رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 18th October,2000العدد:10247الطبعةالاولـيالاربعاء 21 ,رجب 1421

المجتمـع

المعلمات يدافعن عن اتهامات الطالبات
معرفة الطالبة بما لها وما عليها يكون الحل
اعتراف من بعض المعلمات بممارسة أساليب غير مقبولة
* استطلاع: هيا السويد
كنا قد نشرنا في عدد سابق رأياً للطالبات حول قساوة المعلمات عليهن وتوبيخهن لما يؤثر على نفسيتهن وبالتالي على تحصيلهن الدراسي,, واليوم ومن باب معرفة رأي كل الاطراف نتيح الفرصة للمعلمات لإبداء رأيهن حول هذا الموضوع وذلك من خلال السطور التالية:
في البداية تحدثت المعلمة حنان عبدالعزيز بن سيف فقالت: تقوم العملية التربوية، على دعائم ثلاث أساسية وهي المعلم، والمتعلم ، والمادة العلمية، ولابد أن تدور هذه الدعائم الأساسية في حلقة واحدة، وتتخذ مجراها في حركة دائرية سوية، ولتتم هذه الحركة السوية لابد من احترام قوي يكون بين المعلم والمتعلم بالذات فالمتعلم عليه التقدير والاحترام لمعلمه، والمعلم عليه الرحمة والشفقة والرأفة بمن يعلمه، وللأسف فمن خلال ممارستي لمهنة التعليم رأيت البعض من المعلمين أو المعلمات يخل بهذه الصفة المهمة فيلجأ إلى جانب السخرية والتبكيت والتحقير للمتعلم إما لسبب وجيه أو لسبب غير وجيه ويراه من وجهة نظره وجيها، مما يكون له الأثر القوي والسلبي في نفسية المتعلم، وقد يكون هذا الأمر عائقا في وجه الكثير من المتعلمين وقد يكون أيضا سببا في تعثرهم الدراسي وتحصيلهم العلمي فالمعلم المثالي هو الذي يحبب مادته لطلابه، ويحاول كسبهم بدلا من تنفيرهم وكم كان لعدد من المعلمين دور كبير في رفع مستويات طلابهم بسبب حسن معاملتهم.
معلمات يعانين نقصاً داخلياً
كما تحدثت المعلمة عالية الفصام فقالت: هناك فئة من المعلمات يقمن بالصراخ في وجه الطالبات اعتقادا منهن بأن هذه الطريقة مجدية في تعديل سلوك الطلبات لكن السلوك لا يصدر إلا من معلمة غير مؤهلة تربويا وتعاني من نقص في شخصيتها لذا تقوم بذلك لتثبت شخصيتها وتجعل الطالبة تحترمها، فالطالبة تلبي أوامر المعلمة وتستجيب لها خوفا منها واتقاء شر لسانها فقط وليس احتراما لها.
وينتج عن ذلك زعزعة ثقة الطالبة بنفسها وعدم احترامها لذاتها مما يولد بعض الاضطرابات النفسية التي تجعل الطالبة كارهة للدروس وللمدرسة فيؤخر مستواها الدراسي لذا يجب على الجهات المسؤولة أن تنظر في أمر هذه الفئة من المعلمات وإعطائهن الدورات الإرشادية في كيفية التعامل مع الطالبة بالطرق التربوية الصحيحة لتخريج جيل صحي نفسيا قادر على إتمام المشوار التعليمي، ومن جانب آخر أيضا هناك فئة من المعلمات اللاتي يفرضن احترامهن بالحب والتقدير ورفع معنويات الطالبة ومعاملتها المعاملة الحسنة تارة باللين وتارة بالحزم وليس بالقوة والتسلط والصراخ والتهديد واستخدام الكلمات الجارحة أو معايرتها بنقاط ضعفها أمام زميلاتها لفرض الاحترام,.
وقالت المعلمة فايزة مدني: يمكن أن يحدث هذا في بعض المدارس مما يؤدي إلى كره الطالبة للمدرسة ومحاولة الغياب وبالتالي إلى التأخر الدراسي وفقدان الطالبة للثقة في نفسها وعدم القدرة على مواجهة الآخرين, أما الطالبة في مرحلة الثانوية فتحتاج إلى نوع من الحزم مع محاولة كسب ثقة الطالبة والتقرب إليها في نفس الوقت.
مواجهة تقصير الطالبة بهدوء
وقالت المعلمة مها الدباس: إن مسؤولية التعليم عظيمة تقع على عاتق المعلمات وهي أمانة يجب عليهن الالتزام بها فالمعلمة يجب عليها أن تكون مثالا للحلم والصبر في تبليغ رسالتها وأن تواجه إهمال أو تقصير الطالبة بهدوء وترو وأن تبتعد عن الصراخ في وجهها وإلا فإنها ستزرع الخوف والكره في نفس الطالبة لها ولمادتها وتكون بذلك قد تخلت عن دورها كمعلمة كاد أن يجعلها الله في منزلة الرسل.
معكم في اتهام بعض المعلمات
تتحدث معنا مديرة مركز تدريب معلمات رياض الاطفال حياة الدهيم حيث قالت: إن المدرسة هي مكان للتربية قبل أن تكون مكانا للتعليم, والنمو العاطفي للطالبات مهم جدا سواء كان في مرحلة رياض الأطفال أو الابتدائية أو المتوسطة أو الثانوية وحتى الجامعية، فالإنسان بطبيعته يحتاج إلى الدعم والتوجيه والطالبات يحتجن إلى النمو العاطفي من جميع جوانبه.
فهو تعزيز للذات ودفع للتعليم لقد كان في رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة في أسلوب التعليم المتزن المقرون بالتشجيع والدعم والرحمة فنحن مسلمون بأفعالنا ونستقي من ديننا أخلاقيات الإسلام ولو استثرنا مكاناً من مشاعرنا الداخلية عن مرحلة تعليمنا من الذكريات الجميلة التي مازلنا نحتفظ بها والذكريات السلبية التي مازالت تشعرنا بالإحباط والاهانة كلما تذكرناه والمعلمة التي تتخذ اسلوب الصراخ والتهديد والمعايرة غير السوية هي معلمة تحتاج إلى توجيه وتذكير وإعطائها أساليب بديلة حتى نرى نتائج إيجابية على الطالبات، فأنا في الحقيقة مع من يقول: إن المعلمات يسببن اضطرابات للطالبات كما أنه يوجد كثير من المعلمات يستحققن شرف هذه المهنة.
حالتان: الأولى مرضية والأخرى عاودت الانتكاس
ولظروف الطالبات الاجتماعية دور كما قالت المشرفة الاجتماعية جوزاء السرحان لكوني مشرفة اجتماعية في المرحلة المتوسطة تمر علي معظم الحالات الاجتماعية والاقتصادية والصحية والعلمية، إلا أن أغلب الحالات سببها مشكلة في المرحلة الابتدائية والمدرسية والأسرية زامنت الحالة في المرحلة المتوسطة فتطورت وأصبحت اجتماعية ونفسية وصحية وأذكر حالة من الحالات التي عندي يصيبها الخوف عند طرح المعلمة عليها أي سؤال فتصاب بتلعثم في الكلام وتردد في الإجابة بالإضافة إلى الانطواء وذلك بسبب ضرب المعلمة لها في المرحلة الابتدائية وعقاب الإدارة أمام زميلاتها,, أما الحالة الثانية فهي أن تعرضت الطالبة لصراخ وسخرية معلمة مادة العلوم وكان ذلك باستمرار مما أدى بالطالبة إلى الخجل والانطواء وصاحب ذلك حالة نفسية وصحية في المرحلة المتوسطة بفقدان الوعي وتسارع ضربات القلب وصعوبة في التنفس وبالرغم من رعاية معلمة العلوم لها والمشرفة الاجتماعية والأخصائية النفسية فقد تحسنت الحالة قليلاً ثم عادت الانتكاسة.
أمراض نفسية يصعب علاجها لذلك لابد من مراعاة المشاعر
وفي نهاية ما تم في التحقيق عبر هذه الأسطر كان لنا أن نتوقف عند الاخصائية النفسية غادة مساعد الغشيان لتتحدث لنا حول هذه القضية فقالت: في البداية أقول عبر معلوماتي التي أعلمها إنه تم منع الضرب والصراخ على الطالبات لكن يوجد من لم تطبق هذا القرار ويجب من مديرات المدارس النظر في مثل هذه التصرافات التي تشبع الطالبة بالعاهات النفسية, لابد من كلمة أقدمها لكل معلمة تتربص وترتقب لتكون معلمة ناجحة وقد شملتها في النقاط التالية:
1 معلمتي العزيزة يجب الفصل بين أمورك الشخصية ومشكلاتك التي تواجهينها في حياتك اليومية خارج المدرسة وبين طالباتك اللاتي اعتقد انهن ليس لهن ذنب في مثل هذه الأمور
2 محاولة التعرف على شخصية كل طالبة من طالباتك من حيث,.
أ مشكلاتها التي تعاني منها مثل التأخر الدراسي والتأتأة والتردد في الكلام والإهمال في المظهر أو في الواجبات أو صعوبة النطق لأنه حينما تري هذه المشكلات لابد لك من المحاولة في علاجها وحلها بطريقة صحيحة وسليمة ومدروسة بحيث لا تؤثر في شخصيتها.
ب إبراز مواهب الطالبة وتنمية السليم منها وتشجيعها.
ج التعزيز والدعم لكل سلوك جيد تقوم به الطالبة مثل محاولة الطالبة تحسين مستواها الدراسي أو تخلصها من خصلة الكذب في كل مرة, يجب هنا تعزيز الطالبة بالاعتراف بالخطأ الذي قامت به مهما كان نوع هذا الخطأ فالتعليم منذ البداية يجلب للطالبة الكثير من الراحة حينما نلاحظ تودد معلمتها لها بطريقة إيجابية.
3 مراعاة الفروق الفردية بين الطالبات لأنه توجد هناك فروق بين الطالبات فيجب على المعلمة ملاحظتها منذ البداية حتى لا تكبر وتتضاعف وقد تكون هذه الفروق في الحالات المرضية التي تعاني منها بعض الطالبات مثل مرض السكر والفشل الكلوي وغيرهما ولا نغفل مدى سرعة الاستجابة أي هناك فروق في الذكاء يجب مراعاتها.
4 عدم التوبيخ واللوم دائما على الطالبة بشكل مباشر بألفاظ تجرح كيان الطالبة وتهز من شخصيتها حتى الصراخ في داخلها يسبب تشتتاً وعدم القدرة على التركيز في الفصل وعدم التحدث، فالمعلمة التي تصرخ وترفع يديها على الطالبة تتسبب في عدم التركيز خصوصا حينما تبدأ الاختبارات فلا نضع اللوم دائما على الطالبة لابد من المعالجة دائما وأبدا.

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة][موقعنا]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved