| مقـالات
يسألني بعض الزملاء من باب الفضول أو بالأحرى على امل ان أفاجئهم بجواب يثير الدهشة والاستغراب ماهي طقوس الكتابة لديك ذلك ان لبعض الكتّاب او الأدباء عامة حالات تثير لديهم رغبة الكتابة عندما تتحقق لهم تلك الطقوس، مثل إيجاد دلة القهوة ممتلئة حتى الثمالة او وعاء الشاي إلى جانب علبة سجائر جديدة إذا كان من المدخنين ودورق ماء,, الخ, بينما تثير في آخر رائحة عطر معينة شهية الكتابة، او الورق الازرق لا الابيض وأقلام مختلفة الألوان, ولست هنا في سبيل استنكار هذه المظاهر لانها حالات نفسيه لا اعرف تفسيراً لها على وجه التحديد إنما اخصائيو علم النفس قد يكونون أدرى مني بمسبباتها او بواعثها ولكن من النادر ان يسأل أديب مثلا ماهي طقوس القراءة لديك، بينما هذه الحالة أشد تحكما بالأديب حتى يكون على استعداد مستمر للبقاء في صومعة الكتاب اطول فتره ممكنة, والقراءة في تصوري هي امتع الأوقات بالنسبة للأديب لاسيما اذا كان ما بين يديه له جاذبية وقبول نوعي اكثر من سواه، اعني مما يتلاءم مع ميوله, بعض الزملاء في معرض الحديث العام حول اسلوب القراءة يصرح بأنه لايستطيع ان يترك الكتاب قبل ان يطبق صفحاته في جلسة واحدة، بمعنى انه يتابع صفحاته ويلاحقها مستمتعاً بما تحويه ولا يجد راحته كاملة دون اتمام قراءة ذلك الكتاب، بينما آخر طريقة في القراءة هي الانتقاء والانتقال من كتاب إلى آخر في جلسة واحدة بحثاً عما يشده اكثر إلى ذلك الاصدار.
شخصياً اختلف عن هؤلاء بأمر واحد هو انني عندما استمتع بالقراءة اتمنى ألا ينتهي مابدأت قراءته لأن الاحداث لاسيما في الرواية تجعلني اعيشها بكل حواسي وكأنما اصبحت احد الأبطال من داخل العمل بل انني لأشعر بالحزن عندما اصل إلى النهايات مهما كانت لأنها تعني فقدان تلك المتعة التي عشتها لبضعة ايام.
لذا فأنا اعتذر من اصدقائي الذين يعنيهم اعطاء رأيي النقدي وأجد حرجاً حين يهدى إلي كتاب فأتوقف متردداً قبل الإقدام على دخول عالمه حتى لا اضطر للاعتذار ليس لعدم ارتفاع مستواه وإنما ايضاً لملامسته لما ارغب من القراءة، أي ان يكون جذاباً إلى درجة أن لا ارغب في الانتهاء من قراءته فأشعر بالتقصير في كلتا الحالتين.
للمراسلة ص,ب6324 الرياض 11442
|
|
|
|
|