| عزيزتـي الجزيرة
التطورات الايجابية في سوق الاتصالات المحلية، تقنية ومعلومات، ومعارف تؤكد قيام سوق ناشئة قوية تعتبر الأولى اقليمياً رغم كل المعوقات، والمحاذير الاجتماعية، والتعليمية التي شهدت دخول العديد من تجارب الامم الحضارية إلى بلادنا في فترات زمنية كان من الممكن سهولة انتقالها إلى مجتمعنا والاستفادة منها.
من يتابع تطورات سوق الاتصالات وعلوم التقنية الحديثة في المملكة يدرك نوعية المسار الذي اتخذته ارادة الرغبة في التطوير، وبناء قوالب جديدة من المفاهيم الادارية والانتاجية التي دخلت مصطلح الفرد والاسرة، والمؤسسة, محدثة نقلة نوعية كبيرة، في الوعي الاجتماعي، وصيغ العمل.
لذلك,, جاء قرار الدولة بخصخصة قطاع الاتصالات الذي شق طريقه نحو التنفيذ، وهي تجربة ناجحة على الرغم مما تثيره وسائل الاعلام بين الفينة والاخرى من نقد لبعض خدمات الشركة التي ما تزال تعاني من قصور، في ظاهره التقصير الادائي للموظف بينما هو في حقيقته يعود لأسباب فنية، وتحويلية نتيجة التحديث الجذري للشبكات، وقنوات الخدمة التي خرج البعض منها من عمر الخدمة, ودخول جيل جديد متطور، من الاتصالات التي تعتبر اسرع المجالات الخدمية تطوراً وتحديثا، على مستوى العالم.
لقد اصبحت تجربة تخصيص قطاع الاتصالات السعودية، نتيجة مغرية لدخول خدمات اخرى مرحلة التخصيص كما هو الحال مع الخطوط السعودية، فالنتائج المتخققة من خدمات الاتصالات التي قاربت الخمسين خدمة, اغلبها لم يعرفه المشترك إلا بعد التخصيص بالاضافة الى الارقام المعلنة من الهاتف الثابت التي انجزتها الشركة خلال العامين الماضيين، والتي تجاوزت المليون ونصف المليون خط بالاضافة إلى ما يقارب المليون خط جديد توشك على دخول نهاية العام الحالي وكذا الحال مع الهاتف الجوال وخدمات رئيسية اخرى وهو ما يزيد عن حجم الانجاز لكامل الفترة ما قبل التخصيص.
هذه المؤشرات,, دلالات منهج الاقتصاد القادم, المبني على تخلي القطاع الحكومي عن ادارة العديد من وسائل الانتاج فقد اثبتت تجارب الدول الصناعية المتقدمة نجاح قيادة القطاع الاهلي لها، ورعاية مسيرتها بعيدا عن البيروقراطية الحكومية، وغياب الحافز الوظيفي الفردي والانتاجي الرأسمالي، وهو ما نلاحظة في قطاع الاتصالات السعودية قبل وبعد التخصيص سواء فيما يتعلق بخارطة الخدمات وانتشارها على مستوى المملكة، أو من حيث العائد الذي تضاعف مغريا في ذلك كبريات الشركات العالمية التي تتنافس بقوة على السوق السعودية مستفيدة من مشاريع الاتصالات العملاقة، موطدة بذلك لرغبة الشراكة الاستراتيجية مع شركة الاتصالات السعودية، التي تنتظر صدور نظام هيئة الاتصالات، وانجاز برنامج الهيكلة, إلى جانب نجاح الشركة في انتهاج سياسة توطين الوظائف عبر عقودها مع المقاول الاجنبي الذي تلزمه الشركة بتوظيف عدد نسبي جيد من السعوديين للعمل ضمن فريق المقاول الاجنبي بغرض التأهيل والاعداد، مستفيدة منهم بعد انتهاء الشريك الاجنبي للعمل محل العناصر الاجنبية التي تكتظ بها العديد من مواقع العمل في مجالات وقطاعات اخرى, وكذا الحال مع السلع والمواد المصنعة محليا حيث تلزم شركة الاتصالات السعودية المقاول الاجنبي بتأمين ما نسبته 35% من مواد العقد من المصانع السعودية مع اشتراط عقد الاتفاق مع المصنع السعودي لتؤكد دورها ضمن مكونات الاقتصاد المحلي، واحلال العنصر الوطني بعد تأهيله، واعداده الاعداد الفني الجيد.
كل هذه الانجازات الايجابية,, أليست بحاجة إلى التقدير، والحماية, ثم التشجيع لتحقيق المزيد منها؟
فارس المطيري الرياض
|
|
|
|
|