أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 16th October,2000العدد:10245الطبعةالاولـيالأثنين 19 ,رجب 1421

مقـالات

الجوالات,,, صداع العصر!
سلمان العمري
فرضت علينا حضارة العصر، والتطورات التقنية الحديثة أسلوباً معيناً من الحياة، وخصوصاً أن تلك التطورات تركز جزءا كبيرا منها في وسائل الاتصالات والمواصلات فائقة السرعة، وكانت النتيجة أن أصبح العالم قرية صغيرة، وكان الجوال جزءاً من هذه التطورات الهائلة.
إن الشركات العالمية العملاقة هي المستثمر الأكبر في هذا الزمان، ولذلك تعرف كيف توظف ذكاءها وأموالها، وتعرف كيف تجذب أموال الناس من حيث لا يدرون، بحيث تتجمع الثروة في المحصلة لديها، حيث عرفوا الحاجة الماسة للجوال في عصرنا الراهن، ولذلك تفننوا واخترعوا مختلف الأساليب لإنتاجهم ولتسويقه في أسواق العالم، كما أنهم ركزوا على أسواق مثل سوق المملكة العربية السعودية، لأسباب عديدة منها: وجود مصادر التمويل، ومنها للأسف أسباب يمكن تخطيها وتجاوزها بقليل من التفكير والتمعن، فمثلاً هم يركزون على شريحة الشباب، ويأتون بأنواع وأنماط جديدة من الجوالات لها ميزات عديدة، وكل مرة يطلعون علينا بموديلات ومواصفات أحدث وأرقى على حد زعمهم ، وهم يضخمون الأمر أكثر من الواقع بكثير، وهناك شريحة أخرى عزيزة في مجتمعنا وللأسف أيضاً تقع فريسة للإعلانات التجارية، وكذلك للتباهي فيما بينهن، وبالطبع أنا أقصد شريحة النساء.
إن الجوال وجد لتحقيق حاجة ومنفعة ما، وليس غير ذلك، كما أنه ليس للمظهر أو المظاهر، ولكن أن يصبح الأمر بذخاً أو استهلاكاً مبالغاً فيه لأموال كان يجب أن تنفق في أوجه أخرى، فهذا أمر غير جائز لا من الناحية الدينية، ولامن الناحية الاجتماعية، ولا حتى من الناحية الاقتصادية.
يجب أن نعرف أن زمن الطفرة الاقتصادية قد انتهى، ويجب أن ننتبه للأمور الجدية ، والإيجابية، والنافعة لنا، ولبلدنا، ولأمتنا، وبشكل يرضي الله عز وجل.
هناك قضية أخرى، وهي أنهم يسترجعون منك الجوال، ويعطونك واحداً جديداً مع دفع الفرق، ولكن هذا الفرق هو ثمن حقيقي للجوال مع أرباح خيالية، وسعر جوالك السابق يصبح أتفه من التافه، فيجب عدم الانخداع بهذه اللعبة الملعوبة بشكل جيد,,!
إن تلك الشركات ذكية للغاية، ولا تعمل شيئا من أجل سواد عيوننا، وهدفها الأول والأخير أخذ ما تستطيع من أموالنا، ويجب علينا على الدوام التفكير مائة مرة قبل الإقدام على خطوة غير مبررة.
إن تلك الأساليب والاحتيالات إذا أدت لخسارة فرد واحد منا مبلغ ألف ريال خلال سنة، وبالطبع الأرقام أكبر من ذلك ، فإن هذا يعني خسارة مبلغ مليار ريال إذا تعرض للخداع مليون شخص.
أما شركة الاتصالات هداها الله فإننا لا نطالبها بوضع حلول عملية لما ذكرناه، بل نطالبها بأداء واجبها على الشكل الأمثل في قضايا مثل أسعار المكالمات الداخلية والخارجية، والإنترنت، ومشكلات هواتف الإسقاط,, وهمومنا مع الشركة,, كثيرة كثيرة، والله المستعان.
alomari 1420 @ yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved