| مدارات شعبية
من خلال مطالعاتي البسيطة على بعض المقالات والآراء التي تتحدث عن الساحة الشعبية وعن المطبوعات المتخصصة في هذا المجال وخصوصا المجلات الشعبية او مجلات العبث الشعبي كما اطلق عليها المشرف على هذه الصفحة التي هي محور مقالي هذا اليوم, ولقد وجدت هذه الآراء والمقالات متناقضة فيما بينها فمنهم مؤيد ومنهم مجامل ومنهم معارض وكل هذه الآراء حول ماتحتويه هذه المجلات من مواد مختلفة سواء في مجال الشعر او مجال الفن او مايخدم التراث بصفة عامة ولو نظرنا نظرة بسيطة لهذه الآراء لوجدنا ان جميع المؤيدين هم انصاف الشعراء اصحاب الصور المكررة في كل عدد سواء بقصيدة او بلقاء او حتى اخبار تنقلهم من مكان الى مكان وهذا لأهميتهم عند رئيس التحرير ومن يدور في فلكه, وكذلك قسم المجاملات فهؤلاء حالهم كحال سابقيهم فهم اما يربطهم زمالة سابقة في نفس المهنة او هناك علاقات اخرى فهم لايريدون ان يخسروا صديقاً او مجلة بمجرد ابداء رأي صادق لان صحافة اليوم هي كما يقوم المثل امسك لي واقطع لك , اما القسم الثالث من هذه الآراء فهم المعارضون الغيورون الذين يهمهم الادب والتراث الشعبي ويسعون لخدمته في شتى المجالات ويرون باعينهم مايكتب في هذه المجلات من تشويه للتراث الشعبي, والحقيقة ان التراث الشعبي في واد وبعض مجلاتنا الحبيبة في واد آخر.
وانني لم اكتب هذا الكلام من فراغ ولكن بعد قراءات متكررة لعدة مجلات وكل عام تظهر لنا مجلة جديدة تسبقها دعايات بان هذه المجلة سوف تسعىلخدمة التراث الشعبي وتنتهج له منهجاً مغايرا لسابقاتها ولكن سرعان مايصيبها هذا الفيروس الخطير المدمر لتراثنا وآدابنا العظيمة الممتدة عبر السنين.
إنك حينما تقرأ وتبحث في هذه المجلات عن موضوع يخدم الادب والشعر او تبحث عن قصيدة لشاعر مشهور سواء قديمة او حديثة فانك لاتجدها الا في مجلة او مجلتين وفي ملحق صغير في وسط المجلة وهذا بحد ذاته شيء جميل, وهاتان المجلتان معروفتان لدى الكثير من القراء.
ومن وجهة نظري الخاصة ان هناك سببين رئيسيين هما:
اولاً: عدم الاهتمام من قبل المشرفين على صفحات المجلة المتنوعة فكل مشرف على صفحات ينشر ماهب ودب خصوصاً من جديد الاصدقاء غير مبال هل هذه القصيدة او المقالةجيدة ام رديئة لأنها من صديق عزيز وقد يحتاجونه في بعض المواضيع فما على هذا المحرر سوى كتابة مقدمة يمجده فيهاوكأنه عنتر بن شداد ويكيل له من عبارات المديح علما ان هذا يسيء له اكثر مما يفيده خصوصا المبتدئين وهكذا.
السبب الثاني: هم القراء والمتابعون لهذه المجلات الذين يتلقون كل ماتحويه المجلة من الغلاف الى الغلاف دون ان يميزوا الجيد من الرديء المهم يأخذ هذه المجلة ليقرأها وقت الفرغ دون تمييز ثم يرميها في سلة المهملات وينتظر العدد القادم وهذا ليس منطبقاً على كل القراء الكرام بل هناك فئة على قدر كبير من الوعي والادراك يبحثون عما يخدم التراث ويحترم القراء وينتقدون كل شيء يسيء للشعر والشعراء والمهتمين بهذه الجوانب وغيرها, هذا كل ما اردت ايضاحه مع العلم انني اكن لمجلاتنا وصحافتنا كل الحب والتقدير وانني على يقين بان اختلاف الرأي لايفسد للود قضية.
خاتمة: يقول الشاعر الكبير سعد بن جدلان:
يا أهل القصيد مراسلين الجرايد تكفون صونوا كلمة الشعر تكفون خلوه يلقى من وراها فوايد افيدوا وخلوا غيركم يستفيدون |
والسلام,,,.
محمد الأكلبي
|
|
|
|
|