| مقـالات
* كل هذه الثورة العارمة التي تشهدها القلوب والعقول والانفاس المتصاعدة والقلق والغليان وكل مصطلحات الدنيا التي لا تستطيع ان تصور هذه المشاعر التي تجتاح الشارع العربي والإسلامي.
وهذه الأموال المتدفقة وهذا الاستعداد التام للدعم السياسي والاقتصادي وغيره.
تفاجأ بهؤلاء السوداويين الذين لا يملكون إلا لغة تكسير المجاديف يقللون من ذلك وينشرون لغتهم في أسماعنا وأعيننا يجلدون بها الأمة ويسمونها بالخيانة ويصرخون ويزعقون,.
اللغة التي يتحدث بها كثير من الشعراء والأدباء والتباكي على آخر قطرة كرامة اندلقت في رأيهم حين اكتفى الناس بدفع المال وتركوا ساحة الحرب للأطفال.
وهؤلاء لا يحسنون سوى لغة الهدم والتعقيم والقتل لكل بادرة أمل,.
لم تفاجئنا كوثر البشراوي وهي تسخر من تبرعات أهل الامارات وتقول ماذا هل سنشحذ الناس ونتسولهم ان الأمة ميتة وأننا خائنون وأن رائحة الخيانة تفوح من أجسادنا.
وليس ببعيد عنها الشاعر أحمد فؤاد نجم وصراخ وزعيق راقصات وفنانات مصر والزعيق الغريب والحديث عن سلاح النفط وكأن النفط لعبة طفل يسيرها الثائرون والمستهترون ويطالبون بها في أي لحظة وفي أي موقف.
ومثل هذه الفئات لا تشكل ثقلاً في الرأي العام لكنها للأسف هي التي تظهر على شاشات التلفاز وهي التي يسمعها البسطاء ويحكمون من خلال أقوالها على مواقف الدول والشعوب.
لكن أن يتحدث الأدباء والشعراء ويطالبوا بكل تسرع باقتحام ساحة الحرب وبتجييش الجيوش وإعلان المقاطعة لكل الدول المؤيدة وامريكا ووقف النفط عن كثير من دول العالم,.
فإن لغة العقل هنا تختفي وتغيب ويقفز هؤلاء ويتسلقون مشاعر الناس بهذه المطالبات.
فهل العرب الآن مهيؤون لخوض حرب مع اسرائيل,, وهل بإمكان الحكام والملوك والرؤساء التساهل بمجازفة مثل هذه يروح فيها الأبرياء لعدم إحسان التوقيت,.
وهل النفط في ظل ادراكنا بأن أمريكا وغيرها استشعروا الخطر منذ حرب 73 وأصبح الاحتياط العالمي قادر على تسيير الأمور في الحالات الطارئة حتى تستطيع الدول معالجة أمورها,, وقد تتصعد المعالجة لتصل حد الحروب لحماية المصالح.
إن سياسة المصالح الآن ترتقي عن حدود العواطف لكنها تسير وفق ما يرعى الحقوق ويحفظ للشعوب حقها في الحياة الكريمة.
فإذا كنا نندد بإسرائيل وتوجهاتها العنيفة، فإننا لا نقوى على أن نكون مثلها ولدينا خيارات سياسية تسترجع بها الحقوق دون سلام ودون مبايعات ودون حتى طاولة مفاوضات.
إن العمل السياسي المقترن بدعم الشعوب ومواقفها المتحمسة لا بد أن يكون مثمراً ولو على المدى الطويل.
ويكفي الآن هذه المشاعر العارمة وهذه التدفقات من التبرعات التي تعين فلسطين وشعبها على الصمود كخط نار أول نقف نحن خلفها ونشعلها بتأييدنا ودعمنا وأموالنا وتجهيزنا وعملنا السياسي المتعقل الذي يحفظ للعرب والمسلمين حقوقهم الكاملة.
فيا أيها السوداويون كفوا عن النظر الدائم إلى النصف الفارغ من الكأس وقدروا هذه الأحاسيس والمشاعر وهذه التبرعات وهذه الانتفاضة العارمة التي نجدها في كل شارع وفي كل منزل,.
وتلك أولى البادرات الايجابية والمؤمن الحقيقي هو ذاك الذي يوقن بأن الله معه سبحانه وأنه قادر في أي لحظة على تعديل الأوضاع طالما ان ثمة ايماناً حقيقياً يستيقظ الآن في القلوب ويستشعر عمق المأساة التي يمر بها الفلسطينيون,.
فبشِّروا ولا تنفروا ولا تصموا الناس أجمعين بالخيانة والسقوط,, وليكف كثيرون عن الصعود على أكتاف القضية!!!
عنوان الكاتبة 26659 الرياض 11496
|
|
|
|
|