أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 16th October,2000العدد:10245الطبعةالاولـيالأثنين 19 ,رجب 1421

عزيزتـي الجزيرة

معقباً على السدحان
نكأت جرحاً ولامست مربط الفرس
أخي الكريم معالي الأستاذ عبدالرحمن بن محمد السدحان المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد:
سعدت كثيرا بمطالعتي الرئة الثالثة، في عدد الجزيرة الصادر في يوم الاثنين 13 جمادى الآخرة 1421ه.
ومع أن هذه الرئة تتسق مع سابقاتها في طرح مميز من قبل معاليكم لمواضيع هامة ورئيسة وجديرة بالطرح والمناقشة، لما لها من علاقة مباشرة بمختلف أوجه الحياة، إلا أن موضوع هذه الرئة والمتضمن استغراب غياب الانجازات العلمية الجديرة بالجوائز العالمية كجائزة الملك فيصل نكأ جرحاً ذا جوانب عديدة، منها ما يتعلق بالعلماء والباحثين ومنها ما يتعلق بالبحث العلمي في حد ذاته، ومنها بعد ثالث ما يتعلق بدعم البحوث العلمية وكذلك الإفادة من مخرجاتها, وتعليقي يتعلق بالمحور الثالث، وهو دعم البحوث العلمية، حيث ان المحور الاول والمتعلق بالبحث العلمي وطبيعته والمحور الثاني المتعلق بالباحثين يحتاج إلى متسع آخر يحتم إفراد حلقات للنقاش او مؤتمرات للحوار حول هذين الموضوعين، وأقول ان المحور الثالث، والمتعلق بدعم البحوث هو مربط الفرس، حيث تتوفر الخبرات لدى المؤهلين والمبدعين والقادرين على اثراء المعرفة واستجلاء آفاق البحث وتحليل مخرجاته وتطويعها للنهوض بمختلف اوجه الحياة ومسايرة الركب الحضاري والإنساني من خلال المنجزات العلمية وتطويعها لخدمة مجتمعنا الكريم بصفة خاصة والمجتمعات الأخرى في انحاء العالم بصفة عامة, وحيث ان ما يعنيني في هذا الجانب هو العلم التجريبي او التطبيقي، وآمل ان تشاركوني الرأي، بأن العلوم التطبيقية وخاصة الطبية قد احتلت مكاناً مرموقا في الأوساط العلمية بما تقدمه من خدمات طبية تدعمها ابحاث تطبيقية، وان كانت لم تستطع تحقيق ما نرجو من مستويات ترقى إلى نيل الجوائز العالمية.
ولذا فإننا بحاجة الى تأصيل البحث العلمي ومفهومه لدى القطاع العام كما هو كذلك لدى القطاع الخاص، والعمل على تنمية دور البحث العلمي في جميع أوجه الحياة كاستثمار كما هو الحال في البلدان المتقدمة علميا حيث يندر وجود مؤسسة عامة او خاصة ليس ضمن اقسامها ادارة للبحث العلمي والتطوير Research and Development وذلك اقتناعا بأهمية البحث والتطوير في تنمية اعمالها، وذلك بغض النظر عن طبيعة هذه الاعمال, ومن نافلة القول الاشارة الى نسبة الدعم المتواضع للبحث العلمي في الدول النامية ومنها الدول العربية والذي يتراوح بين ,5 ,1% من اجمالي الناتج القومي على قلته مقارنة بمقدار الدعم في الدول المتقدمة علميا والذي يتراوح بين 2 3% على غناها, اما الدعم من القطاع الخاص في الدول النامية فلا يكاد يبين لتدني مستوى الاعتراف بين الافراد والمجتمع بجدوى البحث العلمي وتطبيقاته فضلا عن اهمية توطين طرقه ووسائله ويقابل ذلك في الدول المتقدمة علميا ومجتمعاتها الإدارك الكامل والوعي لأهمية البحث والدراسات في تنمية وتطوير اوجه الحياة المختلفة ودعمها الكبير للبحوث تبعا لذلك.
ومن المعروف ان مقدار الدعم المادي يعتمد أساسا على قدر نضوج المجتمع وإدراكه وسعة افقه، مما يتولد معه دعمه للبحوث والدراسات واستثماره فيها وبالتالي التحكم في حجم ونوعية مخرجاتها، وحيث ان الجود من الموجود وان مقدار الدعم يحدد مقدار الناتج، فإن ما نحصده يتناسب طرديا مع ما نوظفه من دعم وما نستثمره من مادة، وكما يقال أعطني امكانيات أنقل لك الجبل فإن توفير الدعم المادي والمعنوي ضروري لبلوغ النجاحات والتحفيز على العطاءات وتحقيق المنجزات, ولا أدل على ذلك مما تفضلتم وأشرتم إليه من تحقيق الاستاذ الدكتور أحمد زويل للإنجازات العلمية المتميزة والتي مكنته من الحصول على جائزة الملك فيصل العالمية ثم جائزة نوبل، حيث توفرت لديه الامكانيات والدعم الذي سهل معه تكوين فريق عمل ضخم لتحقيق اعمال كبيرة، وما لم تتغير النظرة السائدة للبحوث العلمية والدراسات في الدول النامية، حيث ينظر إليها كترف لا نستطيع تعاطيه عوضاً عن كونه استثماراً فإننا سنبقى نعاني من التأخر العلمي ونقصر عن البحوث العلمية الاصيلة، ونعتمد بالدرجة الاولى على البحوث العلمية التكميلية او التقليدية، بقدر ما يتوفر لنا من امكانيات لا تمكننا من بلوغ اكثر من ذلك.
وكنت قد تحدثت عن هذه الجوانب وكتبت عنها في مناسبات سابقة ذات صلة، وأعتقد جازما بأن معاليكم تشاركوني الرأي في ضرورة وضع استراتيجيات للبحوث العلمية ودعمها ومساندتها على المدى القصير والبعيد واعتبارها مستندا وأساسا للتنمية في مختلف المجالات وان العمل على توفير متطلباتها المادية وتأمين متطلباتها المعنوية ضرورة وليست ترفاً، والتمثل في ذلك بما يجري في الدول الأكثر نمواً علميا وتقانة تطبيقية، على امل تضييق الهوة العلمية، ولا نقول اللحاق بالركب العلمي ومعطياته الايجابية في مختلف جوانب الحياة.
وددت الاشارة إلى هذا الموضوع الهام بهذه الايماءة المتواضعة ربما على استحياء، وقد تجنبت التفصيل فيما ذهبت اليه تقديراً لوقت معاليكم، شاكراً مرة أخرى لمعاليكم تطرقكم لهذا الموضوع الحيوي والبالغ الأهمية,والله أسأل لكم دوام التوفيق والنجاح.
أخوكم/ أ, د, محسن بن علي فارس الحازمي
أستاذ واستشاري الكيمياء الحيوية الطبية والوراثة البشرية كلية الطب ومستشفى الملك خالد الجامعي الرياض
مدير المركز التعاوني لمنظمة الصحة العالمية

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved