أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 17th October,2000العدد:10246الطبعةالاولـيالثلاثاء 20 ,رجب 1421

الفنيــة

نضال الأشقر تترك الأيام المخمورة وتتجه للتاريخ
النص لم ينقرض,, والقول بذلك كارثة مسرحية كبرى
أحترم رأي لجنة التحكيم رغم عدم صحتها
*القاهرة مكتب الجزيرة عمر محمد :
يوما بعد آخر تؤكد نضال الأشقر أنها ليست فقط سيدة مسرح كما تحب أن تصف نفسها، بل أيضاً سيدة المسرح العربي لتربط في ذهننا اسمها باسم سارة برنار الشرق,, فاطمة رشدي.
ولدت نضال في قريه ديك المحدي اللبنانية لأب عروبي وأحد زعماء النضال ضد الاستعمار,, والتخلف معاً، ارسلها عام 1960م لتدرس المسرح بالأكاديمية الملكية بلندن ، ورعى نشاطها لإخراج مسرحياتها أثناء العطلة الصيفية بضيعتها وببيروت حتى عادت من لندن نهاية عام 1963، لتبدأ مشوار ذكر الكثيرين بدور فاطمة رشدي رائدة المسرح العربي,ومنذ منتصف الستينات لعبت نضال دوراً بارزا في تحريك الحركة المسرحية اللبنانية ,, و ايضاً العربية، وأسست وقتها مع مجموعة من زملائها الشباب محترف بيروت للمسرح الذي شارك في تنشيط وتألق الحركة المسرحية الطليعية التي عرفها لبنان,, ولنضال شرف تكوين أول فرقه عربيه للمسرح انطلاقاً من العاصمة الأردنية عمان عرفت بالممثلون العرب ، وجابت معظم العواصم العربية بألف ليلة وليلة في سوق عكاظ ,, وتوجت نشاطها بعرضها عام 1986 على خشبة البرت هول الشهيرة بلندن,ونضال هي ابرز اسم مسرحي لبناني عرفه العرب,, يحترم الجمهور العربي تجاربها المختلفة ويقبل عليها,, في بيروت والخليج والقاهرة,, وتونس، بدأت تجاربها الاخراجية بخمسة عروض بين عامي 66 1967، هي السرير الرباعي و رومولوس الكبير و7الآنسة وطبعه خاصة و المفتش العام ، وتواصلت اعمالها كمخرجه غالباً,, وممثلة في أقلها، لتخرج طقوس الإشارات والتحولات التي شاهدتها القاهرة على مسرحها القومي عام 1998، كفاتحة لتعاملها مع روائع مبدعنا المسرحي سعدالله ونوس ، وهذا العام شاركت في فعاليات مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي خارج المسابقة ب3نسوان طوال عن نص للأمريكي إدوارد ألبى وهاهي تستعد لتقديم ثاني إخراج لها عن نصوص سعد الله ونوس وهو منمنمات تاريخية .
* سألتها الجزيرة هل حصلت من الوسط الثقافي العربي مايتوازى مع دورك كسيدة للمسرح العربي؟
ليس فقط من الوسطين الثقافي والمسرحي، هناك الجمهور الذي اسعد به,, في لبنان وفي الخليج وتونس والقاهرة, كما أنني دعيت للمشاركة في تحكيم عدة مهرجانات مسرحية عربية منها مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي عام 1997، وفي مهرجان الكويت المسرحي الثالث عام 1999 وفي نفس العام المهرجان السادس لدول مجلس التعاون الخليجي الذي عُقدت فعالياته بالعاصمة العمانية بالإضافة إلى رئاستي للجنة تحكيم آخر دورة لايام الشارقة المسرحية ومهرجان بيروت السينمائي عام 1999 وقبله مهرجان الفيلم العربي ببيروت عام 1997.
* وماذا عن التكريم ,,, ؟
أول تكريم كان مهرجان القاهرة للمسرح التراثي عام 1994، وفي العام التالي بعد ان كرمني مهرجان قرطاج منحني الرئيس التونسي زين العابدين بن علي وسام الثقافة العالي، ثم عاد مهرجان قرطاج ليكرمني عام 1996، وبعد إنشائي مسرح المدينة قلدتني وزارة الثقافة الفرنسية الوسام الوطني للفنون والأدب برتبة فارس ، وكما كان اول تكريم لي من القاهرة، كان آخر تكريم لي منها أيضاً,, وتحديداً من مهرجانها للمسرح التجريبي في دورة 1999.
* وها أنت تعودين إليه هذا العام ب3 نسوان طوال لأدوارد ألبى,, وهو نص سردي جداً ومن أقل نصوصه عبثية وبالتالي يصعب التجريب عليه؟
من هذه الصعوبة تأتي متعة التجربة، التي كانت بمثابة ومضات من الفرح والدهشة والحزن والحب، ومكنتني من اعادة اكتشاف 3 ممثلات من جديد رغم صداقتي بهن، اشتغلت معهن على الصوت والحركة,, اخترعن عدة لعبات واجرينا دراسات، كما تشير ردود فعل الجمهور في مصر و ابو ظبي ومن قبلهما بيروت، في فتح زاوية نظر مختلفة تماماً لنص أدوارد الذي حصل به على أهم جائزة أدبية أمريكية بوليتزر عام 1994.
* عن نفس النص شاهد بعض النقاد العرب عرضاً امريكياً,, وصفوه بأنه ممل وصعب في تواصله مع المتلقي,, كميف تعاملت معه لتصلي به إلى عدة جماهير مابين أبو ظبي والقاهرة؟
صعوبة النص تأتي من سرديته الشديدة وتتطلب ثلاث ساعات لتقديمه على خشبة المسرح، اشتغلت عليه مع عديدين وكثفته في ساعة وربع الساعه فقط، كان ألبى قد كتب النص تحت تأثير تجربته القاسية مع زوجة عمره عن سيدة يقترب عمرها من المائة عام تجتر ذكرياتها منذ الطفولة، كان علينا أن نضفي حيوية على العرض فجزأنا الشخصية على ثلاث نساء,, الكبرى عمرها 92 عاماً والوسطى 52 والصغرى 26 سنة، ونجحنا في شحن العرض بحركات من اللاوعي وبالعواطف,, التي تكشف عوالم المرأة منذ الطفولة وحتى رحيلها، مروراً بعذابات القهر الاجتماعي,, وخيانات الزوج.
* نص عن نساء ومخرجة,, وفريق عمل نسائي من مساعدة الإخراج الى الترجمة ومبدعة السينوغرافيا,, هل من تعليق؟
طبيعه النص تطلبت بطلات نساء!!، بالعرض ستجد الرجل بمثابة غائب حاضر، أب وزوج وعشيق وابن وأخ,, الخ، القراءة الأولى تقول إنه عرض عن النسوية ، والقراءة العميقه تقول انه عن القهر الاجتماعي بشكل عام.
* ألم يحزنك عدم اختياره لمسابقة المهرجان ,,, ؟
كنت أتمنى ألا أعلق على ذلك، لأن المثقف الذي يتحدث عن الحرية عليه احترام آراء الآخرين، رغم أنها قد لاتكون صحيحة، وأنا عضوة في اختيار العروض التي تمثل بلدي في الخارج، وشاركت في ترشيح النص اللبناني أرخبيل الذي اختارته لجنة المهرجان للمسابقة وسعدت بفور ممثلة لبنانية شابة بجائزة افضل ممثلة، كما انني مدير عام ونائب رئيس مهرجانات بيروت، وشاركت في تحكيم اكثر من مهرجان، وأدرك أن اختيارات المشاركة او توزيع الجوائز يخضع لذوق وبرؤية اللجان، التي لاتعنى في كل احوال ان العمل غير المنافس اوغير الفائز تقليدي او غير تجريبي وعن نفسي احترمت رأي لجنة اختيار عروض المسابقة، ويكفيني الدفء والحميمة اللذين احتضنا عرضي بالمسرح القومي.
*اشتغلت على نص سردي بمهرجان تجريبي، يرى أغلبية المشاركين فيه أن النص في طريقه للانقراض,, وأنه آن للغة الجسد ان تسيطر على الفضاء المسرحي,, أين أنت هنا؟
أولاً,, أنا سعيدة باستمرار ورسوخ مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي لأنه يضخ دماء ورؤى جديدين في جسد المسرح العربي التقليدي، ثانياً,, على المسرح وبشكل مستمر ان يطور من لغته بمفردات حركية وموسيقية,, و,,و,,، تغنى فضاءه ، ولوعدنا لعروض الستينات بعضها قدمته أنا ، ستجد مثل هذا التطوير ، وقد تتطلب رؤية مبدع عدم الاعتماد على النص في عمل ، لكن في كل الاحوال يظل النص والكلمة هما العمود الفقري لاي عرض، ومن النص ينطلق التدريب والارتجال,, والتجديد في روحه، فالتجريب كما اراه هو البحث عن فضاءات جديدة تسمح للنص بالدخول إلى مناطق بكر، وتلقي الضوء على مالم يلتقطه آخرون في نفس النص، ولا مانع هنا من الاستفادة من اي مفردة كانت , أما من يتحدثون عن انقراض النص والكلمة فأنا أراهم يذهبون بالمسرح العربي إلى كارثة لا أعرف كيف سينجو منها.
*بعد طقوس الإشارات والتحولات التي قدمتيها بالمسرح القومي في القاهرة عام 1998 تحدثت عن رغبتك في تقديم الايام المخمورة ، ثم قرأنا عن سعيك لتقديم منمنمات تاريخية ضمن مشروعك مع تراث سعد الله ونوس !
كنت أتمنى تقديم الأيام المخمورة رغم انني لا اعتقد انها تناسب الفضاء الاجتماعي العربي الحالي، لهذا بدأت فعلاً في الشغل على نص اراه اكثر مناسبة للوطن العربي عام 2000 وهو منمنمات تاريخيه ، ولأن ونوس مثقف بالمعنى الكامل للكلمة فان نصوصه تظل معاصرة وان تعرضت للقرن 14 كما في منمنمات التي تخترق سطح الأوضاع السياسية والاجتماعية لتسبر أغوارها، وفيها سنرى رؤية عميقة لعلاقة المثقف بالسلطة في وطننا العربي,، وكيف يلعب معها لتتلاعب به في النهاية.
* ألن تعودي للتمثيل في منمنمات ؟
لا يمكنني الجمع بين الإخراج والتمثيل، أحتاج لان اكون خارج الحلبة لأستطيع رؤيتها جيداً غير أن مشروعي الجديد سيشهد إحياءً لفرقتين,, فرقه نضال الأشقر المسرحية,, وأيضا فرقة الممثلون العرب ، إذ سأدعو فنانين عربا للعمل معنا في تجربتنا الجديدة.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved