| مدارات شعبية
* والملاقيف حتى نكون منصفين كثيرون جداً الى درجة تعذّر احصائهم باصابع اليدين والقدمين ولا ابالغ اذا قلت: بأقلام طلاب المدارس من الجنسين,, فهذه الفئة حمانا الله واياكم منها يمارسون التسكع في كل شارع وسكة بل إنهم يتكاثرون بشكل غريب ملفت للنظر مثل تكاثر طيبة الذكر البكتريا!!
* لكن مانحن بصدد الحديث عنهم هم ملاقيف التأليف! وبعبارة ادق مطافيق,, التجميع والتوقيع والتلميع الذين اكتشفوا بعد مسلسل الاخفاقات الذي عاشوه ان رفع شعار التوطين اسهل واسرع وسيلة تؤهلهم للدخول في عالم حرفة الادب ولا عجب فالتأليف اصبح مهنة من لامهنة له وبخاصة في مجال الادب الشعبي الذي يطرق بابه كل من هب ودب!! والادهى من ذلك ان من لفظتهم الوسائل الاعلامية الواعية لايترددون في العمل بنصيحة البعض لهم القائلة: عليك بالادب الشعبي اذ لاحسيب ولا رقيب ولا متلقي فاعل يفرق بين ماهو جيد وما هو رديء!!
* الغريب في الامر ان عبارة ادركته حرفة الادب التي تقال منذ قرون كناية عن ضيق ذات اليد لدى بعض المعوزين من الادباء تكاد تتلاشى في مسألة الادب الشعبي الذي تحول الى تجارة وشطارة بفضل اولئك الذين لايستحون ولايعون خطورة تسطيح الوعي الذي يمارسونه فهم لايهمهم مايعاني منه الادب الشعبي من تشويه سمعة او ضياع هوية او تدني مكانة وقبل ذلك عزوف الاقلام المتمكنة عن ميادينه!
انما يهمهم في المقام الاول ان يشار اليهم بالبنان من قبل عوام القراءة ناهيك عن اتخام جيوبهم بالمال الذي يدفعه عن طيب خاطر اولئك البسطاء الذين لايفرقون بين الحرف النابض والحرف الميت!
* ان مسؤولية حماية المستهلك الثقافي تقع على من بيدهم اتخاذ القرار الصارم وليس على الصفحات الشعبية التي تطلق صرخاتها المخلصة دون مجيب فما ترفضه هذه القنوات الاعلامية يظهر دونما حياء على ارفف المكتبات فالخلل وارد لكن تشخيصه يحتاج الى شعور بالمسؤولية وليت شعري ماذا سنقول للاجيال القادمة الموعودة بالعولمة والانفتاح الثقافي عندما تكتشف انها كانت تقتات غذاء فكرياً رديئاً لايصلح للاستهلاك الآدمي!!
* ولا بأس ان اروي لكم موقفين طريفين محزنين حدثا لي قبل سنوات لتعلموا مدى ماتعانيه الساحة الشعبية من احباط,, فقد كنت خارجاً للتو من استوديو التلفزيون بعد ثلاث ساعات من البث المباشر المرهق لأفاجأ بمقدم برنامج شعبي وبيده ورقة بيضاء طالباً مني كتابة معروض بغية تعديل موعد بث برنامجه وعندما سألته لماذا لم تكتبه انت اجابني بعيون زائغة وشفاه مرتعشة وعندها علمت انه لايجيد الكتابة!
وفي احدى المناسبات طلب مني احدهم كتابة اهداء علي مؤلّفه لاحدى الشخصيات الاجتماعية فما كان مني الا ان اقترحت عليه تصميم ختم خاص به لهذا الغرض!!
* وبما اننا مقبلون على فصل الشتاء فان نصيحتي لملاقيف التأليف ان يعرضوا اعمالهم الادبية العظيمة!! في سوق الحطب بدلاً من سوق الكتب لان الاول اولى بها على الاقل يستفيد البعض منها فائدة معقولة وهي التدفئة!!!
|
|
|
|
|