| مقـالات
ثمة حقيقة تقول بأننا نشعر بانجذاب غالباً الى أولئك الفئة من الناس الذين نثق بدفء مشاعرهم وقوة إحساسهم,, وربما يكون ذلك نتيجة حتمية طبيعية لإحساسنا بقسوة الحياة أساساً وأنها تحتاج منا الكثير من الكفاح والنضال في سبيل تجاوز عقباتها وعثراتها!!
والعكس صحيح بمعنى أننا نشعر بالنفور من أولئك الذين لا يقدّرون مشاعر الآخرين ويعانون من برود العاطفة ويفتقدون كثيراً دفء المشاعر وخصوبتها!
وفي هذا الاطار قرأت ان الطبيبة عالمة النفس البريطانية (سالي ادمان) قامت بإجراء دراسة طبية نفسية على أولئك الذين يمتهنون مهنة المحاسبة فتوصلت الى ان الذين يجدون أنفسهم منجذبين الى هذه المهنة عادة ما يعانون من نقص في العواطف، وبرودة في المشاعر وبلادة في الحس,, وهو ما أسمته بنقص الذكاء العاطفي لأن أصحابه كما كشفت تجاربها يجدون صعوبة في قراءة وإدراك مشاعر الآخرين التي تنعكس على وجوههم لكنها لا تعني لهم شيئاً ألبتة، كما يتعثرون عندما يحاولون ترجمة مشاعر الآخرين التي تنعكس على وجوههم لكنها لا تعني لهم شيئاً البتة,,!
وبيّنت الدراسة أن الضرر المتسبب عن النقص المذكور لا يجعلهم فقط أناساً غير جديرين بالاهتمام ولا يفكر أحد في مصاحبتهم فقط، بل ما هو أخطر وأسوأ من ذلك لأنه يعوقهم في حياتهم اليومية عن عقد وشائج وصلات صداقة ومودة ورحم مع أقاربهم وذويهم وأقرب الناس إليهم,, وأثبتت أبحاثها أيضا أن هواة الحسابات والأرقام عادة ما يفشلون في تكوين صداقات ولا يتجاوز عدد أصحابهم عدد أصابع اليد الواحدة,, وهناك نفور من مصاحبتهم!
وربما يمتد الأمر إلى الأطباء أيضاً فقد سمعت وقرأت بأن الكثير من الأطباء ورغم الطبيعة الانسانية لهذه المهنة إلا أن الطبيب يعتاد كثيراً على حالات المرض والوفاة بما في ذلك تشريح الجثث، وذلك يجعله بمرور الوقت أكثر قسوة نتيجة لاعتياده على رؤية أصعب الحالات وأشدها خطورة ولاعتياده رؤية حالات كثيرة من الوفيات أمامه لتجده بعدها بلحظات يحتسي كوباً من الشاي وكأن شيئاً لم يكن! وذلك يطرح أمامنا عدة تساؤلات:
هل تؤثر طبيعة المهنة على الانسان أم أنه يولد هكذا؟ ويدب على هذه الأرض خطوة خطوة بما أوجده الله فيه وما لا يستطيع تغييره عملاً بالمثل المعروف الطبع يغلب التطبّع !.
إلى أي مدى نحتاجه أكثر في أداء أعمالنا,, العقل أم العاطفة وما الذي يحدث حين يتغلب أحدهما على الآخر؟!
وللحديث,, بقية,.
بريد إلكتروني: Fowz j@ hot mail. com
|
|
|
|
|