| محليــات
* مكة المكرمة احمد الحربي
دعا فضيلة الدكتور عبدالله بن حميد امام وخطيب المسجد الحرام يوم امس في خطبة الجمعة المسلمين لتقوى الله وان مايجري لأمة المسلمين في بيت المقدس امتحان لأمة محمد صلى الله عليه وسلم وان بيت المقدس والارض المباركة في خطر عظيم وان مكة المكرمة والمدينة المنورة وبيت المقدس سر قوة المسلمين ولا عودة للحق قبل العودة للعقيدة الصحيحة وان النصر قادم وقال فضيلته منذ ان ظهرت الحضارة الانسانية وميزان القوى لايستقر على حال امم تكون في الصدارة ثم تمسي وهي في ذيل القافلة واخرى لم تكن شيئاً مذكورا فإذا هي تترفع في بروج العظمة وقمم المجد انها ايام الله يداولها بين الناس هذا التداول بأمر الله يخضع لسنن من الله شتى ولن تجد لسنة الله تبديلاً, وبمنظور هذه السنن وتأمل هذه النواميس شاء الله سبحانه ان يجعل بيت المقدس مسرى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وهو منطلق المعراج الى السماء ولأمر حكيم شاء سبحانه ان يجعل بيت المقدس قبلة المسلمين الاولى منذ ان فرضت الصلاة في العهد المكي وثمانية عشر شهراً من العهد المدني ثم لأمر حكيم تسلم العبقري الملهم الخليفة الراشد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه مفاتيح بيت المقدس من دون سائر المدن التي فتحها الله على المسلمين انه التميز الواضح والخصوصية الخاصة والاعلان الصريح لهذه المدينة المقدسة ولما لها من منزلة كبرى في دين الاسلام وتاريخ المسلمين, وبين امام وخطيب المسجد الحرام ان المسلمين حكموا هذه المدينة المباركة هذه الاحقاب الطويلة فما هدموا بيتا لساكن ولا معبدا لمتعبد التزموا بتعاليم دينهم احترموا كل ذي عهد وعقد وذمة وفاء للعهد العمري الذي قال رضي الله عنه بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما اعطى عبدالله امير المؤمنين لاهل إيليا من الامان اعطاهم اماناً لأنفسهم واموالهم وكنائسهم وسودانهم سقيمها وبريئها وسائر ملتها ألا تسكن كنائسهم ولا تهدم ولا ينتقص منها ولا من حيزها ولا من صليبهم ولا من شيء من اموالهم ولايكرهون على دينهم ولا يضام على احد منهم على مافي هذا الكتاب عهد الله وذمة رسوله وذمة المؤمنين اذا اعطوا الذي عليهم,
شهد على ذلك خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعبدالرحمن بن عوف وكان ذلك سنة خمسة عشر من الهجرة، ولقد تضمن العهد العمري حرية المعتقد وحرية السكن وحرية التنقل وهو عهد منذ اكثر من الف واربعمائة سنة ولم يكن متأثرا بشعارات حقوق الانسان المنافقة ولكنها كانت تقضي منهج الاسلام في التعامل الراقي مع اهل الاديان الاخرى.
واضاف ان القدس الشريف وسكانها من مختلف الديانات في حماية المسلمين يحافظون عليها ويدافعون عنها وبمن فيها هذا حديث اهل الاسلام وهذا حكمهم وهذا تاريخهم اما اليوم فبيت المقدس يجري فيه ما لم يحدث على ايدي اي غزاة في تاريخ البشرية كلها ولم يجر ذلك في تاريخ المقدس الممتد الاف السنين لم يفعل غاز او محتل مثلما يفعله اليهود اليوم احتلوا القدس الشريف منذ اكثر من ثلاثين عاما فأحرقوا المسجد الاقصى ونسبوا ذلك الى معتوه مختل العقل وكأن المجانين لايخرجون الا على مقدسات المسلمين اما اعمال الحفر والهدم والتخريب حول المسجد فهي متواصلة كلما وطئت اقدامهم ولا تزال ومنذ ايام اطلقت النار على المصلين وهم في رحاب المسجد الاقصى ليسقط العديد من القتلى والجرحى.
وهدمت الابنية والاثار الاسلامية في سعي دائم وحثيث لإزالة المعالم وتغيير الهوية وفي هذه الايام يصدر تصرف استفزازي يوصف بأنه شاذ مع انه مدعوم بجهاته الرسمية تصرف اسال الدماء وفجر الحرب وازهق الارواح انه تصرف من مختل العقل وليس تصرفا فرديا وهو تصرف من رئيس حزب من احزابهم اقتحم حرمة المقدسات محاطا بآلاف الجنود مسلحين بالعتاد إنها تصرفات عدوانية اسالت الدماء وغرست الكراهية واعادت اجواء الحرب زرع من الحقد الاسود في مدينة الايمان والسلام والارض المباركة.
وبين امام وخطيب المسجد الحرام ان الكل يدعي التسامح والكل يدعي الديمقراطية والكل يدعي التحضر ولكن العمل على الارض والواقع والتاريخ هو الذي يصدق ذلك او يكذبه دماء تراق من المدنين والعزل في اماكن العبادة وفي الشوارع والطرقات والساحات العامة وحرباً من الارض والبحر والسماء يتحدثون عن السلام بألسنتهم ويباشرون الحرب في خطبهم واستعداداتهم وافعالهم, افعال شنيعة وتجاوزات رهيبة لاتثير لدى الجهات الدولية القائمة على رعاية المواقف الدولية والقيمة على حقوق الانسان وحاملة لواء الديمقراطية والمسؤولة عن الامن الدولي والاستقرار العالمي لاتثير لديها اي تحرك بل ان هؤلاء اليهود الصهاينة لم يسألوا عن اي جريمة اقترفوها ولم تحجب عنهم اي مساعدة طلبوها ولم يتأخر عنهم اي مدد ولم يوجه لهم اي لوم او عتاب في جرم اقترفوه.
بل توافد كبار ساسة العالم من اجل اسراهم وبعثت التعازي من اجل قتلاهم اما اخواننا في فلسطين فلا مواساة لهم.
فاين العدل واين الانصاف واين حقوق الانسان في شعب يعيش منذ سبعين عاما في احتلال وفي مخيمات وفي ملاجئ والملايين منه يعيشون في التشريد والشتات شعب فلسطين حياته كلها خوف وتعذيب واعتقال تهدم البيوت والمدارس وتسد عنهم ابواب الرزق القليلة ويعيشون في تجويع وبطالة استيلاء على الارض وتحكم في مصادر المياه وتحكم في فرص الحياة محتل يلاحق من يشاء ويتهم من يشاء ويقتل من يشاء ويعتقل من يشاء ثم يزعم انه يريد السلام.
وقال امام وخطيب المسجد الحرام ان مايحدث في بيت المقدس امتحان شديد لأمة الاسلام وانها لن تعجز عن ايجاد آلية عاقلة قوية متزنة تعيد الحق الى نصابه وترد المغتصب الى صوابه والقدس اكبر واثمن من ان تترك لمهاترات او مساومات وهي لاتنفصل عن قضية الاسلام، فالنصر قادم بإذنه تعالى.
|
|
|
|
|