|
| العالم اليوم
انفجاران لا يفصل بينهما سوى يوم شهدتهما الأراضي اليمنية، الأول في ميناء عدن حيث تعرضت المدمرة الأمريكية كول الى انفجار أحدث فجوة في هيكلها يتجاوز عرضه أكثر من ستة أمتار وتسبب في مقتل سبعة عشر بحارا أمريكيا واصابة العشرات بجروح بعضها خطيرة.
وفي صنعاء شهدت السفارة البريطانية انفجارا تسبب في احداث أضرار مادية دون سقوط ضحايا.
هذان الانفجاران اللذان تصر السلطات في الجمهورية اليمنية على أنهما ليسا من فعل فاعل، إذ تؤكد الأجهزة الأمنية أن الانفجار الذي حصل للمدمرة الأمريكية انفجار داخلي وان الانفجار الذي شهدته السفارة البريطانية سببه انفجار مولد كهربائي, في حين تصر الجهات المسؤولة في الولايات المتحدة وبريطانيا على أن الانفجارين عملين ارهابيين، وهو ما أكده الرئيس بيل كلينتون وأولبرايت ووزير الدفاع كوهين، وبالنسبة لما حصل لسفارة بريطانيا يجزم وزير الخارجية روبن كوك بأن سفارة بلاده تعرضت لهجوم ارهابي.
وإذا نحينا الادعاءات التي سارعت بعض الجهات والتنظيمات الوهمية التي لا تضيع فرصة من هذا النوع لتشويه صورة الاسلام والعمل الاسلامي الدعوي بتبنيها أعمال لا يعرف حتى نوايا القائمين بها، ولذا فإن الزعم بأن جماعات اسلامية متطرفة وراء الانفجارين لا يمكن أن يحظى بالمصداقية فالرأي العام الاسلامي والعربي بالذات لم يعد يثق بمثل هذه المزاعم، وان كان تأثير لمثل هذه الادعاءات فإنه سيكون على الشارع الغربي ويخدم أهداف من خططوا للانفجارين وبالذات انفجار المدمرة الأمريكية كول، الذي جاء في بدايات تحول الرأي العام الغربي للتعاطف مع الشعب الفلسطيني الذي يواجه حملة ابادة اسرائيلية.
واذ يحصل انفجار المدمرة الأمريكية كول، بعد القصاص من المستعربين الاسرائيليين اللذين ارسلتهما القوات الاستخبارية الى الحشود الفلسطينية الهائجة بقصد قتلهم والتنكيل بهم واستعمال المادة الاعلامية التي سيحدثها تواجدهما في عمق المدن الفلسطينية وبين الجماهير الغاضبة، وهذا ما حدث بالضبط فبعد القصاص من الجاسوسين الاسرائيليين أصبحت صور الانتقام الفلسطيني منهما، وهو شيء متوقع من جماهير تشاهد سقوط الشهداء من بينهم كل ساعة.
نقول أصبحت مادة الانتقام الفلسطيني، المادة الاخبارية الأولى على شاشات التلفزيونات الغربية يتبعها بعد ذلك حادث تفجير المدمرة الأمريكية كول، وبعدها بيوم حادث الانفجار في السفارة البريطانية ليبدأ بعد التحول في صفوف الرأي العام الغربي الذي ما إن بدأ يكتشف حجم وكثافة الارهاب الاسرائيلي، ويتعاطف مع الفلسطينيين خاصة بعد بث صورة استشهاد الطفل الفلسطيني محمد جمال الدرة، تسارع القوى الخفية الى ترتيب أحداث متتابعة لترسيخ صورة الارهاب الاسلامي المزعوم في ذهن وعقل المواطن الغربي.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|
