أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 17th October,2000العدد:10246الطبعةالاولـيالثلاثاء 20 ,رجب 1421

محليــات

مستعجل
نحن في عصر الإعلام,, اين موقعنا؟
عبد الرحمن السماري
يبدو ان هذا الانفتاح الاعلامي الواسع,, يجعل الانسان يسعد أكثر,, ويتخوف أكثر وأكثر,.
أما أن يسعد,, فلأن كل شيء أصبح في متناوله,, وأصبحت المعلومة متوفرة,, واصبح الانسان مطلعاً على كل شيء ويعرف كل شيء يحدث في هذه الدنيا.
فنشرات الأخبار,, إلى جانب انها تحمل أنباء جديدة,, وتطلعك على الأحداث,, فهي في نفس الوقت تشبع احتياجات في نفسك,, وهي وإن كانت مؤلمة ومزعجة أحياناً أو في أكثر الأحيان,, إلا أنها تلبي مطالب يبحث عنها الانسان,.
أما مصدر تخوفنا وانزعاجنا من التطور الإعلامي وانسياب المعلومات بهذه الكثافة وبهذا الحجم,, فلأن بعض هذه المعلومات تحمل أشياء ضارة وأفكاراً خطيرة لا تلائم الانسان المسلم,, وتصطدم مع عقيدته وثوابته,, وتجعلنا نتخوف أكثر وأكثر على أبنائنا وعلى الاجيال اللاحقة,.
نحن نخشى من انسياب المعلومات بهذا الشكل,, أن تكون الاجيال القادمة ممسوخة ليس لديها ثوابت ولا مبادىء,, وهذا ما يريده أولئك الذين سعوا لإنشاء هذه الأقمار والمحطات,, وضخوا فيها الأموال دون ان ينتظروا العوائد المادية,, بل كانت اهدافهم ابعد واخطر.
نحن نخاف على مستقبل الاسلام من اولئك الذين صنفوا الاسلام عدوهم الأول بعد سقوط الشيوعية,, وإن كان الاسلام هو عدوهم حتى قبل ومع الشيوعية.
نحن نخشى ان تكون الاجيال المسلمة القادمة غير محصنة التحصين الاسلامي الكافي,, لأنك لو تابعت المناهج الدراسية في اكثر الدول الاسلامية مع الاسف,, لوجدتها خالية من المواد الشرعية ومن أي جرعات دينية اسلامية تحصن الجيل,, وإن وجدت هذه المواد فهي ضعيفة هزيلة,, والامتحان فيها اختياري ولا رسوب فيها,, ومعنى هذا,, كأنهم يقولون,, ليس لها قيمة ولا أهمية,.
فإذا اجتمع هذا البث النشط محطات تلفازية,, انترنت,, إذاعات,, صحافة بلا حدود وبلا رقابة,, فإنها بدون شك,, ستؤثر في هذه الاجيال,, وستصنع جيلاً لم يخطر على بالنا.
وإذا كانت أفلام الكارتون التي يبثها تلفازنا بصفاء ونقاء وحسن اختيار قد أثرت على أطفالنا تأثيرا مباشرا,.
واذا كان زمن الفيديو بأفلامه ومسرحياته قد اثر على اطفالنا وشبابنا,, فما بالك بهذه القنوات وبهذه المحطات وبوسائل الاتصال والاعلام الحالية؟
ولك ان تتخيل وضع طفل او ناشئ تستلمه الخادمة من جهة,, وتغذيه محطات التلفاز ووسائل الاعلام الاخرى من جهة اخرى,, كيف سيكون هذا الجيل؟
هل يمكن لنا ان نتصوره,, وماذا حضرنا له؟
الامور تبدو مزعجة وغير مريحة البتة,.
وبدون شك,, ان هذا التحول لم يكن باختيارنا ابداًً كما انه لم يكن بوسعنا ايضاً,, ان نغلق ابوابنا ونقول للعالم,, نريد غلق الابواب بإحكام,, ولا تتعاملوا معنا ولن نتعامل معكم,.
بالأمس,, كنا نكذِّب بالبث المباشر حتى وصل بشكل أسوأ بكثير مما تخيلنا ومما صُور لنا,.
وصلنا ونحن لم نستعد له,, لأننا كنا نكذِّب به ونستبعد وصوله,, وبالتالي,, فقد داهمنا مداهمة لم تكن في الحسبان.
العصر اليوم,, هو عصر الإعلام,, كما هو عصر الحاسوب.
والإعلام اليوم,, ليس إعلاماً هادئاً,, وليس إعلاماً اختيارياً,, بل هي جرعات ستلتهمها,, شئت أم أبيت,, نسأل الله السلامة.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved