أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 15th October,2000العدد:10244الطبعةالاولـيالأحد 18 ,رجب 1421

مقـالات

شدو
من الاستشراق إلى الاستشراف(1)
د, فارس محمد الغزي
يبدو أنه ليس ثمة وسيلة من شأنها اقناع الغربيين بالاطمئنان على أن وضعنا (مؤسف للغاية!) فيكفوا عن (الانشغال بنا!), إننا لا نستحق أن يركبوا الصعاب ويتجشموا المشاق في سبيل ابقائنا تحت هيمنتهم ونحن الضعفاء في الأرض بل ومستحقو (صدقة التاريخ!) عن جدارة وذلك بدليل (ترنحنا!) تاريخيا أمام ضرباتهم منذ الحروب الصليبية الحاقدة، مرورا بالفترات الاستعمارية الوقحة، وحتى عصر العولمة, ألا يكفيهم صمت (الاستسلام!) المتأصل في أعماقنا ليجاهرونا بالعداء ويتربصوا لنا سياسة واقتصادا وعسكرية وثقافة؟ ماذا عن سيطرتهم الشاملة علينا؟ وماذا عن فتك أسلحتهم بأجساد أطفالنا ونسائنا، وكما تثبت الوقائع في فلسطين وغير فلسطين؟! بل وماذا عن عبثية أقلام وعقول مفكريهم وكتابهم ومخرجيهم وممثليهم بتاريخنا وحضارتنا وأقدارنا ومستقبلنا القريب منه والبعيد؟, إن المسألة تبدو كأننا على (بالهم!) ليل نهار قراءة واستقراء وتخطيطا في السلم وفي الحرب غير عابئين بحقيقة كوننا عالة على التاريخ، بل وعالة على أنفسنا إلى الدرجة التي لا تؤهلنا (للحسد!), إنهم يعلمون علم اليقين بأننا نجهل في الحقيقة حاضرنا، ناهيك من التخطيط لمستقبلنا، فلماذا إذن يبذلون ما في وسعهم لغرض استشراف ما سوف نكون عليه في المستقبل؟, حسنا، إليكم في البدء بغيض (بغيض!) من فيض جهودهم المبذولة حديثا وذلك استشرافا لمستقبل حاضر ( لا يشرف!):
1, (تنبؤات: مستقبل الشرق الأوسط): كتاب استشرافي صدر حديثا من تأليف العالم (برنارد لويس)، ومن هو برنارد لويس هذا؟! إنه عالم بريطاني الأصل، صهيوني (ابن صهيوني!) يحمل الجنسية الأمريكية، (وكالعديدين ممن هم على شاكلته في الغرب!) يصنف هذا العالم تحت مسمى خبير بشؤون الشرق الأوسط وذلك لسبب بسيط يتمثل في أن مؤلفاته ومن ضمنها بالطبع الكتاب المذكور تعج (بالولع!) والتباكي على إسرائيل وحماية إسرائيل.
2, (معجم القرن الحادي والعشرين): دراسة استشرافية عن أوضاع البلاد الإسلامية في المستقبل قام بها أحد مستشاري الرئيس الفرنسي الراحل ميتران وذلك بدعم من بعض المراكز السياسية والعلمية في فرنسا, جدير بالذكر ان هذا المؤلف جزائري المولد يهودي الديانة فرنسي الجنسية!
3, (قارة آسيا عام 2025م وأثرها على الأمن القومي الأمريكي): دراسة استشرافية قام بها مجموعة من العلماء والسياسيين والأكاديميين الأمريكيين تحت إشراف مباشر من وزارة الدفاع الأمريكية, إنها بالأحرى عبارة عن سيناريوهات (علمية) لما قد يحدث (إسلاميا) في المستقبل الأمر الذي من خلاله يمكننا القول بأنها الأخطر من هذه الدراسات وذلك لكونها تصهر العلم بالسياسة والعسكرية والانتهازية فضلا عما ورد فيها من تنبؤات كنهها زوال دول، وتفكك أقاليم، ونشوء تحالفات, فمزيدا من (الهيمنة!).
باختصار، تمحورت هذه الدراسات حول موضوع واحد يتمثل في استقراء ما سوف يكون عليه المسلمون في المستقبل وبالتالي اشتقاق ما يجب على الغرب عمله من وسائل في سبيل مكافحة فاجهاض طموح المسلمين الرامي إلى تحسين أوضاعهم السيئة!!, إنها وقاحة (المنتصرين الخبثاء!) والتي لا يزيدها وقاحة سوى السيناريو المعتاد والمتمثل بالإشادة بديموقراطية إسرائيل والتأكيد على تفردها بهذه السمة الحضارية ليعقبه بث الخوف (علميا) في رؤوس أساطين الغرب (الجهلة!) رأفة بهذه الدويلة الديموقراطية البريئة المهددة من جيرانها الأشداء الأقوياء الأغنياء! وهكذا تتواصل تنبؤاتهم لتحذر الغرب من نتائج ما يجري الآن في الدول الإسلامية من أحداث، مع تركيز على وجه الخصوص، على الدول التي نشأت في أعقاب تفكك الاتحاد السوفيتي، ولكأن ما عانت هذه الدول من نير ونيران الشيوعية لا يكفي في نظر هؤلاء المنظرين الظلمة.
,,, في المقالة القادمة نجيب على ما يلي: ما هي نتائج وتبعات اصرار الغرب على استشراف مستقبل (قوم!) حاضرهم لا يشرف البتة,, بل وما سر حرصهم على إعلان نتائج استشرافهم لمستقبلنا (علينا؟!).
ص,ب454 رمز 11351 الرياض

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved