| مقـالات
أجمل ما هنالك هذا التزامن العجيب بين صدور قصة وسمية وحلول موسم الوسم ، ولقصة وسمية قصة هي الأخرى ولا سيما ان وسمية كان من الممكن أن تبقى أوراقاً مهملة في درج بعيد وهذا الخاطر هو ما طرأ على ذهني بالضبط وأنا ألمح كتاب وسمية مكتملاً بين يدي، فأغمض عيني وافتحهما حتى أتأكد بأنني لا أحلم.
ومختصر الحكاية كما يلي:
الأمومة هي سر كبير ومرهق تتداول اسراره الأمهات فقط، وهن وحدهن يعلمن أن جميع ما لديك وجميع المخبأ في الخزائن بما في ذلك الذاكرة,,! سوف تبذله بين يدي الصغار، لذا هذا العشق النهري وصل إلى صومعة الكتابة ليجيب على أسئلة الصغار ماما ماذا تكتبين,, ولمن؟؟ .
وحتى لا تكون القضية ذات بعد واحد مختزل في العطاء فإنني لأستطيع ان أنكر بان حقول مخيلتهم الخصبة البكر قد أمدتني بالكثير من المادة المنجمية البكر والتي عملت على صياغتها ببعض الرتوش والاضافات فكانت قصة وسمية وسواها من القصص القصيرة التي لم تجد طريقها الى النشر بعد.
وكان من الممكن ان تبقى وسمية حكاية سرية بين أطفال وأمهم!! وحبيسة الأدراج ولا سيما في ظل أزمة النشر وعدم الاهتمام أو حتى الاكتراث بأدب الطفل، لولا أن ريشة الفنانة هلا بنت خالد السحرية في احد الاجتماعات التي تمت في صالون الأستاذة الرائعة سلطانة السديري اكتشفت وسمية , فتحولت وسمية تلك الغيمة الفضولية المتوقدة بالنشاط إلى لوحات خرافية مليئة بالوجد ولواعج اللون التي تنبع من ريشة الفنانة هلا !!
وحينما انتهت هذه الرحلة الخيالية الرائعة كانت وسمية قد استوت مكتملة، وكان لابد ان نسوقها إلى الحياة، فعرضناها على بعض المختصين في علم نفس الأطفال فأبدوا بعض الملاحظات التي اخذت في الاعتبار من خلال بعض التعديلات والاضافات.
ومن ثم أشرعت انيابها لنا قضية الطباعة والنشر، ومن خلال اصرارنا على أن يكون العمل سعودياً 100% أصررنا على طباعته وتوزيعه في المملكة، فكان هناك عراقيل الطباعة ودور النشر وشركات التوزيع الجشعة، وعدد لامتناه من المصاعب التي من شأنها أن تجهض أي مشروع، ولكن يبدو ان وسمية كانت تمتلك من قوة الحياة والقدرة على الاستمرارية القدر الذي أوصلها إلى يوم التدشين، وقد كانت طوال الوقت الفنانة المبدعة هلا بنت خالد تصب فيها من روحها ودمها ووقتها إلى أن أوصلتها إلى بر الأمان كما يقولون.
وسمية تجربة جديدة ومختلفة أتمنى أن تصنع اضافة لمكتبة الطفل ولحقول خياله التي تعاني من جدب كثير على المستوى المحلي والذي سرعان ما يستبدلها بشخصيات وقصص ديزني التي تحاصره وتطوق خصوصيته وتقدمه إلى عالم لا يشبهه ولا يمثله!! بل يقوده إلى المزيد من الاغتراب والوحشة، لذا نفتخر بان وسمية هي أول الجنود في مواجهتنا ضد شخصيات ديزني ولا سيما أنها ستوزع مرفقة بشريط كاسيت فيه طريقة سرد محببة ومخرجة بطريقة مشوقة للأطفال.
|
|
|
|
|