| تحقيقات
* تحقيق: منصور البراك
استقبلت 300 مدرسة في مركزي الاشراف التربوي بالروضة والشمال بالرياض مطلع العام الدراسي الحالي مشروعا هاما يمثل نقلة حضارية وتجربة فريدة وهو مشروع التغذية المدرسية للطلاب والذي اسندته الادارة العامة للتعليم بمنطقة الرياض الى احدى الشركات الوطنية المتخصصة في هذا المجال بهدف توفير وجبة غذائية سليمة وصحية لابنائنا الطلاب والتي تمثل 25% من احتياجات الطالب اليومية وكذلك تقديم خدمتي الصيانة والنظافة للمدارس.
ورغبة من الجزيرة في الوقوف على التجربة والتعريف بها وتقييمها استطلعت آراء عدد من الطلاب ومديري المدارس حول هذه التجربة من خلال التحقيق التالي:
في البداية يقول الطالب عبداللطيف حميد العتيبي ان الوجبات التي تقدم لنا مناسبة ومتنوعة تلبي رغبات الطلاب كما ان خدمة النظافة التي تقدمها الشركة جيدة وانعكست على مستوى النظافة بالمدرسة.
من جانبه يقول الطالب مالك مطلع المطيري بالصف الثالث في متوسطة عمرو بن امية ان الوجبات نظيفة وجيدة ومتنوعة كما ان الاسعار مناسبة ايضا ولكننا نعاني من الازدحام امام المقصف لوجود بائع على شباك واحد ويتفق معه في ذلك الطالب طلال بن محمد الغامدي من الصف الثالث متوسط كما يتفق مع زملائه على جودة الوجبات وتنوعها ومناسبة اسعارها وكذلك قيام الشركة بالنظافة للمدرسة على الوجه المطلوب.
مزايا جديدة
وحول المزايا التي ينص عليها عقد الشركة مع المدارس يقول الاستاذ عبدالله بن شتوي الشتوي مدير مدرسة سعيد بن زيد الابتدائية ان هناك عددا من المزايا ومنها تخصيص مبلغ يصرف على النشاط المدرسي وهذا بلاشك له اثره الايجابي على الطالب وما يصرف منه كجوائز للطلاب المشاركين في الانشطة والطلاب المتفوقين كما ضمن العقد مخصص لاعمال النظافة والصيانة في المدرسة.
ويؤكد الاستاذ عادل بن عبدالله اليحيى مدير متوسطة السليمانية ان من اهم المزايا التي ينص عليها العقد هي الصيانة التي تعاني منها المدارس اشد المعاناة والتي تؤثر على راحة الطالب ومن ثم التحصيل والذي هو هدف العملية التعليمية ومن المزايا كذلك الوجبة المجانية للطلاب المعوزين والتزام الشركة بتوفير العمالة اللازمة للنظافة والادوات والمواد المعينة لذلك شهريا ويضيف الاستاذ عبدالله بن محمد القرني مدير متوسطة عمرو بن امية ان من المزايا مساهمة الشركة في الحفلات التي تقام في المدرسة والاجتماعات الرئيسية بالتجهيز والاعداد لها بالاضافة الى المساهمة ايضا في تفطير المحتاجين من الطلاب.
ويؤكد مدير ثانوية العليا الاستاذ محمد بن عبدالله العمري ان المزايا التي سمعنا بها جميلة جدا ومنها صيانة المبنى المدرسي من سباكة وكهرباء ودهان وصيانة الاجهزة الكهربائية واجهزة الحاسوب وصيانة المكيفات.
الوجبة متنوعة
وعن الوجبات التي تقدمها الشركة للطلاب يقول الشتوي ان الوجبة متنوعة وتشمل انواعا متعددة ومناسبة صحيا لابنائنا الطلاب ومنها مغلف واحد يحمل ثلاثة الوان كل لون من هذا المغلف داخله اربع قطع لابد ان يكون احد مكوناته نوع من العصير مع اختلاف الانواع الموجودة في كل مغلف عن الآخر فمثلا يكون في داخل المغلف الواحد ساندوتش بالجبن او البيض وتفاحة أو برتقالة او حبة موز وهذا المغلف الذي يحوي اربعة انواع بثلاثة ريالات وهناك وجبة مغلفة سعرها ريال واحد تتكون من بعض انواع المعجنات التي تتكون من الدقيق الاسمر او الابيض مع بعض المكونات الاخرى مثل حب السمسم مربى وغيرها ووجبة اخرى بريال واحد تتكون من قطعة واحدة مغلفة منها ساندوتش بالجبن او البيض او الخيار والبيض معا.
ويؤكد الاستاذ عادل اليحيى ان الوجبة المقدمة للطلاب متنوعة بطريقة تلبي رغبات جميع الطلاب تقريبا وباسعار في متناول الطالب ولم يشتك منها احد من الطلاب كما انها على حد قول المشرفين على التغذية تلبي حاجة الطالب في هذه المرحلة العمرية مما يحتاجه جسم الطالب من كالسيوم وفيتامينات وهي كذلك مضمونة الصلاحية حيث ان تاريخ الصنع ومدة الصلاحية مدونة على الاغلفة الحافظة.
ويشير مدير مدرسة سعيد بن زيد الى ان من اهم ما يميز الوجبة التي تقدم للطلاب انها مغلفة بطريقة علمية عن طريق الآلة دون الأيدي وانه يتم احضار الوجبة كل يوم مع استبعاد المتبقي نهاية اليوم الدراسي وتوفر النظافة داخل المقاصف المدرسية من قبل الشركة افضل من المتعهدين السابقين والتزام الشركة بعدم احضار اي نوع من المأكولات والمشروبات الممنوعة التي تم التنويه عنها من قبل مشرفي واطباء الوحدة الصحية المدرسية خلاف ما كنا نعانيه مع المتعهدين السابقين.
قلة في العمالة
وعن السلبيات التي تعاني منها بعض المدارس في بداية التجربة يقول مدير ثانوية العليا انه لابد من الاشراف المباشر من قبل الشركة على اعمال الصيانة وتزويد مدير المدرسة بالضوابط التي تعينهم على التأكد من اجراء اعمال الصيانة على الوجه المطلوب وكذلك تزويد مديري المدارس بكل ما يتعلق بواجبات الشركة مفصلة تجاه المدارس حتى يمكن متابعتها.
ومن جانبه يقول الاستاذ عبدالله القرني اننا نعاني من قلة العمالة من حيث النظافة او العمالة التي تمارس البيع بالمقصف فخلال الاسبوع الاول لا يوجد بالمقصف سوى عامل واحد لجميع طلاب المدرسة البالغ عددهم 470 طالبا كما انه يوجد بالمدرسة عامل نظافة واحد وهذا لا يكفي, ويضيف الشتوي ان من ابرز السلبيات عدم وجود اليد العاملة المدربة الناطقة باللغة العربية حتى يسهل التعامل معها وكذلك التركيز على العمالة المسلمة كما انه يؤخذ على الوجبة انها تقدم للطالب باردة وان كان هذا امر لابد منه.
لابد من إشراف الإدارة
اما اهم المقترحات التي يمكن من خلالها تطوير التجربة قبل تعميمها في العام القادم يقول الاستاذ عادل اليحيى التأكد من تجهيزات الشركة قبل اقتحامها في هذا المجال الحساس والتأكد من كفاية العمالة الخاصة بالمقصف المدرسي وكذلك العمالة الخاصة بالنظافة وكفاءتها والاشراف على الشركة بشكل دقيق من قبل ادارة التعليم وتوزيع المدارس الى مجموعات وعلى كل مجموعة مدرسة رائدة تكون حلقة وصل بين الشركة والمدارس وانشاء خط ساخن بين المدارس ومن يمثل ادارة التعليم في الشركة وتوحيد الزي الخاص بعمال النظافة وزيادة عدد البائعين في المقصف على ان يكون لكل 150 طالب بائع واطلاع مديري المدارس على العقود الموقعة مع الشركة وما فيها من مزايا وشروط ليتم عرضها على بقية المعلمين للعلم والمتابعة وتسجيل المميزات التي تقدمها الشركة في نشرة توزع على المدارس للعلم وإقامة زيارات للمعلمين والطلاب لموقع المصنع للتعرف على ما فيه من تجهيزات وطريقة عمل الوجبة من مادة خام حتى وصولها الى الطالب واستبدال الاوراق النقدية بتذاكر يقوم الطالب بدفعها للبائع حتى لا يحدث خلاف في قيمة الورقة النقدية بين الطالب والبائع وسعودة العاملين في الشركة وخاصة المشرفين بالاضافة الى رعاية المسابقات والحفلات في المدارس على مستوى المنطقة وتوفير افران كهربائية للتسخين تخدم المعلمين والاداريين في المدرسة وتعوضهم على الوجبة الساخنة.
ومن جانبه اكد مدير التعليم بمنطقة الرياض الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز المعيلي ان مشروع التغذية المدرسية مشروع تربوي جاء ادراكاً من الوزارة والادارة لاهميته وعوائده على العملية التعليمية والتربوية ومن ذلك توفير وجبة غذائية سليمة وصحية لابنائنا الطلاب مما ينعكس على نموهم الجسمي والعقلي حيث ان الشركة قامت بانشاء مصنع خاص لتحضير الوجبات بتقنية عالية وتتوفر في تلك الوجبات جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها التلميذ وبأعلى المعايير المتبعة في صناعة الغذاء وذلك ضمانا لسلامته من الملوثات المكروبية والطفيلية والكيماوية مع الاحتفاظ بقيمته الغذائية ومن عوائد المشروع صيانة ونظافة المدارس بتوفير الأدوات والعمالة اللازمة للنظافة وصيانة الاجهزة والقيام بأعمال السباكة والكهرباء والدهان وغيرها, واضاف المعيلي ان المشروع خطوة جبارة ونقلة حضارية ستواجه بعض العقبات في بدايتها ومن اجل ذلك سعينا الى التدرج في تطبيقها حيث بدأت العام الماضي بعدد محدود من المدارس حوالي 14 مدرسة ثم طبقت في هذا العام بمركزي الاشراف التربوي بالروضة والشمال وكلنا امل بالاخوة التربويين مديري المدارس والمعلمين واولياء الامور بالتعاون معنا لإنجاح المشروع بدعمه ومؤازرته ونحن في تنسيق دائم مع الشركة ومديري المدارس لتلافي الملاحظات حتى يقوى المشروع ويشتد عوده ليساهم في دعم العملية التعليمية ويوفر الوقت والجهد على المدارس ليؤدوا دورهم على الوجه المطلوب.
|
|
|
|
|