أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 17th October,2000العدد:10246الطبعةالاولـيالثلاثاء 20 ,رجب 1421

محليــات

لما هو آت
الإنسان والخيل!!
د, خيرية ابراهيم السقاف
الطفل الصغير ألحَّ على والده أن يبتاع له فرساً وهو يتشبث برغبته لم يكن يكرر مع دموعه سوى اسم فرسه المنتظر شموخ ,,, أحمد يعرف أن مصاحبة الحيوان تعلمه الكثير من التعامل وأخلاق التبادل بين الإنسان وبنيه,,, وهو يدرك أن الفرس لا يخذل صاحبه وأنه يحرص على تعزيزه، وهو عندما يتحدث عن فرسه الذي اشتراه له والده فإنه يتحدث بثقة وفرحة غامرة تطفو على وجهه البريء,,,، أحمد يقول إنه حاول أن يدرب شموخاً على اجتياز مسافات متفاوتة، وأن عمر شموخ لم يكن يشجعه على فعل ذلك لأنه يدرك أن والده عندما اشترى هذه الشموخ له، فلأنه لم يكن يرغب في أن يخذله، لكنه لم يكن مهيأ كي يبتاع له شموخاً من الأسر العريقة وذات المواصفات الدقيقة، والسمات المنتخبة,,,، لكن شموخاً ذكية، وقد قدَّرت دموع أحمد كثيراً لذلك ساعدته في الاجتياز لأي حاجز وضعه أمامها، فوضعته بالتالي في قدرة أمام زملائه كي يتحداهم بها,,.
أحمد يقول: تعلمت من شموخ العزم والصبر,,,، كما تعلمت منها الوفاء لصاحبها، كذلك أصبحت على ثقة كبيرة من أن شموخاً بقدر ما تعطيها من الحب بقدر ما تعطيني من الفوز,,, .
لقد استأجرت لها مكاناً في إسطبل رجل يؤجر مساكن الجياد، ويسخر من يقوم بخدمتها، ويعنى بها، وإني شغلت بها، وأصبحت لي مصدر سعادة وإلهام، وعزم,,, .
أحمد يواصل قائلاً: لا أدري كيف تعلم شموخ عن اليوم الذي أزورها فيه، دون أن أكون قد قرأت في واجباتي المدرسية، أو أعددت ما هو مناط بي منها، في ذلك اليوم، ترفض شموخ أن تتحرك، أو تتدرب، بل أيضاً ترفض مداعبتي، ولقد جرَّبت مراراً أن أحضر أحد كتبي وأحاول قراءته، فإذا بها تحرك رأسها، وتمسح عنقها في كتفي,,, .
أحمد وهو يتحدث عن شموخ ينطلق من عالم طفولته البريئة المزدحم باللهو,, إلى عالم الخيل المليء بالحكم، والصور، والخيال، بل قيم التعامل في أرقى ما تحفِّز له، وتدفع إليه,,.
أحمد الصغير يتذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد حثِّ على أن يعلم الآباء أبناءهم ركوب الخيل، وهو يطرح سؤالاً عريضاً لكنَّه يشعُّ: هذا لم يعد زمن الخيل للتنقل، ولا للحرب، لكنه زمن الخيل للمباهاة,,,، غير أنني لا أجد في شموخ ما يحرك في دخيلتي أو يشكل خارجي بالمباهاة إلا في حدود سعادتي بذكائها، وسعادتي بأن حيواناً مثلها أصبح معلماً لي,,.
تعلم أحمد من شموخ الصبر، والعزم، والرغبة في النجاح,,.
لذلك يقول: أصبحت أحترم مواعيد اللقاء بشموخ، أستعد لها فأقوم بدراسة واجباتي المدرسية، وأعد نفسي للرياضة معها والتدرب على فنون حركاتها، وأهيء نفسي للصبر على الوقت الذي يحتاج مني إلى التعلم منها أو تعليمها,,,، وأعلم أنني لابد أن أكون حليماً وصبوراً وسعيداً كي تأخذ مني وتعطيني فيكسب كلانا ولا نخسر وقتنا ولا جهدنا,, ويصبح وقتنا ماتعاً جميلاً,,,, .
هذا أحمد وشموخ
فماذا عند الذين لا يتعاملون مع الإنسان، كما تفعل شموخ؟!
وهم قد تخطو حاجز مرحلة أحمد، وعبرت بهم المحطات بعيداً عنها؟!

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved