| مقـالات
قبس :
(ينبغي للتطور أن يحترم ما يحل محله)
حكمة لاتينية
ربما بعد عشر سنوات من الآن ينقرض الاغبياء ويصبح من السهل ايجاد جينات الذكاء!! هذا ما يؤكده العلماء ويقول البروفسور (جوزيف الحتي) كبير العلماء في شركة (جينوم ثيرا بيوتكس كوربوريشن) ثاني اكبر شركة جينات في العالم ان اكتشاف الجينات التي تطور الذكاء مؤكد ولكن تحقيق ذلك يحتاج إلى عشر سنوات بسبب ارتكاز الذكاء على عدة جينات الامر الذي يبطئ من عملية تحويل الاكتشاف إلى نتائج ملموسة.
لكن العلماء يعلقون الامال على البيئة التي تطور من اداء الجينات ومن هنا وفي ظل ما تشهده الاسر العربية من اهمال لتربية الاطفال بوعي فان ايجاد الطفل العربي العبقري من بوابة العلم وثورة الجينات لايجدي نفعا خاصة وان العلماء يؤكدون ومن خلال دراساتهم ان بعض الجينات التي لها تأثير كبير في تحديد السمات النفسية العامة لا تستطيع ان تعمل بوظائفها دون البيئة الاسرية, اثبت ذلك دراسة علمية قام بها العالمان (ديفيد ريس) و(روبرت بلومين) واستغرقت 12 عاما.
إذن فإن تواجد الاغبياء سيكون مسؤولية الاسرة التي لم ترع الجينات التي يولد بها اطفالها فتعدلها او تطورها.
تخيلوا اننا نستطيع بعد سنوات عدة استنساخ العباقرة المشاهير الذين فارقوا الحياة منذ زمن بعيد فيعود ابن البيطار والرازي والخوارزمي واقليدس واينشتاين ونيوتن وغيرهم من العلماء واصحاب النظريات العلمية ولكن مهلا فلن يحدث ذلك والوالدان في المجتمعات العربية لايهتمان بالطفل الخجول أو يتفهمان الطفل المشاكس ويكتمل برنامج قتل العقول العربية عن طريق المدارس ومناهجها التي تحشو ادمغة الاطفال بالمعلومات التي ستنسى حتما ولا تسمح تلك المناهج للعقل الصغير ان يفكر ويحلل ويستنتج فقط عليه ان يبصم المعلومة.
بالله عليكم كيف بالامكان ان نتفاءل بمستقبل الطفل الموهوب دون الالتفات إلى الاسرة والمناهج!
لدينا هنا مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهوبين تعمل بنشاط وهناك لجنة نسائية تتابع تطوير الموهوبات بحماس ولكن من الذي سيكتشف الطفل المختلف؟ انها الاسرة فهي القالب التشكيلي الاول للطفل لذا من المهم ان يكون الاهتمام منصبا في احد روافده على توعية الوالدين فكم من موهبة قتلت في كنف اسرة لا تهتم إلا بقشور الحياة، وكم من طفل لديه قدرات مختلفة وأبواه لا يعترفان بمرحلة رياض الاطفال فلم يدخلاه المدرسة إلا حين بلغ السابعة من العمر وفي فصل يعج باعداد التلاميذ الذين يرددون بصوت عال ما يصرخ به المعلم ثم نتساءل كيف يتعثر الابناء في مراحلهم التعليمية المتقدمة وفي حياتهم العملية!! ونبحث بين شبابنا عن العباقرة!!
|
|
|
|
|