|
| الاقتصادية
العلاقة بين المواطن وبين الخدمات العامة ليست متوازنة وأعني بالمواطن هنا صاحب الدخل المستهلك فهناك خدمات ضرورية مرتفعة التكلفة وهناك أخرى ليست ضرورية ولكنها مجانية.
ولذلك نجد ان ردة فعل هذا المواطن على أي إجراء يتخذ بشأن تكلفة الخدمات الضرورية وعلى رأسها الكهرباء سواء بالزيادة او التخفيض تكون واضحة في حين انه قد لا يهتم كثيرا بفرض رسوم على خدمات اخرى ليست ضمن استخدامه اليومي.
ان المواطن المستور الحال كما نقول لا يكاد يُوفر شيئاً من دخله الشهري بل إن هناك من يضطر للبحث عن مصدر آخر لمواجهة متطلبات الحياة اليومية فالكهرباء والماء والهاتف والتعليم والصحة وضرورة المعيشة تستنزف طاقته وجهده وتفكيره وتشكل ضغطا نفسيا وبدنيا عليه.
هذا الذي دخله الشهري لايتجاوز خمسة الاف ريال ما عساه يفعل واسرته تحتاج الى التكييف في الصيف والى التدفئة في الشتاء وتحتاج الى الماء والهاتف والأكل والشرب والكساء؟
ما عساه يفعل وطلبات المدرسة لا تنتهي؟
ما عساه يفعل إذا داهم احد أولاده عارض صحي اضطره للجوء الى اقرب مستوصف تجاري يتعامل مع المرضى كما يتعامل الصياد مع فريسته.
وفوق ذلك يدفع اجرة سكنه وربما نقل ابنه او ابنته,, وربما اضيف الىذلك قسط الثلاجة والمكيف والسيارة.
يا الهي كم اصبحت الحياة صعبة امام هؤلاء اللاهثين المرهقين المذبوحين.
واذا كان حال هؤلاء كذلك فما حال اصحاب الدخل المقرود؟
كيف يواجهون هذه الحياة الاستهلاكية التي تأكل الاخضر واليابس وتمتص راتب الموظف قبل ان ينتصف الشهر؟
اننا لن ندفن رؤوسنا في الرمال ونتجاهل الحياة الصعبة التي يعاني منها بعض الناس بحجة اننا في دولة غنية وانه من العيب ان يتألم احد او يشكو من تكاليف المعيشة وضروريات الحياة لان هناك فعلا من يتألم ويشكو ويعاني ومن واجبنا ان ننقل شكواه ومعاناته وألمه ونلتمس الحل.
إن الحل تخفيض هذه التكاليف كلما أمكن ذلك ويمكن تعويض ما ينقص من دخلها بفرض رسوم رمزية على خدمات اخرى كالمطارات والطرق والحدائق فهذه ليست ضرورية ولن يحتاج إليها المواطن كل يوم وبالتالي فان حياته اليومية لن تتأثر برسومها وهي تُشكل دخلا كبيرا نسبة لكثرة مستخدميها كل عام.
فهل نعيد النظر في العلاقة بين المواطن والخدمات؟
هل نخفف عنه عبء الخدمات الضرورية اليومية ونعوض ذلك برسوم رمزية على خدمات اخرى ليست يومية وليست ضرورية؟
|
|
|
|
|
