أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 16th October,2000العدد:10245الطبعةالاولـيالأثنين 19 ,رجب 1421

وَرّاق الجزيرة

لو علم البسام أن كتابه سيحقق هكذا لمزقه
ابن جمران يحذو حذو معلمه الهمداني!!
التحقيق أمانة وتاريخ لا مجال للعاطفة فيه
يتناول الكاتب الأستاذ: محمد أبو حمرا أحد الإصدارات التراثية في مجال أخبار القبائل العربية وأنسابها؛ وهو كتاب الدرر المفاخر في أخبار العرب الأواخر للشيخ محمد بن بسام النجدي المتوفى سنة (1362ه) وبتحقيق الأستاذ ابن جمران العجمي كما أننا نود تذكير قرائنا الكرام بسعادتنا بكل مشاركة في هذا المجال متى ما كانت بكل دقة وموضوعية ملتزمة كل الالتزام بروح البحث العلمي.
أعرف عن ابن جمران العجمي أنه يهتم بالتاريخ: وخاصة ما يخص قومه العجمان ونعم القوم هم لكني لم أعرف عنه أنه نسابة أومحقق إلا بعد أن اطلعت على كتاب الدرر المفاخر: في أخبار العرب الأواخر لابن بسام، ورأيت ان محققه وناشره هو ابن جمران.
والسؤال الذي يبرز كأنياب غول هو متى أصبح بن جمران نسابة؟ وهل التحقيق بهذه السهولة؟ وهل تحقيق كتاب مثل هذا يتسنى لمثل هذا؟
لا أغمط حق ابن جمران في الاكتساب المعرفي فقد يكون لديه ما يمكن ان يقدمه, لكنه في هذا التحقيق لم يقدم شيئا إلا أنه أفادنا الشك في نسب سبيع الغلباء حينما قال والله أعلم إلى أيهما تنسب,ص96 ومن هنا بدأت أدقق النظر فوجدت مالم أتوقعه.
دعونا نبدأ معه من الفصل الثاني فقط ونمحص وندقق أيضا.
أ مشكلة المحقق ابن جمران انه يقول قال القلقشندي وقال صاحب لمع الشهاب ثم يورد ما قرأ دون تحقيق أو حتى دون معرفة ان هذا هو في صلب موضوعه أم لا, المهم ان يتشابه الاسم!!
ب خذ مثلاً الدواسر الذين نسبهم إلى انهم من أهل اليمن, ثم سكت بعد نقله عن القلقشندي والشهابي.
والصحيح أن الدواسر أغلبهم من عدنان وفيهم كثر من قحطان وهذا هو الصحيح, لا كما جزم به, أما بقية ما ذكره عنهم في صفحتين هما 92 ، 93 فهو مما لا فائدة فيه لمن أراد أن يبحث عن فائدة، وانما هو حشو يريد أن يكثر به الصفحات.
ج ما ذكره عن السهول في ص 93 هو مجرد نقل دون تمحيص وكأنه لم يجزم بأصل السهول الذين هم عدنانيو الأصل ومنهم جزء من سبيع أيضا, لكنه نقل ما قاله رضا كحاله مع أن ما قاله رضا كحاله لا يفيد شيئا في الموضوع!!
د التحقيق الغريب هو ما ذكره عن سبيع حيث لفت نظري والله أعلم إلى أيهماتنسب بعد أن أغلق القوس على ما نقله عن الهمداني, وهنا أذكره بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم، والذي ذكر فيه ان النياحة على الميت والطعن في الإنسان كفر.
هذا مدخل, والمدخل الآخر ان سبيعاً لا غبار على نسبها مطلقاً إذ انها من بني عامر من هوزان التي تجمعها وتجمع عتيبة وبني هلال وغيرهما من القبائل الكثيرة, فلماذا تشطح إلى الهمداني وهو من تعرف عنه التدليس وعدم الدقة اذ انه يكاد ينسب العرب كلها إلى قحطان؟! وأنت في نقلك هذا اما انك رأيت الاسم السبيع فنقلته دون معرفة أو أنك تريد أن تشكك في نسب هؤلاء القوم العرب الصرحاء خاصة وأنه قلت العبارة التي تفيد الشك,, أهذا هو التحقيق؟!
ه مطير ص98, لا يختلف اثنان في أن مطيراً القبيلة المعروفة في السعودية والكويت هي عدنانية خالصة وانهم غطفان الذين منهم فزارة وبنو عبس, لكن لماذا تحاول ان تشكك في هذا وتقول من خلال منقولاتك أنهم من قحطان!!.
يا للعجب,, لا تخلط بين مطير القبيلة العدنانية وبين بني مطر اليمانية القحطانية.
لأن النسب للأولى مطيري, والنسب للثانية مطري.
أهذا هو التحقيق والتدقيق؟!!
ويبدو لي ان ابن جمران يريد أن يكون العرب كلهم قحطانيين تماماً مثل الهمداني وصاحب امتاع السامر!!
و في ص118 والحديث عن الجبور والمهاشير والعمور وغيرهم وهنا كان يجب ألا يخلط المحقق, فكل الذين ذكرهم هم من بني غزية بن جشم التي منها قبيلة عتيبة الآن, لكنه نقل دون تمحيص أو تدقيق عن القلقشندي وهو مرجعه الوحيد مع لمع الشهاب!!
أرجو أن يتحقق جيداً,, وعسى ألا يقول عن عتيبة إنها من قحطان وألا يقول عن الروقة من عتيبة انهم من آل روق بن جحدر كما قال صاحب امتاع السامر!!
ختام تحقيق المؤلف لغز إحدى القبائل الكبيرة في الجزيرة العربية والخليج وهي عتيبة الهيلا التي يقول عنها النجديون ذباحة الحايل ولطامة العايل بحيث وضعها في الذيل وهي رأس؛ لكن العجمي!! قد يكون بينه وبينها شيء في نفسه فعاقبها بهذا اللغز إلا ان ابن بسام قال أولو عزم وحزم وطلب للمكرمات ولزم: يهدى بهم الضال؛ ويحمدهم الدال؛ ويستعاذ بهم بل منهم يوم النضال يكفي ماقال البسام وكأني به رحمه الله عرف ان عتيبة سيسقطها المحقق فجعل ختامها مسكا.
والله المستعان
محمد أبو حمرا
ص,ب102211
الرياض 11675
أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved