أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 18th October,2000العدد:10247الطبعةالاولـيالاربعاء 21 ,رجب 1421

مقـالات

رقم خارج الحساب!
إبراهيم عبدالرحمن التركي
1
** من أنا,.
رقمٌ تسطّره المحابر ,.
وجهٌ تحدده المرايا
صوتٌ تجسِّده المنابرُ ,.
** أنا يا صديقي عابرٌ
أغراهُ تطييبُ الخواطر
ركب السفينةَ في الدّجى
لم يحمه سورٌ وساتر
الموجُ فوق مسائهِ
لونُ السوادِ على السرائر
ظنُّوه تاجرَ خردةٍ
خاوي الطويَة، نسلَ عاثر
أبقوهُ في لجج النوَى
ومضى الصغيرُ مع الصغائر
***
2
نحنُ أدرى وقد سألنا بنجدٍ
أطويلٌ طريقُنا أم يطول,,؟
وكثير من السؤالِ اشتياقٌ
وكثير من ردِّه تعليلُ,.
المتنبي
***
يوماً ما,, إذا جلستَ في زاوية خالي البال منصتاً فقد يأتي من الطريق وقع بطيء لقدمين
ج,د,س,بيلو
**
لا يجب أن نُعوِّل كثيرا على نظرة الناس للكاتب لأنها تكاد تكون شبهَ غائبة طوال الوقت,.
إبراهيم أصلان
***
3
* (شهرزاد تبوحُ بشجونها)
** عنوان الكتابِ الواحدِ والأربعين في اصدارات مجلة العربي الكويتية، وضمَّ كما في غلافه : إبداعاتٍ قصصية لنخبة من كاتبات المجلة ,, (يوليو 2000م)،,.
** باحت شهرزاد كما شاءت,, وشئنا وجودَ بوحٍ لشهرزادنا فلم نجد,,!
** مائتان وأربعون صفحة فيها حوالي 40 قصة، لأكثر من ثلاثين قاصة دون أن يظهر بينها اسم سعودي مع أن المساحة الزمنية لفترة النشر بلغت (40 عاماً) ابتدأت عام 1960 واختتمت عام 2000م,,!
** مثل مجرد يتجاوز إطارَه المحدَّد فأن يغيب إبداعنا النسوي عن مجلة رائدة في حجم ومكانة العربي فأمرٌ يستحقُّ التوقف ,,!
** هل نُجادل هذه المرة كما اعتدنا لنصفَ التحيُّزَ في الاختيار ؟ لن نستطيع بكل أسف لأنهم إنما نشروا ما احتوته مجلَّتهم ، ولم نحضر إذ لم يكن لنا مكان داخلها على مدى يقترب من نصف قرن ، واقتنعنا أن إحراقَ البخور للذات لا ينشرُ الطيب في المسافات,,!
** غِبنا فلا جدل,,!,, وبقي الاستفهامُ الأهمُ في اختلاف الرؤيةِ بين أبصارنا التي ترى ما خفي على إبصار الآخرين، فكان أن ركنت جوانحنا لمنطق العاطفة الذي يفخِّم الأنا ، ويعشى عن الحقيقة ، ويتوهم الوصول ,,!
***
4
** لو شئنا طرح نموذج آخر لسوءِ حظ المؤلف السعودي على الساحةِ العربيَّة، لكان بإمكاننا الاستشهاد بمجموعة تجاربَ مشاهدةٍ، تؤكدُ أن المثقف العربيَّ الآخر أفضل حالاً من مثقفنا رغمَ وجودنا في دائرةِ البذل والمشاركة التي تستفيد منها الثقافة العربية بشكل عام,.
** ولعل تجربة كتاب في جريدة بوصفها مشروعاً معقولاً لتعميم الثقافة الجادة مثل مهم لتجاهلِ المؤلف السعوديّ ]عدا شذراتٍ متفرقة في بعض المقطوعات الإبداعية المحدودة[ فلم يبدُ في خطتها ما يشير إلى إفادتِنا من هذه الوسيلة المهمة في التعريف بنتاجنا مما يثير سؤالا ينضم الى أسئلة هذه الأربعاويَّة التي تعتقد أن ثمة خللاً سببُه قصورنا الذاتي، أو تجاهل الآخر، وفي كليهما موقعٌ للتوقف والمراجعة,,!
***
5
** أين نحنُ الآن,,؟,, أو,, ما هو موقعُنا الثقافيُّ داخلَ المنظومة العربيَّة,,؟,, وهل نحنُ قريبون مما نظنُّ بأنفسنا,,؟
** إذا جاءت الإجاباتُ من خلال العناوين الإعلاميَّة فنحنُ الأفضل ,, وسوف نتكىءُ عليها في هذا المقام كما اتكأنا عليها في مقامات أخرى، وسنُدركُ كما أدركنا أن العالم يتحرك ويتغيرُ ويتطورُ، ويكتفي مَن ألهتهُ أو ألهبته الشعارات بسماع الطُّبول والرقصِ على التطبيلِ ,,!
** هنا تبدأ المشكلة ، وهنا منطقُ الحل ، فأن نتكلَ معضلة، وإن نعمل نقطة التحول، وان نصرفَ أعينَنا عن قراءة سطور المدّاحين والالتفات إلى محاكمةِ الداخل بشكل هادىء ومواجهة موضوعيَّة مؤشرٌ الى استرداد العافية,,!
***
6
** الكاتباتُ مثلٌ لما يعيشه الكُتَّاب كذلك، وقد مَّر زمنٌ كان المبدعُ فيه يدفع بالعملة الصعبة لتتولى بعضُ دور النشر العربيَّةِ طباعة وتوزيع نتاجه,,!
** كان يكفيهِ (كما يكفيها) أن يحظى بوجود اسم دار النشر التجاريَّةِ على كتابه، ويحاولُ بعضهم ايهام الآخرين بتجاوزِه النطاق المحلِّي المحدود، وإنما يوهمُ نفسه دون أن يقتنعَ بوهمه سواه,,!
** لم تصل بهم، ولم يتصلوا بالعالم، وبقي المثقفُ السعوديُّ غير ذي وزن معياريٍّ في الساحة الخارجيَّة ، وبقي الكتابُ السعوديُّ في أردأ درجات التوزيع، ولم يبرز سوى ثُلَةٍ على أصابعِ يدٍ واحدة تهيأت لهم أسبابٌ خاصة يعود معظمُها الى الاختلافِ عن السائد ومحاولة اقتحامِ المناطق البكر أو إن شئتُم المحرمة ,,!
** ورغم وجود محاولاتٍ أخرى لجعل الكتاب وسيلةً ضمن وسائل، فإن هذه كذلك لم تؤتِ أُكلها رغم محاولاتِ التعريف بإيفاد مجموعات، أو تنظيم ندوات ومعارض ولقاءات، كما لم تستطع وسائطُ الفضاء والشبكات أن تسدَّ شيئاً من هذه الثغرات,,!
***
7
** تحتفي المطبوعات السعودية بمثقفي وأنصافِ وأرباع مثقفي العالم العربي الذين لا يتردد واحدُهم إن كتب ولو لم يستكتب في وضع رقم حسابه البنكي مع خطاب الاشادة والتبجيل للمفكر الكبير المسؤول عن التحرير في المطبوعة,,!
** وإذا أردتُم فخذوا جميع صحفنا ومجلاتنا واستعرضوا الأسماءَ التي تسوِّد صفحاتها، وسوف تكتشفون أن نسبة الأشقاء هي الأكبر,,!
** لا إقليميَّة ولا شوفونيَّة في الموضوع، ولا بأس لو اقتعدنا كما هم أماكنَ في مداراتهم، لكن الواقع يجزم بانحسار الوجود بله التأثير لجماعتنا، مما يطرح السؤال بشكل مباشر دون مواراة:
** هل لدينا فعلاً مثقفون قادرون على تجاوز المحلية إلى العربيَّة ؟ وأين الخلل,,؟ أفي تواضعِ ثقافتنا وضآلة مثقفينا؟ أم في وسائِلنا غير القادرة على التجاوز,,؟ أم في وسائل الآخرين غير الراغبة في احتوائنا,,؟
***
8
** حين نتخطَّى البعد العاطفيَّ للموضوع والذي يدعونا الى الألم من هذا الوضع، والتطلع لتعديلهِ، فإننا أمام حقائق ,, وفيها إثباتٌ لتضاؤل التأثير الثقافيِّ السعودي رغمَ إيماننا بوجود مثقفين سعوديين متميِّزين,,!.
** ندعُو مثقفيهم الى منابرنا، بل ربما احتفينا بكسورهم الاعتيادية والعشرية ,, أما مثقفونا فيحضرون منتدياتهم التي يمولُها أصحابُنا أو تنتدبُهم جهاتُهم الأكاديميَّة والإعلاميَّة لحضورها متكفلةً بمصاريفهم، ومتيحةً لهم وجوداً شكلياً باهتاً,,!
***
9
** نظلُّ نبحثُ عن وحدةٍ ثقافية عربية تتعاملُ أجزاؤها بإسهاماتٍ متنوعة يشاركُ فيها الجميع من أجل الجميع، وربما استطاعت الثقافة لمَّ الشمل المجزَّأ ، ورسم الهُويَّة الممسوخة,,! والوحدةُ الثقافية مقدمة الوحدة السياسيةِ دون ريب,,!
وهي كذلك مسارنا نحو العالميَّة ولو بعد حين,,!
***
10
** لكي يُفهم الحديثُ في إطاره فإن رفع رايةِ المحليَّة لا يعني أي تعارض مع القوميَّة المفترضة في الحوار الثقافي الناطق بلسانٍ واحد وهو اللسان العربُّي المبين,,!
** الحديث عن الشخصيَّة الوطنيَّة في شبه الجزيرة العربية لا يعني أيَّ احتفاءٍ إقليمي ضيِّق أو منهج شعوبي متقزِّم، والحق أن المحليَّة مقدمة العربية وكلاهما تمهيدٌ للعالميَّة والهدف هنا كما كان هدف الراحل الكبير جمال حمدان من كتابه (شخصية مصر: دراسة في عبقرية المكان) وهو أن نعرف وجهنا ووجهتنا كياننا ومكانتنا، إمكاناتنا وملكاتنا، نقائصنا ونقائضنا، بلا تحرجٍ أو تحيُّز أو هروب,, !
***
11
** الدكتور صلاح فضل الذي قدّم لكتاب العربيِّ أشار الى غياب أصوات عربيَّةٍ عن الكتاب ومنها معظم أصوات الجزيرة العربية، وقد عزا ذلك الى الصداقة الحميمة بين الحرية والابداع ، وبين الاطار الحضاري الشامل لحركة الحياة والقدرة على البوح واعلاء الصوت دون أن نغفل كما يضيف الدور الانتقائي الذي يقوم به الناشر، وما قد يمارسه من استبعاد أو تفضيل لاعتباراته الخاصة,,!
** وإذ تبدو هذه الأربعاويَّة ذات بعد عاطفيٍّ من جهة، وانطباعيٍّ من جهة، وتساؤليٍّ من بعد ثالث فإنها وقد اكتفت بالعنصر الأخير الذي ألمح إليه فضل وهو الاختيار المرتبط أحياناً بالتحيُّز تحتاج الى تواصل وتوصيل مع العوامل الأخرى والتي يحسب صاحبكم أنها ذاتُ دورٍ مهم في إقصائنا عن الواجهة ، واقتعادنا في أحايين كثيرة المكان القصيّ الخفيّ الخلفيّ,,!
***
12
** إن شئتم فإن هذا المقال مجردُ إشارةٍ الى واقعٍ ، واستشهاد بوقائع ، لا يكفي لتعديله التباكي أو التمني أو الادعاء أو التجاهل ,,!
** نحتاج إلى قراءةِ كل السطور ، والوقوف عند جميعِ الأحرف ، وتحليل دائنا ، وتحديد دوائنا ,,!
** نحن كما هم، وهم غيرنا، فمن نكون,,؟

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved