| مقـالات
تبصير القارىء أو السامع مواطنا أو مسؤولا بحيل مصدر المعلومة أو الخبر أو النبأ أمر مطلوب واحدى مهام المسؤولين الاعلاميين ووظيفة رسمية للصحافة الناجحة في هذا العصر عصر تدفق المعلومات التي تجاوزت الحواجز الجغرافية أو الحدود السياسية دون تدخل قانوني أو عسكري يذكر.
فالحيل السبع أو طرق كشف الاعلام الدعائي الموجه للأفراد والشعوب أمر في غاية الأهمية احتراما وتقديرا للانسان الذي ميزه الخلاق عن الحيوان بالعقل.
ان الانسان اليوم ليس لديه متسع من الوقت عند قراءته للصحف أو سماعه بث الاذاعات من أخبار وتحليلات أو ما تنقله المحطات الفضائية من برامج متنوعة أو ولوجنا عالم الانترنت على فك أو تحليل رموز الخطاب الاعلامي أو السياسي أو الاجتماعي وهذا يقودنا الى توضيح تلك الحيل والتي ذكرها Eleanor Maclean في كتابه: Between the Lines: How to Detect Bias and propaganda in the News and Everday Life, وطرحت وبتصرف، الحيل في كتاب العلاقات العامة والمجتمع للدكتور ابراهيم امام واليك شرح مقتضب لتلك الحيل السبع.
* الحيلة الأولى:
استعمال ألفاظ التعميم البراقة لتهويش القارىء، وأخذه على غرة، بحيث يتأثر ببريق اللفظ الطنان فيخدعه ذلك عن التفكير أو المطالبة بالأدلة والبرهان فهناك ألفاظ خاصة بقيم مثل: الصدق، والشرف والحرية والتقدم، التي تتناثر في أنحاء الجمل والعبارات, وهناك أيضا الكلمات الدينية والقومية التي يتوسل بها الدعاة، مثل الديمقراطية، والاسلام، والمسيحية، والدين، والشرف، والوطنية، والحرية، والقومية والانسانية، وغيرها.
* الحيلة الثانية:
الوصم أو استعمال ألفاظ الشتم والانتقاص من القيمة والكرامة، وذلك للتأثير في الضحايا، وشل قوة التفكير فيهم, دون تقديم أدلة أو براهين اذ تستعمل هذه الطريقة في إلصاق التهم السريعة كاستعمال ألفاظ النازية والفاشية، والهتلرية، والدكتاتورية والرأسمالية والشيوعية والفوضوية والاباحية والوجودية والارهابية لاحظ يتعامل الاعلام الصهيوني في حقوق فلسطين واتجاه المسلمين عندما يحدث ردود فعل انتقامية منهم اتجاه السلوك العدواني على المواطنين الأبرياء) وغيرها كثير.
* الحيلة الثالثة:
خلع المزايا والفضائل على موضوع الدعاية، وذلك عن طريق الربط بينه وبين الشعارات الوطنية والدينية, فيربط الداعية بين الصحيفة وراية الدولة، أو بين حفلة من الحفلات والنشيد القومي، ويحدث الشيء نفسه بالنسبة للتاج أو النسر أو شعار الدولة, كذلك يستغل الصليب أو الهلال أو المئذنة لاثارة مشاعر التبجيل والاحترام المستمدة من العاطفة الدينية, وخير مثال اضافة عبارة الله أكبر في العلم العراقي الصدامي أثناء حرب الخليج الثانية 1991م.
* الحيلة الرابعة:
استغلال الشهود: فيقنع الداعية بعض المشاهير بالأدلاء بأحاديث أو عبارات معينة, فيقول زعيم من الزعماء انه يؤيد أحد المرشحين فيتلقى ذلك لرفع شأنه بين الناخبين, أو ما يحدث في الاعلانات التلفزيونية عن السلع والخدمات وترويجها بواسطة الأشخاص المعروفين .
* الحيلة الخامسة:
الايهام بالسذاجة والبساطة والشعبية فنجد مثلا ان السياسي يتبسط في الحديث, ويستعمل الألفاظ العامية كسائر الناس.
وقد يشتط بعضهم فيستخدم لهجة لغوية من الأقاليم, ولا بأس عنده من اللقاء معهم، والأكل على الأرض بطريقتهم الميدانية كما فعل صدام حسين أثناء حرب الخليج الثانية, والجواسيس الانجليز منذ لورنس الى جلوب يحترفون في هذا الأسلوب.
* الحيلة السادسة:
العرض المغرض للحقائق وترتيبها ترتيبا يفيد الداعية, وتشبه هذه الحيلة بالغش الذي يعمد اليه لاعب الورق حين يرتب الأوراق ترتيبا مقصودا يؤدي الى الكسب بالضرورة ويدخل في هذه الحيلة طرق الغش والمبالغة والسرد المغرض, وحث بعض جوانب الحقيقة وتعمد الكذب.
* الحيلة السابعة:
فتركز على عقلية القطيع, فيصور الداعية ما يدعو له بأنه شيء يحدث في جميع أنحاء المجتمع, وان الناس مجموعة على صدقه وصوابه, وأنهم متفقون على ضرورة القيام به, ففي الانتخابات مثلا نقرأ هذه العبارة: الجميع ينتخبون المرشح,,, أو ينشر الداعية أن كل المصريين سيشاهدون هذا الفيلم, أو أن جميع المثقفين يقرأون كتاب كذا, فهي دعوة تقول هيا بنا نفعل كما يفعل الآخرون, وهم الكتلة الكبرى والسواد الأعظم.
تلك أبرز الحيل التي يستعملها خبراء الدعاية والتأثير على الرأي العام والتي يمكن ملاحظاتها عبر وسائل الاعلام الصحافة، الاذاعة، التلفزيون ويمكن في الوقت نفسه الأخذ بتلك الحيل بوصفها طريقة لكشف نوايا وتوجهات العدو أو الدعاية لكشف زيفها وابطالها والرد عليها والتي لا يمكن بحال من الأحوال الاستغناء عنها للمخططين الاعلاميين, ويجب، أيضا، أن يضعها المخطط في حسبانه وهو يضع أساليب مواجهة الخصم اعلاميا في خطته الاعلامية الموجهة.
|
|
|
|
|