أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 17th October,2000العدد:10246الطبعةالاولـيالثلاثاء 20 ,رجب 1421

مقـالات

القضية الفلسطينية درامة سياسية ترفيهية للعالم
د, فهد بن عبدالرحمن المليكي
هناك حقيقة لا سبيل إلى إنكارها نحن العرب وهي أن اليهود فرضوا علينا دولة يهودية في إطار أرض وبيئة عربية، وأصبح لهذه لدولة كيانها وتأثيرها السياسي على الساحة الدولية، وأصبح لها مكان جغرافي محسوب ومرسوم على خريطة العالم, فقد اعترف المجتمع الدولي بهذه الدولة اليهودية وارتفع صوتها كعضو مؤثر في هيئة الأمم المتحدة تحت اسم دولة إسرائيل.
فالحديث عن القضية الفلسطينية محزن جدا لأنها تعتبر قضية العرب الأولى منذ عدة سنوات، فقد عاشت في قلوبنا وعقولنا وأفكارنا وحياتنا السياسية والاجتماعية من جيل إلى جيل، وطال الانتظار في إيجاد حل عادل شامل يعود على إخواننا الفلسطينيين بالكرامة والعزة والحرية والاستقلال مع الاعتراف بالهوية الفلسطينية كهوية عربية مستقلة لها احترامها وكيانها على أرض عربية معترف بها في الجغرافيا السياسية الدولية.
ولكن بعد مرور السنوات أصبحت هذه القضية كليشة إخبارية عالمية، تقوم وسائل الإعلام العربية والدولية بنقل أحداثها إلى العالم من أجل الترفيه والدرامى السياسية فقط.
فقد تحولت قضية العرب ذات الجذور والعروق والفروع والأرض العربية إلى مسلسل تلفزيوني إخباري سياسي يشتمل على عدة حلقات درامية متنوعة في عرض الأحداث بهدف الإثارة والترفيه وإشعال روح الغيرة عند الشعب العربي عامة بدون اتخاذ القرار السياسي أو الاجتماعي بالدفاع عنها أو القيام بالواجب العربي حسب ما ذكرته سجلات التاريخ العربية والإسلامية عن شجاعة وبطولات العرب في تحرير البلاد الإسلامية ونشر رسالة الدين الإسلامي, لقد أصبحت هذه القضية ملف عرض مُدرج في جدول أعمال هيئة الأمم المتحدة بدون الوصول إلى حل عادل وشامل يعود على الشعب العربي الفلسطيني بالمصلحة السياسية والاجتماعية كعضو في الهيئة ودولة لها كيانها واستقرارها مثل أي دولة من دول الأعضاء في هذه المنظمة الدولية.
وإسرائيل استولت وسيطرت على أرض عربية وشعب عربي جرد من الهوية العربية والإسلامية وأصبح مشردا وموزعا بين دول العالم
وها,, نحن نشاهد هذه الحلقات الدرامية مرة أخرى ببرامجها المنوعة عبر وسائل إعلامنا وقنواتنا الفضائية وكذلك عبر وسائل الإعلام الدولي الغربي.
ها ,, نحن نشاهد إسرائيل وجنودها يلعبون ويسيطرون على الأراضي الوطنية العربية وينتقلون بجيوشهم بدون تأشيرة دخول أو خروج ما بين أراض سورية ولبنانية وفلسطينية بدون أي رادع أو مانع أو دفاع.
إن هذا العدوان الصهيوني أصبح يقوم بعمليات إجرامية بشعة لا يقبلها العربي أو المسلم على أخيه الفلسطيني العربي.
إذن,, أستطيع القول هنا وبكل صراحة,, بأن هيئة الأمم المتحدة مقصرة ولم تقم بواجبها المتفق عليه في نصوص الميثاق والقرارات الموقع عليه من قبل دول الأعضاء.
إن توقف هيئة الأمم عن دورها في القضية الفلسطينية أعطى إسرائيل فرصة العبث والاستهتار بمواقف وميثاق الهيئة المتفق عليه دوليا خاصة في عمليات السلام المتفق عليها بين الطرفين.
وإن اختلاف الآراء بين الأعضاء أضعف من قوة القرارات المصنوعة لصالح القضية الفلسطينية وقلل من اهتمام الإدارة الإسرائيلية في تطبيق هذه القرارات.
فوجدت إسرائيل ان هناك تهاونا من قبل هيئة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بقضية العرب الأولى مما جعلها توقف حركة عملية السلام مع التعنت والغرور والكبرياء الذي يقوم به ويلعبه ويمارسه رئيس الوزراء باراك ورفضه العلني الذي كان يردده في عدم مواصلة السلام او المباحثات فيه والتهديد بتوقيف عمليات السلام مقابل توقيف الانتفاضة العربية.
طبعا,, من الصعب توقيف الدم الثائرة وقهر الرجال في أرضهم، لأن الدم العربي دم غيور على شرفه ونخوته العربية,, من الصعب توقيف صاحب الحق في وطنه,, ومن الصعب تجاهل الانتفاضة العربية التي حدثت في أرجاء الوطن العربي,.
إن هذه القضية أصبحت قضية عربية دولية وأصبح هناك إدراك عالمي عنها ومن حظنا، أن وسائل الإعلام الدولية كشفت حقيقة هذا العدو الصهيوني الدخيل إلى الأراضي العربية، لأنه يعتبر جسما غريبا داخل أجسامنا العربية فيجب علينا استخدام جميع المضادات الحيوية لمكافحة هذا الوباء المدمر.
توقفت حلقات المسلسل المثيرة عن العرض والحركة فترة من الزمن وأحدثت خيبة أمل كبيرة عند الأطراف المعنية المشاركة في دفع مسيرة السلام مثل: الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والدول الأخرى ذات العلاقة بهذه القضية بمصالح اقتصادية وسياسية.
وعاد المسلسل مرة أخرى يبث حلقاته وبسيناريو ودرامة جديد تحمل في إطارها الإهانات والتحديات ضد النخوة العربية والاعتزاز بالنفس والدفاع عن الحقوق والكرامة العربية.
والسؤال هنا,, إلى متى نحن العرب نواصل مشاهدة حلقات هذا المسلسل الدرامي السياسي عن قضية العرب التي اصبحت تراثية في تاريخها وتحريرها؟ ,, إلى متى نشاهد الدم العربي يهدر برصاص العدو الصهيوني بدون صنع قرار عربي سياسي شديد المعاني؟ إلى متى نشاهد المشاهد المخزنة عبر وسائل الإعلام العربية والدولية عن إخواننا الفلسطينيين؟
ومن خلال مراقبتي وسماع خطابات السيد / باراك الإعلامية اتضح لي بأنه رجل يعاني من الازدواجية في الشخصية والتناقض المستمر في حياته السياسية والاجتماعية فيجب علينا نحن العرب في كل مكان تشجيع انتفاضة أشقائنا في الأراضي العربية المحتلة.
وماحدث داخل الأراضي العربية الفلسطينية المحتلة من عنف دامٍ وزيارة (شارون) الاستفزازية للقدس الشريف جعلت الدم العربي يفور ويخرج من الصمود إلى الثورة العربية والنخوة الإسلامية والغيرة على شرفهم الإسلامي عندما قام (شارون) بانتهاك للمحرمات والمقدسات الإسلامية.
يجب علينا,, نحن العرب إعادة النظر والحسابات في موضوع القضية العربية الفلسطينية,,, يجب علينا نحن العرب إعادة النظر في أسلوب التعامل مع هذه القضية العربية,,, يجب علينا نحن العرب إعادة النظر بكل جدية وعزم وحزم تجاه القضية العربية التي عاشت مع أجيالنا ,, يجب علينا نحن العرب الوقوف يدا واحدة,, وقلبا واحدا,, وقرارا سياسيا موحدا من أجل قضية العرب الأولى,, يجب علينا نحن العرب الوقوف ضد هذا العدو الصهيوني بجميع ما لدينا من قوة وتحرير القدس من الصهاينة.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved