أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 17th October,2000العدد:10246الطبعةالاولـيالثلاثاء 20 ,رجب 1421

الريـاضيـة

في منتصف الأسبوع
الخطأ التراكمي,, من يدفع ومن يقبض ,,, ؟!
عبدالله الضويحي
ترددت كثيراً,, وتوقفت أكثر بين نفي واثبات يعقب كل منهما علامة استفهام,.
لا أكتب؟!,, أم أكتب,! (في منتصف الأسبوع) هذه المرة,.
** لا أكتب ,,, ؟!
ليس شحاً في الأفكار,, فالحدث موجود,, والفكرة مختمرة في ذهني,, حول المرحلة الاولى من مباريات نهائيات كأس أمم آسيا الثانية عشرة المقامة هذه الايام في لبنان الشقيق,, وتحديدا عن مباراة منتخبنا الوطني الاولى في هذه النهائيات التي انتهت بخسارته من اليابان 1/4 ولم يوقف التنفيذ إلا قرار انهاء عقد المدير الفني للمنتخب السيد ميلان ماتشالا,, مما أجهض الفكرة,, إذ ليس من المناسب مناقشة الاخطاء الفنية التي وقع فيها الفريق,, فالأمر ليس إداريا يمكن ان يستفيد البديل من اخطاء سلفه,, خصوصا ما لم يطلع عليه,, ولكنه يتعلق بأمور فنية ذهبت مع راسم سياستها,, وواضع خططها والبديل عادة في مثل هذا الامر يأتي بأفكار وأسس جديدة خصوصا عندما يكون قريبا من سلفه,, بل اقرب الناس اليه وعلى اطلاع بما كان يجري، وبما هو مطلوب منه.
إذاً,, ماذا أكتب ,,,؟!
وعماذا أكتب ,,, ؟!
هل أركب الموجة التي يركبها بعض الزملاء الصحفيين وللاسف غير مدركين لخطورتها؟! وهي موجة عاتية,, السباحة فيها خطيرة,, والابحار فيها بقارب خشبي أخطر لمن لا يجيد فن التجديف,,!! وأعني زف الفريق كعريس في ليلته الاولى,, أو بطل متوج,, قبل ان تبدأ المنافسات دون إدراك,, لقيمة الآخيرن وطموحاتهم,, فإذا ما وقع المحظور,, أو حدث ما لم يكن في حسبان هؤلاء,, وليس حسبان الواقعيين, بحثوا عن مخارج للطوارئ,, بتصفية الحسابات مع لاعبين لا ينتمون لأنديتهم المفضلة,, أو إلى المدرب باعتباره شاء أم أبى شماعة مصنوعة من مادة خاصة لديها القدرة على تحمل الاخطاء مهما كان وزنها وعددها,, أو انه,, تحول إلى (شاة),, (لا يضيرها السلخ بعد ذبحها)!! تمشيا مع التوجه العام,, ورغبة في السير مع التيار في الاتجاه نفسه,, اما خوفا من ان يجرفه التيار,, أو الوصول من خلاله بغض النظر عن نقطة الوصول,, وما تخفيه!!
واعترف انني لا أملك القدرة ولا المقومات على ركوب تلك الموجة,,!!
لكنني أيضاً أدرك,, وأؤمن ان مواجهة الريح تكون بالتصدي لها,, او على الاقل بالانحناء حتى تمر,, ومن ثم الوقوف,, ومواصلة السير في الاتجاه الصحيح,,!
** أم أكتب ,,,؟!
وماذا أكتب؟! إذا قررت ذلك,, هل أكتب عن الخلف,؟! وماذا يعمل,؟!
وهذا ليس بمنطقي إذ لا يمكن ان يحدث تغييرا جذريا خلال ساعات,, ثم انه الاقرب للسلف والاستفادة من أخطائه!!
** ولكن لابد أن أكتب,.
فالحدث موجود,, والكاتب مطلوب منه الحضور والتفاعل مع الأحداث,, وطرح وجهة نظره,, وهي وجهة نظر شخصية قابلة للمناقشة والرأي,, وليس شرطا أن تحمل وجهة النظر الصحيحة في كل الاحوال.
ولهذا,, ومن هذا المنطلق,, قررت ,, وتوكلت على الله,, وعليه,, فإن ما مضى من سطور يمكن اعتباره بطريقة أو بأخرى جزءا لا يتجزأ من الموضوع,, ويدور في إطاره,, مما يجعلني اختصر الزمن بطرحه كمقدمة لاصل إلى صلب الموضوع,.
يقول مدير المنتخب الاستاذ فيصل عبدالهادي في اول رد فعل تفصيلي,, ويمكن اعتباره رسميا على اقالة المدرب ماتشالا:
(ان هذا القرار لم يكن ردة فعل مباشرة للخسارة من اليابان,, ولكن نتيجة تراكمات سابقة,,, الخ).
هذا التصريح يطرح تساؤلا خطيراً,, بل ويشير إلى وضع خطير داخل المنتخب,.
لقد أمضى ماتشالا مع الفريق مدة كافية دخل معه فيها بطولتين مهمتين,, كأس القارات في المكسيك,, والبطولة الافروآسيوية,, وكلاهما تكفي للحكم له,, او عليه,, والنتائج ليست شرطا ان تكون دليل النجاح أو عدمه,, فبقدر ما فزنا في كأس القارات بنتائج كبيرة فقد خسرنا بنتائج أكبر,, كانت كافية للتدليل على وضعيته,, وامكاناته,.
وإذا كانت هناك (تراكمات عدة) فلماذا,, تم السكوت عليها,؟!
وهل كنا ننتظر مثل هذه اللحظة؟! وهل كنا بحاجة لمثل هذا الموقف (لنصطاده بالجرم المشهود!!).
ان الأمر لا يعدو أحد احتمالين:
اما ان المدرب كان يخضع للمناقشة والمساءلة دون ان يجدي ذلك من الامر شيئا,؟
أو أننا كنا ننتظر (لحظة فشل) كهذه ليكون القرار مقبولا لكننا في النهاية نحن الذين دفعنا الثمن وليس المدرب,, بل انه (قبض) الثمن الذي (دفعناه),!
صحيح ان انهاء عقده في هذه اللحظة,, خير من استمراره على طريقة (النزول من اول السلم,,, الخ),, لكنه قرار كان يحمل كثيرا من الجرأة,, إذا ما نظرنا إلى الاتجاهين السائدين,, أو بالاحرى ردة الفعل عليه.
ثمة من كان يرى ان (تجميده),, والابقاء عليه ظاهريا,, حتى لا تعود للاذهان مواقف سابقة مع مدربين آخرين في ظروف مشابهة.
وفريق آخر,, يرى ان اعلانه,, قد يعود وبأثر معنوي جيد على الفريق,, عطفا على قرارات مشابهة كما حدث في دورة الخليج في عمان 84 مع زاجالو والزياني,, والتي اعقبها التأهل للأولمبياد ثم الفوز بكأس آسيا,, وكما حدث في تصفيات الدوحة المؤهلة لكأس العالم 94م كندينو,, والخراشي وعلى ضوئها تأهلنا,.
لكن هل الظروف,, هي نفسها,؟!
وهل الامكانات ستساعد على ذلك ,,, ؟!
هذا هو السؤال,,,؟!
لا أريد هنا أن اجتر الماضي وأخطاءه,, ولكن لابد من المصارحة,.
فالخطأ الأكبر في نظري هو في التعاقد مع ماتشالا من البداية,, وليس في استمراريته رغم اخطائه.
وأذكر انني قلت في ذلك الوقت الرأي نفسه,, وكنت أبدي تحفظا على التعاقد مع مدرب يحمل نفس ظروف ماتشالا,.
واتحفظ أيضا على التعاقد مع مدرب لمجرد انه نجح مع منتخب شقيق ومجاور خصوصا في فترة متتالية لامور تتعلق بالفشل والنجاح.
هذا,, أولاً,, ثم,, وهذا عامل مهم ,,, !
ان نجاح أي مدرب في اي فريق (ناد أو منتخب) لا يعني انه مؤهل للنجاح مع فريق آخر,, لاختلاف الظروف,, ومقومات النجاح والفشل.
ان نجاح أي منتخب,, مرهون بأمور عديدة تأتي الكفاءة الادارية والفنية كأحد عوامل هذا النجاح,.
هناك القاعدة,, واتساعها,, والظروف الجغرافية والديمغرافية للبلد,, او الدولة,.
وطبيعة التركيبة السكانية,.
وأمور أخرى كثيرة يجب ان تؤخذ في الاعتبار عند التعاقد مع مدرب,, وهذا ما يجعل التباين واضحا لدى بعض المدربين,, ويحدد مصير نجاحهم أو فشلهم بين منتخب وآخر,, أو فريق وآخر في بعض الاحيان,.
على العموم,, لست هنا,, عن ابعاد ماتشالا,, وليس تقييما لوضع عام,, لا أرى الوقت مناسبا له,, فالقضية ليست اخطاء مدرب فقط,, لكنها تتعلق بمنتخب,, ومستقبل الكرة السعودية,.
والله من وراء القصد.
Raseel@La.com.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved