أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 15th October,2000العدد:10244الطبعةالاولـيالأحد 18 ,رجب 1421

الثقافية

الغربال
أ,د, عبدالله بن محمد أبو داهش
قالت الخنساء : تماضر بنت عمر بن الحارث بن الشريد الرباحية السلمية 000 24ه لبنيها: الحمد لله الذي شرفني بقتلهم، وارجو من ربي ان يجمعني بهم في مستقر رحمته (1) ولذلك قصة، فلقد قيل انه لما: حضرت الخنساء حرب القادسية 16ه ومعها بنوها أربعة رجال,فقالت لهم: يا بني، انتم اسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين ووالله الذي لا إله غيره انكم لبنو رجل واحد، كما انكم بنو امرأة واحدة، ما خنت أباكم، ولا فضحت خالكم ولا هجنت حسبكم، ولا غبرت نسبكم، وقد تعلمون ما أعد الله للمسلمين من الثواب العظيم في حرب الكافرين، واعلموا ان الدار الباقية خير من الدار الفانية.
يقول الله عز وجل: يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطو واتقوا الله لعلكم تفلحون (2) ,فاذا أصبحتم غدا، فاغدوا الى قتال عدوكم مستبصرين ولله على اعدائه مستنصرين، فلما أضاء لهم الصبح باكروا مراكزهم فتقدموا واحدا بعد واحد ينشدون الاراجيز، فقاتلوا حتى استشهدوا جميعا، فلما بلغها الخبر,.
قالت: الحمد لله الذي شرفني بقتلهم، وأرجو من ربي ان يجمعني بهم في مستقر رحمته فكان عمر رضي الله عنه يعطيها ارزاق أولادها الأربعة لكل واحد منهم مائة درهم حتى قبض، وماتت الخنساء (3) .
قلت: فانظر الى حزم هذه الصحابية الشاعرة، ومدى عظم صبرها، لقد فجعت باستشهاد ابنائها الأربعة فلم يزدها الامر سوى ثبات، واحساس بالشرف والرفعة، وهذا شأن قد عهدنا عند كثير سواها من المسلمين، لقد تجلى موقف هذه المرأة المسلمة، وهي تبسط قولها لبنيها الأربعة في خطبتها السالفة مما يدل على ايمان حقيقي راسخ، ولا تبعد وأنت تقرأ هذه القصة حتى تعي موقف الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهو يديم مواساته لهذه الأم الثكلى حين لم يهم بقطع رزقها، ولا عطاء ابنائها: انه عدل الاسلام ومنهجه.
الهوامش
(1) خزانة الأدب 1/395.
(2) آية 200 سورة آل عمران.
(3) خزانة الأدب 1/395.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved