| عزيزتـي الجزيرة
في الصباح الباكر ينطلق كل واحد منا الى شغله الشاغل فتجد الموظف يذهب الى مكتبه سواء كان في القطاع الحكومي أو الخاص والطالب والمعلم يذهبون الى مدارسهم والطبيب الى المستشفى والمهندس والعسكري,,, الخ كل في مجاله فأين يذهب المتقاعد أو كبير السن؟؟
قد يجيب قارىء ان بالامكان ان يقضي حاجاته الشخصية أو المتعلقة بالبيت وبعد ذلك ماذا يفعل!! سيجد نفسه في وقت فراغ كبير ويشعر بفقد قيمته ومركزه وسوف يشعر بأنه يتقاعد فعليا عن المجتمع وتظهر آثار هذا الوقت القاتل من العزلة والاكتئاب والانطواء إذن ماذا يفعل,.
تشير بعض البحوث الى ان التقاعد وكبر السن كمرحلة من مراحل الحياة تصاحب بفتور التفاعل الاجتماعي مع المجتمع ومن ثم تظهر الانسحابية والعزلة الاجتماعية كأعراض واضحة لدى نسبة مرتفعة من المتقاعدين والتي قد تؤثر في الحالة الصحية والنفسية والاجتماعية للمتقاعد والمسن, اذن الحقيقة ان التقاعد مرحلة جديدة يجب أن يعيشها الانسان ويتكيف معها!!
مرحلة تتميز بأن الفرد يكون حرا من الارتباطات أو الالتزامات التي تقيده وتؤثر عليه في المدى الطويل وترى نظرية الاستمرارية ان الشيخوخة الناجحة هي التي تتصف بالقدرة على المحافظة والاستمرار على الأدوار والنشاطات والعلاقات في سن الشيخوخة مع القدرة على التكيف مع هذه المرحلة العمرية, والنشاط الذي يقوم به المسن أو المتقاعد ليس بالضرورة أن يكون عملا ولكن المهم أن يظل المسن قادرا على استثمار وقته وجهده وهذا ما يؤدي بالتأكيد الى سعادته، فالهدف النهائي هو شغل وقت الفراغ واستثماره والابقاء على العلاقات الاجتماعية وهذا يمكن أن يحدث من خلال:
* قضاء احتياجات الأسرة واشباع بعض المتطلبات الداخلية أو الخارجية والتي يشعر معها المسن أو المتقاعد بأنه ما زال مهما لأفرادها قادرا على العطاء.
* تكوين علاقات اجتماعية مع فريق أو أصدقاء في مكان مناسب مفتوح ويقدم فيه مستوى الخدمة الذي يتجاوب مع احتياجات كل فرد فيها بصفة مستمرة وهذا ما يقدمه مركز الأمير سلمان الاجتماعي من خدمات للمتقاعدين وكبار السن، وهذه الخدمات شكل من أشكال الرعاية المركزية للمسنين والمتقاعدين، ففي الصباح يذهب المتقاعد الى المركز لممارسة الأنشطة والهوايات وصقل المهارات التي تناسبه وتكوين علاقات اجتماعية مع من هو في حكم سنه ويشبع رغباته واحتياجاته من برامج دينية وثقافية واجتماعية وصحية وتتوفر فيه المكتبة والصحف اليومية وممارسة الألعاب المنظمة ثم يعود الى بيئته الطبيعية والى أسرته التي يشعر فيها بمكانته الاجتماعية ويمارس أدواره بالشكل المعتاد ويوفر المركز بذلك جوا من الاستقرار والطمأنينة.
طلال الناصر الرياض
|
|
|
|
|