فكونا,, من المتخذلقين,, واحمونا ممن غاب عن بلاده فترة,, يدعي فيها طلب العلم, ثم جاءنا بفكر شرس جديد,, فكر متنكر,, مستغرب,, لا نريد التخلص من بعض طباعنا الحميدة, لا نريد الضياع من الشخصية المتميزة التي سداها الاسلام, ولحمتها الحق المبين,, نحن أمة لها ميزاتها, وشخصيتها المؤطرة بإطار سليم صاف نقي,, احذروا,, من مدعي المعرفة بأسلوب حضاري أعوج إن مثل هؤلاء صعقوا بما قرأوا, وما شاهدوا, وما ناقشوا, وما أدخل في أفكارهم,, فجاءوا منسلخين من اصالة رائعة, قضت عليها تلك الأبناء التي تلقفوها بغباء مطلق,, إن لنا عادات حميدة وطباع سليمة ميزتنا على الكثيرين, ونحن منبع الرسالة الخالدة, فاحذروا أن تغتال هذه الأشياء باسم التطور الأعرج, والتقدم الأعوج,, ما أكثر ما كتبنا وحذرنا ولكن ما زالت العيون نائمة, والضمائر واجمة, والناس في غفلاتهم ورحى الخبث واللؤم والكبر والحقد والحسد تطحن,, إن العلم مطلب ضروري لا يجب ان يتأخر عنه المسلم والمسلمة,, لكن يجب الا يؤثر ما نطلبه على ما يحفظ علينا ديننا ومبادئنا السليمة القويمة,, ومن المؤسف أن يأتيك متشدق يلوي خشته العوجاء,, ليلوم على بقائنا على ما ورثناه من دين حنيف ومبادئ سليمة عالية وقد لا يعرف المسجد ولا الكلمة الطيبة ولا يعرف صلة الرحم, ولا المحافظة على موروثات خالدة لا تتخلى عنها حتى الحيوانات, مدعيا التحضر والتقدم والتطور.
لقد قال ابليس اللعين لمن أغواه, بعدما أسقطه, قال,, فلا تلوموني ولوموا أنفسكم, ما أنا بمصرخكم,, وما أنتم بمصرخي, إني كفرت بما أشركتموني من قبل وجاء قبل هذا قوله تعالى,, وقال الشيطان لما قضي الأمر, إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم, وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي .
ثم قال,, فلا تلوموني ولوموا أنفسكم,, الآية,, وشياطين الانس يبدو أنها أصبحت أكثر من شياطين الجن,, لذلك فهم يأتوننا منسلخين من عاداتهم وطبائعهم,, وقد تأثروا,, بدعوات الشياطين من الغرب وغير الغرب,, إن ابن الوطن المتعلم هذا الذي أخذ من العلوم على اختلاف مشاربها ما فيه نفع,, ولم يغفل عن الموازنة الفكرية بين ما أخذ وبين ما ورث.
وهنا تبلغ الشخصية السعودية المسلمة أوج التكامل المطلوب,, ولسنا بصدد ضرب الأمثلة,, فالناس ولله الحمد في هذه البلاد مستيقظون ويعرفون ان شاء الله الصالح من الطالح,, والنافع من الضار,, لأن غالبيتهم لديهم الحس الديني,, ومن كان لديه هذا الحس,, فلا خوف عليه.
|