إشراقةُ الأزمانِ في القرطاسِ
ومقاصدُ الأوطانِ عندَ الناسِ
هذي المعارف والعلوم تزينت
في روعةِ التفكيرِ بالألماسِ
وجرت فضائلُ ديننا فوقَ الذُّرا
جريَ النسائمِ في رُؤى الأنفاسِ
وتوقدت فكراً منيراً هادياً
بينَ الصحائفِ ومضةَ النبراسِ
ويسيرُ في خبرِ الكتاب تُراثُنا
يا شامخاً يا ضافيَ الألباسِ
آثارُنَا شمّ الجبالِ ترومها
تاجٌ ينوِّر فوقَ هامِ الراسِ
قد شعَّ نورُ الله ملءَ قلوبِنا
عشق تربع جذوة الإحساسِ
يجلو كتابُ اللهِ جلَّ حياتنا
بَعُدت شريعتنا عن الوسواسِ
ونبيُّنا يا قدوةً مختارةً
هديُ الخلائقِ زينةُ الجُلاّسِ
وخلائفٌ للمسلمين سعوا إلى
خير الرعيةِ في الندى والباسِ
عجبوا من الفاروق يَغلبُه الكرى
عدلٌ توشحه بلا حُرّاسِ
والسابقونَ الأولونَ ذووِ العُلاَ
ومآثرٌ تروى عنِ العباسِ
ما أروع السِّيَر الجميلةَ: أمةٌ
قد أشرقت فشموسُها في فاسِ
(إقدامُ عمروٍ في سماحةِ حاتمٍ
في حلم أحنفَ في ذكاءِ إياس) (1)
هذي كنوزُ المبدعين تبلورت
في حكمةِ التجريبِ والمقياسِ
أجرت بلادُ الغربِ منهمِ نهرَها
وصفا لهم شربٌ بذاك الكاسِ
وبدت أزاهيرُ التقدمِ غضةً
عبرَ المصادرِ بلسم الجسّاسِ
ثم استوت لغةُ العصور روائعاً
في حفظ ذاكَ الكنزِ في القرطاسِ