أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 16th October,2000العدد:10245الطبعةالاولـيالأثنين 19 ,رجب 1421

عزيزتـي الجزيرة

بين ميلوزوفيتش وصدّام
هل يقتدي العراقيون بما فعله اليوغسلاف؟
شهدت يوغسلافيا في الايام القليلة الماضية ثورة عارمة شملت معظم فئات الشعب اليوغسلافي الذي اعلن العصيان المدني ضد حكومة الدكتاتور سلوبدان ملوزوفيتش، وذلك بعد ان اعلنت نتائج الانتخابات والتي تعرضت للعبث من قبل هذا الدكتاتور حيث حصل على 41% من الاصوات وحصلت المعارضة على 48% وهذه النتيجة لاتسمح لطرفين بالفوز في كرسي الرئاسة وهذه النتيجة لم تقنع الشعب الذي نفد صبره من زعيمه السابق ملوزوفيتش الذي عرض البلاد للحرب والحصار الاقتصادي والعزلة الدولية بما ارتكبه من جرائم حرب ضد المسلمين, فعمت البلاد الفوضى والمظاهرات واضرب معظم اليوغسلافيين عن العمل, ومع الإصرار والضغط كان للشعب ما اراد حيث اعلن ملوزوفيتش تخليه عن السلطة بشرط ضمان سلامته وعدم تسليمه الى محكمة العدل الدولية في لاهاي لمحاكمته عن جرائم الحرب التي ارتكبها في إقليم كوسوفا.
هنا يحق للإنسان ان يتساءل هل يستطيع الشعب العراقي تحقيق الشيء نفسه ضد طاغيه بغداد خصوصاً ان العشب العراقي عرف عنه عزة النفس وحب الكرامة والحرية، وزيادة علىذلك الدين الإسلامي الذي يعتنقه العراقيون والذي يضفي على المسلمين الشجاعة والإقدام والعزة والسؤود، وهذا كله يفتقده الشعب اليوغسلافي.
لقد ارغم الشعب العراقي على دخول حرب طاحنة مع إيران دامت ثماني سنوات حصدت خيرات البلاد وشبابه، وبعد ذلك واثناء حرب الخليج الثانية يتنازل صدام لإيران وبكل سهولة عن معظم نقاط الخلاف بينهما التي كانت السبب الرئيس في نشوب الحرب، وبعد هذه المعركة الطاحنة يعتدي الطاغية صدام على دولة عربية جارة مسالمة ساعدته في حربه السابقة ليقضي على مابقي لدى العراقيين من رمق الحياة ومن ذلك التاريخ اي قبل عشر سنوات والشعب العراقي يدفع ثمناً باهظاً زاد من جراح الماضي وقضى على بريق المستقبل.
وهنا نقول انه ينبغي على الشعب العراقي ان يتدارك نفسه ويرفع عنها الظلم ويعود الى الميدان الاقليمي والدولي ليسهم كما كان في بناء وعزة الامتين الإسلامية والعربية، وتعود ارض النهرين الى العطاء من جديد، تحت سلطة تقدر وتحمي حقوق الشعب وتعمل على رقيه وتطوره ليواكب ركب الحضارة المتجدد دائماً.
عبدالرحمن بن سليمان النصيان
قسم الجغرافيا
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved