| متابعة
جدة خاص
في الوقت الذي تقوم فيه إسرائيل يومياً بذبح الأطفال وترويع الآمنين وإهدار كرامة الإنسان والاعتداء على دور العبادة والمستشفيات وسيارات الإسعاف والعاملين بهما, تدعو الحكومة السويسرية دول العالم ال 189 إلى الاجتماع يومي 25 و26 من اكتوبر الحالي في جنيف لإقرار معاهدة جديدة ستضاف لاتفاقيات جنيف الإنسانية تحت مسمى البروتوكول الإضافي الثالث لاتفاقيات جنيف .
وعلى الرغم من أن هذا البروتوكول لن يضيف اي شيء جديد للمحافظة على حياة الإنسان وكرامته ولكنه سيكون هدية غير مستحقة لإسرائيل عندما يعترف هذا المؤتمر الدبلوماسي بشارتها المميزة الدينية والسياسية والعرقية والاعتراف بنجمة داود التي صبغتها دماء الأطفال والابرياء باللون الأحمر,ولإرضاء إسرائيل سيمنح هذا البروتوكول أيضاً نجمة داود الحمراء الشرعية الإنسانية لتصير إحدى شارات الحركة الدولية للصليب الأحمر كل ذلك لتنضم إسرائيل للاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر والتي رفضت من قبل الدخول إلى هذه المنظمة الإنسانية إلا اذا صارت شارتها علامة إنسانية.
وكانت الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر قد رفضت هذه الشارة لأنها ترمز للدين والعنصرية والسياسة ولأنها النجمة (السداسية) موجودة على كل آلات الحرب الإسرائيلية.
فإسرائيل ومنذ استيطانها استعملت نجمة داود على قبعات جنودها وعلى كل أدوات الحرب والدمار والنسف من مدافع وطائرات وبوارج ودمرت بها بيوت الآمنين ودور العبادة المقدسة لدى كل الأديان وأبادت بها الآمنين من المدنيين العزّل وشردت عائلات وحرقت المزروعات وخرقت كل المواثيق والمعاهدات والقوانين الدولية والإنسانية، ومراجع اللجنة الدولية للصليب الأحمر توضح إن الخروقات التي قامت بها إسرائيل والتي تم تسجيلها رسميا تفوق كل الخروقات التي تم تسجيلها ضد دول العالم مجتمعة.
ولقد بذلت المجموعة العربية والإسلامية طوال الخمسين عاما الماضية كل جهدها لمنع إقحام هذه الشارة على شارات الحركة الدولية ونجحت في إجهاض محاولات إسرائيل المتكررة.
وفي هذا العالم قامت الحكومة الأمريكية والصليب الأحمر الأمريكي لغايات انتخابية وبضغوط من اللوبي الصهيوني قامت بضغوط كبيرة على مكونات الحركة الدولية للرضوخ لمطالب إسرائيل، فأعلنت كل المؤسسات الأمريكية تهديدها السافر والعلني بأنها ستمتنع عن دفع اشتراكاتها المالية لمؤسست الحركة والتي تشكل 25% من ميزانية اللجنة الدولية والاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، بالإضافة إلى ايقاف دعمها المالي والرسمي لعمليات الإغاثة التي تقوم بها مؤسسات الحركة الدولية، ولقد حدد التهديد الأمريكي نهاية عام 2000م لكي تعترف الحركة الدولية بشارة إسرائيل وبالتالي ترضى إسرائيل بدخولها إلى المنظمة الدولية.
تحت هذا التهديد الخطير قام رئيس اللجنة الدولية بزيارة أمريكا وقامت مؤسسات الحركة الدولية بعقد عدة اجتماعات وتكوين فرق عمل مختلفة لإيجاد حل للخروج من هذا المأزق، وكان الحل أن اقترحت فرق العمل إضافة بروتوكول جديد لاتفاقيات جنيف يعترف بشارة موحدة للحماية، وأن تدعو حكومة سويسرا الراعية لاتفاقيات جنيف كل حكومات العالم الموقعة على الاتفاقيات للاجتماع في جنيف هذا الشهر لاعتماد هذا البروتوكول والذي سيمكن إسرائيل من إدخال شارتها العدوانية وهي نجمة داود الحمراء.
وقامت بالمقابل المجموعة العربية ممثلة بمنظمة جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر العربية بتحرك على المستوى العربي والإسلامي والدولي ونظمت عدة لقاءات بالتعاون والتنسيق مع جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومجلس السفراء العرب في جنيف وذلك للسعي لإلغاء عقد هذا المؤتمر او تأجيله ولقد قام مجلس السفراء العرب في جنيف بجهود كبيرة في هذا الصدد ولكن بدون جدوى فلقد كان الضغط الأمريكي الرسمي والعلني كبيرا ومصرا على إنهاء هذه المشكلة قبل نهاية هذا العام، على الرغم من أن إسرائيل لم توقع حتى الآن على الاتفاقية الرابعة الخاصة بشأن حماية المدنيين.
وسيمثل هذا المؤتمر الدبلوماسي وزراء خارجية حكومات العالم أو من ينوب عنهم لاعتماد تعديل اتفاقيات دولية تختص بشؤون الحرب للمحافظة على الحقوق الإنسانية الاساسية للجنود الجرحى والمرضى والأسرى والمدنيين والعاملين الصحيين ورجال الدين المشاركين في القوات المسلحة المتحاربة,وكما ان المؤتمر الدبلوماسي يعقد كما رأينا لإضافة مواد لمعاهدات أو بروتوكولات حيوية وهامة ولها تأثير مباشر على السلام والأمن وحماية المدنيين والمرضى والجرحى والمحافظة على كرامة الإنسان وسلامته فهناك أيضاً قضايا إنسانية ملحة وخطيرة وتهدد بالفعل أمن وسلام العالم ومنها على سبيل المثال لا الحصر قضية الألغام الأرضية التي تفتك بالإنسان وراح ضحيتها الابرياء بشمال افريقيا.
ومازالوا يدفعون ثمنها من رعاة ومزارعين وعابري طريق ورغم ذلك ترفض الولايات المتحدة توقيع مثل هذه الاتفاقيات فهل تستطيع حكومات العالم الاجتماع لاعتماد بروتوكول يمنع حد انتشار هذه الآفة,وكما هي الألغام هناك قضية انتشار اسلحة الدمار الشامل والتي تعتبر أكبر تهديد لسلامة وأمن العالم كذلك نظام العقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة ومجلس الأمن على الشعوب بحجة مخالفة الأنظمة والقوانين ودستور الامم المتحدة.
وقد لاحظنا من التجارب السابقة كيف سببت هذه العقوبات مآسي اجتماعية وصحية اقتصادية للشعوب والمدنيين والآمنين اطفال وأمهات ومسنين ومعوقين, ودمرت البنية التحتية للخدمات الأساسية على جميع المجالات.
كما ان هناك أيضاً قضايا خطيرة ومهمة يجب ان يناقشها المجتمع الدولي ممثلاً في المؤتمر الدبلوماسي مثل البيئة وحمايتها والتي تلوثها الحروب والمنازعات المسلحة والتجارب النووية مقابل كل عمليات الغطرسة الإسرائيلية التي عهدناها منذ احتلال العدو الإسرائيلي لفلسطين في العام 1948 وما تشهده الآن من عمليات عدوانية وغطرسة ونقض لجميع العهود والمواثيق الدولية يجب ان يتخذ العرب موقفاً موحداً وانتهاز الفرصة أو الفرص المتاحة من كسب وتأييد من قبل الدول الإسلامية والافريقية والصديقة لرفض كل ما تقترحه إسرائيل وعلى سبيل المثال بل أضعف الإيمان رفض هذا الاجتماع الداعي لمؤتمر دبلوماسي والداعي لتوقيع معاهدة تسمح للاعتراف بشارة نجمة داود ودخول جمعية إسرائيل للمنظمة الدولية ومحاولة جادة للتقليل من تركيز المؤتمر الدبلوماسي حول هذه الجزيئية فقط,ومن ثم إذا تم وانعقد هذا الاجتماع في موعده المحدد يومي 25 و26 من أكتوبر الحالي فإن الموقف يجب ان يسعى لجعل هذا المؤتمر لعدة أشهر وسنوات لقضايا حساسة وعميقة وحيوية تهم العالم الدولي والسلام العالمي.
كما في حالة فرض جدول أعمال محدد لمناقشة قضية الشارة فيجب ان يكون الموقف ثابتاً والمناداة برفض إدخال اي علامة لها دلالة دينية عرقية أو حتى سياسية.
ولإثبات حسن النية من جانب إسرائيل يجب ان تتخذ لها الشارة المحايدة الجديدة أو إشارة الصليب الاحمر كحد أقصى للتنازلات.
الموقف العربي الموحد يجب ان يكون ثابتاً في حال ثم فرض واعتماد مسودة البروتوكول الثالث بما فيه من الاعتراف بعلامة إسرائيل الرسمية يجب اذاً التهديد بالانسحاب من المؤتمر الدبلوماسي, ومنظمة المؤتمر الإسلامي يجب ان تهدد بتكوين منظمة مستقلة تشكل أكثر من ربع حكومات العالم,وذلك كضغط سياسي هائل على المنظمة الدولية, وعلى الرغم من قرب موعد هذا المؤتمر الدبلوماسي لم نر أي حكومات عربية أو اسلامية اعطت هذا المؤتمر اهمية تذكر من الاستعداد والتدريب رغم أهميته وخطورته ثقافياً إنسانياً سياسياً,من خلال المنظمات العربية والإقليمية ممثلة في جامعة الدول العربية في القاهرة والأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي في جدة والجمعيات الوطنية والامانة العامة لجمعيات الهلال الاحمر والصليب الاحمر العربية.
|
|
|
|
|