| العالم اليوم
في البدء لابد من التأكيد بأن المجتمع الاسرائيلي مجتمع عسكري اي ان كل من يحمل الجنسية الاسرائيلية باستثناء الفلسطينيين الذين يحملون الجنسية الاسرائيلية لابد وان يكون منضما للمؤسسة العسكرية الاسرائيلية سواء عسكريا نظاميا او منخرطا في الجيش الاحتياطي.
والجيش الاحتياط الاسرائيلي يختلف عن مثيلاته في الدول الاخرى فالاحتياط في الكيان الاسرائيلي لهم مواعيد ثابتة للتدريب واوقات مباغتة للالتحاق بالوحدات العسكرية المعروفة لكل عنصر يتوجه لها بمجرد تلقي التعليمات التي تتم عبر موجات الاذاعة و(كود) معروف لكل عنصر يتم الاعلان عنه عبر الاذاعة والتلفزيون وهناك ايام معينة يجب ان يعمل كل اسرائيلي من المسجلين على قوائم الاحتياط في القطاعات العسكرية وبالتالي فإن كل اسرائيلي هو عسكري وإن انهى الخدمة العسكرية النظامية اما الضباط وبالذات اصحاب الرتب الكبيرة فإنهم وحتى وهم في الاحتياط يقومون بأعمال لها ارتباط بما يسمى بالمجهود الحربي كالقيام بالدراسات والابحاث العسكرية والاستراتيجية او المهام الاستخبارية او في المصانع والمؤسسات العسكرية التجارية التي تتاجر بالاسلحة والمعدات العسكرية.
اذن فإن العقيد حنان يثتنباوم الذي اسرته المقاومة الاسلامية اللبنانية يعد عنصرا عسكريا يدعم (المجهود الحربي الاسرائيلي) حتى وان كان محسوبا على الاحتياط العسكري الاسرائيلي، هذا بالاضافة الى انه وحسب ما اعترفت به المصادر الاسرائيلية نفسها واكدته سويسرا من خلال جهات رسمية بأنه مكلف بالقيام بأعمال استخبارية وتجسسية في اوروبا وبالتالي فإنه وفي وقت اسره كان يؤدي عملاً عسكريا وهو بهذه الحالة يعد هدفا مشروعا للأسر.
اما مسألة مكان الاسر وسواء تم ذلك فوق الاراضي اللبنانية او على حدود التماس الفلسطينية اللبنانية او في سويسرا او اي دولة اوروبية فهذا لا يغير من الامر شيئا فالعقيد حنان كان يقوم بعمل تجسسي وبعمل آخر للتغطية على عمله الاساسي وهو ايضا يدخل في نطاق الاعمال العسكرية، وبما ان المقاومة الاسلامية اللبنانية في حالة حرب مع اسرائيل وأن عدوها وعدو الأمة العربية والإسلامية يحتفظ بعدد من ابنائها وابناء الامة العربية في المعتقلات وأن هؤلاء المعتقلين قد تم اختطافهم من منازلهم ومن بين اسرهم وجميعهم مدنيون فإن اسر العقيد حنان لا يختلف عما ارتكبه الاسرائيليون.
,,, والعرب قديما قالوا (البادىء أظلم),, ولكل هذا فعلى اصحاب النصائح والذين يستنكرون على المقاومة الاسلامية اللبنانية القيام بمثل هذا العمل أن يوفروا نصائحهم فنحن العرب والمسلمين نعده عملا بطوليا يستحق الاشادة والتقدير,, ويكتسب اهمية استثنائية اكبر كونه جاء قبل يوم من قمة شرم الشيخ التي أظهرت الكم الكبير من الصلف والعنجهية الاسرائيلية التي تحتاج الى العديد من اللطمات والصفعات,, كما يفعله الاسلاميون في لبنان لإعادتهم الى الواقع والى الحجم الذي يجب ان يكونوا عليه.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|