أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 16th October,2000العدد:10245الطبعةالاولـيالأثنين 19 ,رجب 1421

الثقافية

لوالديّ
همس السكون وصمت ليلي راحة
لضلوغ صدر من هموم يزفر
إني ليضنيني الفراق فأنطوي
في وحدة والفكر مني سادر
اصغي لصمت في الظلام يريحني
والصمت في جنبات نفسي شاعر
يرتاح وهمي في صدى سكناته
وتغيب في رجع السكون خواطر
فأراكما فتسر نفسي باللقا
وأأن شوقا في الجوانح يسعر
واضم في صدريكما وألمها
فيني ضلوعاً بالمشاعر تزخر
وأضمها وتود نفسي أنها
دامت على صدريكما وتعمر
هي جنة لقياكما في هاجسي
والصدر في صدريكما يتدثر
هي جنة ونشيج صدري عاليا
من فرط شوق والمدامع تهمر
هي جنة وجوانحي مجروحة
وعظام صدري من بكا تتكسر
أواه يا اماه إن ذكرتها
قسمات حزنك و المآقي تدمع
هي لحظة حس الفؤاد يعيشها
فيعيش حزن والمحيا جازع
رعشت يمينك والجبين مجهد
وهوت ضلوع زفرها يتسارع
مجهودة بالشوق لم تقدر على
بث لآه في الحشى يتجرع
حتى اذا حز الفؤاد صرختها
يا والدي وحوت فؤادي أضلع
والصدر ضم الصدر ضمة طفلة
ضمة أبيها والحياة تودع
مات الحنون فيتمت أفراحها
وخوت جوانحها وصارت بلقع
فهوت على جرح المآسي وارتمت
في صدره والقلب منها خاشع
حتى اذا ماابعدت صرخت له
يا والدي عل أبيها يرجع
فمضى واظلم كل ما من حولها
وبقى الأنين والفراق المفجع
أنات صدرك في الفؤاد جراحه
وجراح حزنك في فؤادي ترعف
إني اراها في الطبيعة لفها
حس الاسى والحزن فيها يعرف
في حزن مكسور الجذوع بلى وفي
شجرٍ تألم والشتاء ي عصف
ضربت زوابع ثلوج جذوعه
وعوت رياح وهو فيها واقف
مستبسلا رغم الشتاء صامت
لكنه من لب جذع يترف
فأتيت جذعك شدني اناته
وفروع غصنك بالمودة تهتف
فهويت يا أمي حيالك خاضعا
ومسحت جذعك واليمين ترجف
وهوى الجبين على قوامك خاشعاً
وبكى فؤاد من حنين يرهف
فسفحت آهاً بالاسى مكبوتة
وخنقت بوحا والمدامع تذرف
طال البكاء أمام جذعك والدنى
ريح وثلج والعواصف تزحف
إني لأشعر في الطبيعة آهة
سالت بدمعك والشجون تكابد
وأرى حنانا في المروج ورقة
ألقاك فيها بالشعور واسعد
في وردة مس الندى اجفانها
وتمايلت والحزن فيها يجهد
اخبي الاسى لون السرور فأذبلت
أوراقه ا والبعض منها مفقد
فكأنها في حزنها ام خوت
من طول صبر والفؤاد يجاهد
واراك في عصفورة حنت على
فرخ لها محبوبة تتودد
خفضت جناحا رقة وأمومة
والفرخ من منقارها يتزود
هي رحمة الرحمن يعلم ما بها
خلق الامومة من حنان يخلد
هي رحمة الرحمن يشعر ما بها
ويحس دمعك والشجى متوقد
هي رحمة الرحمن يكتب لحظة
ألقاك فيها والحنان يجدد
هي رحمة الرحمن يرحم عبده
فيعيش في الحلم الجميل وينعم
في ذات يوم والضباب بصمته
عزف بلا صوت وحزن جاثم
ساج سرى لف الدروب سكونه
وبياضه معنى جميل غانم
كالغيم ان مس الجبين رذاذه
ساح الخيال كعطر ورد يفعم
وانا الوحيد تلف نفسي عطرة
والروح شاردة وفكري هائم
فإذا بوالدة عطوف وابنها
غاف على الصدر الحنون ويحلم
أبصرت فيها رحمة وأمومة
ورأت غريبا للهموم يكتم
فتبسمت لطفا وقالت مرحبا
وتهلل الوجه الصبوح يسلم
حتى اذا جاوزتها وتباعدت
راقبتها و الفكر فيها هائم
فذكرت من حلم الطفولة لحظة
ويدي بكفك والتخاطب باسم
مازلت يا أبتاه طفل كفه
بيمين كفك والحديث يواصل
مازلت أشعر دفئها وحنانها
في حس كف ومسها يتخيل
ايه فديتك والقوافي آه
مسفوحة في جوف صدر يثكل
إيه فديتك والجمال أتلّها
رخصا لحبك والرقاب تذلل
إيه فديتك ما أعز صداقة
بين الجوانح حبها متأصلا
كبرت على جود العطاء كمهرة
من صافنات الخيل حبا تشمل
أوردتها صرف المياه وعذبها
ماءا زلالاً من جبال يترل
أطعمتها طيب المروج وخضرها
عشب على آكامها يتمايل
هذيتها ووهبت صدق نصائح
من لب قلب رحمة تتنزل
مرنتها وقسوت في تمرينها
حبا لها وخشيت دهرا يثقل
حباً لها ومن الحنان صرامة
من خلفها قلب رحيم يعدل
حبا لها ومن الحنان قساوة
تقسو على خل ولا تتمهل
حبا لها ومن الابوة شدة
الحب في جنباتها يتخلل
حتى اذا هد المران كتوفها
والجهد الزمها الفراش يذلل
أتيتها في جنح ليل حالك
وعظامها محمومة تتقلقل
فتبسمت لما رأتك وحاولت
نحو القيام وللقدوم تجلل
فتعثرت من فرط فرحتها وفي
قسماتها افراحها تهلل
فأتيتها بردائها وضممتها
وحضنتها والدمع سحاً يهطل
فتأوهت لما لمست جبينها
وتبسمت والدمع منها يهمل
عجزت عن البث البليغ فمالها
إلا الدموع وجوف صدر يصهل
ما اعجز الشعر الحزين أبثه
صدع الفؤاد ولوعة تتنهد
ما اطول البرد الحزين وليله
في جوف صدر من هموم يسهد
ان طال برد يا أبي اضرمتها
نار بأوراق الطفولة توقد
فتنير فيني والظلام حالك
وتذيب ثلج في الضلوع يجمد
فألوذ بالدفء الحنون ونورة
وتسر نفسي بالضياء وتسعد
والروح تبسم بعد طول تجهم
وتعيش ذكرى لم تزل تتجدد
صبح ارتحلنا واليمين أشدها
بشمال كفك والطيور تغرد
والشمس ضاحكة وملء طريقنا
طيب الحديث وضحكنا يتردد
حتى اذا أودعت طفلك روضة
أوقفت خطوا والاماني تعقد
فرجوت للطفل الصغير غاية
دنيا المعالي والمعالي تجهد
ما أجهد الصبر الطويل على أب
بيناً يأن ولوعة يتعذب
مغروزة في الذات مجروح بها
فكأنها الشوك المشعب يسحب
من جوف صدر من قرار جذوره
فيقطع الشريان جرحا يلهب
أخفيت آلام الجراح تجملا
ان العظيم بنفسه يتطيب
فتخيط شريان الجراح محاولاً
إيقاف نزف للأنين يسبب
حتى اذا ضاقت وضقت بكربها
أزهقتها آه ودمعاً يسكب
فجرت على خد يحس لسعها
رب سيثبتها ثواب تكتب

أحمد عبد المحسن الملحم

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved