| مقـالات
بثت إحدى وكالات الأنباء، خبرا عن كاتب يمني، تلقى دعوة لتكريمه في الشارقة، بمناسبة فوز إحدى قصصه المخصصة للأطفال، في مسابقة نظمت هناك، ولما لم يكن لدى الكاتب الذي يكدح في هذا المجال النبيل، منذ (35) عاما المال الكافي لرحلته التي تتوج هذا العطاء الكبير، لم يجد أمامه، غير بيع بقرتي العائلة، ليستغل ثمن واحدة منهما من أجل شراء تذاكر الطائرة، وقيمة الثانية من أجل مؤونة السفر!
البقرة عزيزة على الفلاح، وكاتبنا واحد منهم، لكن المجد والعرفان بالجميل وعبارات الإطراء، عند الكاتب المبدع والفنان، تستحق أحيانا أن ينام في العراء، من أجل أن يشعر، ان هناك من يقدر بوحه وكلماته وجهاده، من أجل الكلمة!
إن هناك العديد من الكتّاب يصابون بالعلل والأمراض والفقر، ويبيعون للخروج من أزماتهم كل ما لديهم، دون أن تتحرك الجهات المعنية في تلك الدول لإعادة البسمة، لمن يوصفون أحيانا بأنهم ضمير الأمة، وبعض الدول لا تتحرك إلا بعد خراب مالطة، حين يكون الكاتب أو الفنان، قد مات أو انتحر قهرا، والشواهد كثيرة,, والحمد لله ان هذا الكاتب لديه بقرتان جاهزتان ليستغل ثمنهما بحثا عن كلمة إنصاف، قد يكون انتظرها كثيرا في بلاده، لكنها جاءته من الخليج حتى لو لم يصحبها تذكرة سفر وتكاليف إقامة، يكفي أنه سوف يستلم شهادة بأنه مبدع!!
هذا الكاتب النبيل جاءته الدعوة من حيث لا يحتسب وهو بالتأكيد يختلف عن شريحة من الكتّاب وأشباه الكتّاب، الذين أصبحنا نراهم مثل السياح في كل مناسبة ثقافية، وهم عادة على صلة وثيقة بكافة المسؤولين في وزارات الثقافة والإعلام والفنون، ولديهم مفكرة لا تخطئ يسجلون فيها وبدأب يحسدون عليه، مواعيد كافة المناسبات والندوات والمعارض الثقافية في الشرق والغرب، وقبل حلول موعد أي مناسبة، تبدأ اتصالاتهم متعددة الطرق ليضمنوا رحلة مجانية لحضور تلك المناسبة، المصيبة ان أغلب هؤلاء يحضرون المناسبات للنوم والتسوق والسهر دون أن يشاركوا بسطر أو كلمة أو مداخلة في المناسبة التي هيئت لهم!
وشتان بين كاتب يبيع بقرتي الأسرة ليحضر مناسبة ثقافية وكاتب أو شبه كاتب يكون عالة على أي مناسبة!!
|
|
|
|
|