالات والأصعدة فجولات حكامها في كل مكان وضيوفها من كل مكان وعلى أعلى المستويات، ومع كل أسف لا نعلم عن هذه الرحلات والزيارات سوى ما يبث في نشرات الأخبار تقريبا، أو تقارير البعثات الإعلامية المرافقة للمسؤولين، في حين لو ذهبنا إلى أي فضائية عربية أخرى وجدناها تحلل وتدرس زيارات ورحلات واستقبالات ولاة أمرنا، وتثني على هذه التحركات والأدوار التي تقوم بها القيادة السعودية، في حين أن وسائلنا المسموعة والمشاهدة تأتي به على شكل خبر فقط قد لا يستفيد منه إلا القلة القليلة من المهتمين!! فأين برامج التحليل والدراسة التي تعطينا جميعا القيمة السياسية والاقتصادية لهذه التحركات والتي تزيدنا فخرا إلى فخر وعرفانا بدور بلادنا الكبير في هذه الأصعدة.
وقبل أن يأتي إلى احدهم فيقول: ان برنامج وجها لوجه يقوم بهذا الدور، فأقول هذا البرنامج يناقش هذه الأمور من دون شك لكن في (بعض) الأحيان إضافة إلى أنه برنامج أسبوعي، ونحن نريد برنامج يدور مع المناسبات وقتا ومكانا وأشخاصا، إضافة إلى أن هذه المناسبات الهامة والمتعاقبة تكاد تكون بشكل يومي، وعليه على أهمية هذا البرنامج لا يستطيع أن يغطي جميع هذه الأنشطة.
2 يحزنني كثيرا حينما أجد الثقافة العالية جدا لدى بعض مقدمي ومعدي البرامج في بعض الفضائيات ومستوى إطلاعهم الكبير ومناقشتهم الدقيقة لضيوفهم، فحينما تشاهد بعض البرامج الثقافية في بعض القنوات وكأنك تقرأ كتابا دسما يتكون من فصول وأبواب وتحليلات، وحين تشاهد بعض البرامج التي يفترض أن تكون ثقافية تجد أنها أقرب ما تكون للموعظة والارتجالات التي قد تكون متوافرة عند أي شخص من المشاهدين.
وهنا الا يحق لي أن أسأل:
ما المانع أن يقرأ المقدم قبل برنامجه بفترة كافية بعض الكتب والمؤلفات في الموضوع الذي يريد أن يخاطب به هذه الجموع من الناس,.
وإن لم يكن كذلك فعلى الأقل يقرأ ملخصات في هذا الجانب؟!أما أن تكون الأمور (ماشية على البركة) فهذا أمر مرفوض نهائيا.
3 وهنا أمر في غاية الأهمية وهو أن وسائل إعلامنا إذا تأخرت في التعليق على الخبر المحلي سواء كان سياسيا أو ثقافيا أو رياضيا فإنها تعطي فرصة لغيرها من القنوات التي تتحدث بما يحلو لها بالحق والباطل وبالصحيح والمشكوك فيه وبالواقع وغير ذلك ومن أجل هذا يحزننا كثيرا أن تجد في بعض الفضائيات العربية والأجنبية كلمة خبر عاجل وتأتي بخبر يهمنا، وحينما نشاهد تلفزيوننا الكريم نجد برنامجا ليس له علاقة بالحدث, مع أننا أولى الناس بالخبر العاجل والمستعجل والطائر لأننا نحن أصحاب الشأن.
4 من الطريف أننا كنا نظن بعض المثقفين العرب والرواد الكبار أصحاب المؤلفات الرائعة والنفيسة جدا كنا نظنهم في عداد الأموات وأنهم من قرون متقدمة، ثم نندهش حينما نكتشف انهم أحياء يرزقون عن طريق بعض الفضائيات الأخرى حينما تحاورهم وتستضيفهم، أما في تلفزيوننا العزيز فالضيوف والمثقفون تعودنا على رؤيتهم في العديد من المناسبات وكأنه لايوجد غيرهم، والغريب بل والمحزن أن هذه القمم الثقافية العربية تأتي إلى بلادنا بشكل مستمر,.
على سبيل المثال انظر قائمة ضيوف الجنادرية تجد أسماء على شتى المجالات الجميع يحرص على نتاجهم العلمي، وبدور وسائل إعلامنا أن تعرف الجيل بهؤلاء القمم الذين تربطنا بهم الكثير من الروابط.
5 هل من المتعذر أو المكلف على هذا الجهاز الحبيب إلينا أن يضع صندوقا بريديا أورقما فاكسيا أو بريدا إلكترونيا لاستقبال كل ما عند المشاهدين من وجهات نظر على برامجه عموما أو برامج معينة لمعرفة ما لدى هؤلاء المشاهدين من وجهة نظر أو ثناء أو استفسار وبخاصة أن هذه الخطوة سترفع من معنويات المشاهدين وتحرصهم على التعاون مع هذا الجهاز، وتؤكد لهم أن رأيهم وملحوظاتهم تحظى بمكانة كبيرة عند المسؤولين، وليس لدي أدنى شك أن الاخوة في التلفزيون يؤمنون بهذا لكن أليس من المهم أن تكون قناة الوصل بين الجهاز ومتلقي البث دائما أمام العين حتى من كان به كسل عن المراسلة والمشاركة ينشط في التعاون، وحتى يغلق الطريق في وجه كل من ينتقد لذات النقد أوبدون وجه حق؟!
6 الاحتكار مذموم في كل شيء، ومن ذلك أننا احتكرنا في برامجنا أن لا نشاهدها سوى من دول محدودة، وعلى سبيل المثال هل رأينا في تلفزيوننا الكريم برنامجا مقدما من هذه الدول (دول المغرب العربي، سلطنة عمان ، اليمن، السودان) نريد أن نعرف شيئا من طرح أشقائنا العرب الثقافي والدرامي وغير ذلك,,, هل هذا ممكن؟ أم أن هذه الدول لا إنتاج ثقافي أو فني لديها؟ ولا يعني هذا أننا ننتقد المعروض الآن,,, بل نحن نطالب بشيء من حقنا وهو تنويع المواد، وتنويع مصادرها.
7 برامج الرحلات من بلد إلى بلد ووصف الدول والحضارات ومعرفة النتاج الإنساني والحضارات الأخرى والغريبة التي تأخذ بعقول الناس وقلوبهم,, هل لها حضور في برامج جهازنا الحبيب؟
8 المئات من دور النشر في المملكة العربية السعودية والكثير من المعارض الخاصة بالكتاب في المملكة والناشر السعودي في القمة عربيا، ومع هذا لايوجد برنامج خاص بالكتاب السعودي وما له وما عليه، وطرق نشره وتوزيعه وما يواجهه من عقبات؟
وختاما: هذه تعليقات ووجهات نظر أجزم يقينا أنها لا تخفى على كل معني لكن دفعني إليها حبي لهذا الجهاز، وحرصي على احتفاظه بأكثر قدر ممكن من المشاهدين في كل مكان لأن الموقع الطبيعي له هو الريادة دائما كما هو الحال ببلادنا وولاة أمرها، وكلي أمل في أن تجد هذه المقترحات آذانا صاغية والعمل بما يرون أن الجمهور بحاجة إليه، وليس لدي أدنى شك في أن الكثير من أبناء هذا البلد المعطاء لديهم الرغبة الجادة في التعاون بالنصح والمشورة دون أدنى شرط او طلب سوى أن يكون هذا الجهاز دائما في الطليعة,ولا أظنه يزعج عموم الناس شيء كسماعهم لثناء جهاز ما على نفسه مع ان الواقع على النقيض من ذلك تماما، لاشك ان هذه السياسة معناها مصادرة الرأي الآخر أولا، ومن ثم هجرة المتلقي إلى مواقع أخرى تحترمه وتقدره، وقد تكون هذه المواقع الأخرى لاتحترمه ولا تقدره بل وتحرص كل الحرص على ما بجيبه، والأسوأ من ذلك أن تكون هذه المواقع الأخرى تحرص على تغيير رأيه وقناعته وفكره، فالمتلقي والمشاهد هو الاساس يا تلفزيوننا الحبيب، ولك كل شكري وثقتي وثنائي ومحبتي.
باحث بمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved