| محليــات
ثم ماذا بعد القمة الطارئة في شرم الشيخ ,,, ؟
في تطور مفاجئ يدعو للتساؤل عن دوافعه وأهدافه، تخلى جميع المعنيين بالقمة التي دعا لها الرئيس محمد حسني مبارك في شرم الشيخ اليوم أو غداً عن شروطهم السابقة للمشاركة في هذه القمة,.
* الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أعلن أمس موافقته على حضور القمة التي كان قد اشترط لحضوره لها قبول اسرائيل بتشكيل لجنة تحقيق دولية في العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني داخل أراضيه المحتلة، بالرغم من استمرار موقف اسرائيل الرافض لتشكيل هذه اللجنة.
* رئيس وزراء اسرائيل ايهود باراك أعلن بدوره عن موافقته على حضور القمة في شرم الشيخ وكان قد عارضها,, كما كان قد رفض من قبل المشاركة في القمة التي شارك فيها الرئيس المصري، ووزيرة الخارجية الأمريكية والرئيس الفلسطيني في شرم الشيخ أيضاً.
*الرئيس الأمريكي بيل كلينتون تخلى بدوره عن شرط وقف العنف أولاً لعقد القمة ومشاركته فيها وأعلن تراجعه عن هذا الشرط!
* كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة أعلن مشاركة الأمم المتحدة في القمة دون شروط مسبقة وكان بدوره قد دعا لوقف العنف في الأراضي الفلسطينية كشرط لنجاح القمة!
* وكان الرئيس المصري محمد حسني مبارك قد أعلن موافقة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وأمين عام الأمم المتحدة على المشاركة في القمة، كما أعلن الرئيس مبارك ان روسيا وفرنسا واسبانيا طلبت بدورها المشاركة في قمة شرم الشيخ لبحث الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال الرئيس مبارك ان القمة ستعقد يوم الاثنين غداً اذا وافقت بقية الأطراف المعنية على حضورها، وكان اعلانه قبل اعلان عرفات وباراك وكوفي عنان وواشنطن قبول المشاركة في القمة بدون شروط مسبقة.
والسؤال الهام الذي يفرض نفسه على كل مواطن عربي وقبل ذلك كل فلسطيني: ماذا بعد الموافقة على عقد قمة شرم الشيخ وما الذي يمكن أن تسفر عنه لصالح حقوق الشعب الفلسطيني الذي قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلية أكثر من مائة من شهداء انتفاضته وأصابت بجروح وعاهات عشرات المئات لمجرد ان الانتفاضة اندلعت لتدافع عن حرمة المسجد الأقصى المبارك التي دنسها الصهيوني المجرم اريل شارون، وطالب الشعب الفلسطيني عبر انتفاضته بحقوقه المشروعة في اقامته دولته المستقلة بعد جلاء قوات الاحتلال من أراضيه الوطنية؟
نعم: ماذا يمكن انتظاره من قمة شرم الشيخ في حين أن الوضع في الأراضي المحتلة لا يزال على ما هو عليه منذ أكثر من اسبوعين في ظروف الاحتلال والحصار ومواصلة القتل بالرصاص الحي,, وفي حين ان اسرائيل ما تزال على موقفها الرافض لاجراء تحقيق دولي في جرائمها ضد الشعب الفلسطيني.
بل في حين أن 70 من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي قدموا خطاباً للرئيس بيل كلينتون يطالبونه رسمياً باعلان الدعم المباشر لاسرائيل والتنديد بالرئيس الفلسطيني ياسر عرفات؟!
مرة أخرى نتساءل: ما الذي حدث دون اعلانه وأدى إلى تغيير كل المواقف الرافضة للقمة الطارئة إلى مواقف القبول والتأييد والمشاركة بدون شروط مسبقة؟
وما هو التطور السري في الجهود المبذولة باتجاه التسوية الذي جعل الرئيس الأمريكي بيل كلينتون يعلن فجر أمس بتوقيت الشرق الأوسط ان التوصل إلى مخرج للأزمة في الشرق الأوسط بات وشيكاً بفضل نشاط دبلوماسي يجريه البيت الأبيض في كل الاتجاهات ؟؟
صحيح ان الجهود الدبلوماسية تجري عادة في سر وصمت بعيداً عن وسائل الإعلام والاعلان عنها، ولكن في مثل الظروف القائمة في الشرق الأوسط، والأزمة الراهنة في عملية السلام، والتصعيد المستمر بما يهدد بكارثة عالمية كما قال رئيس وزراء بريطانيا توني بلير أمس، فان من حق الجميع ان يعرفوا ما يجري في الخفاء حتى لا تروج الاشاعات حول مؤامرة لإجهاض الانتفاضة الفلسطينية وبالتالي العودة بالقضية الفلسطينية برمتها إلى المربع الأول الذي بدأت به عملية السلام بعد انطلاقتها من مؤتمر مدريد قبل ثماني سنوات.
الجزيرة
|
|
|
|
|