** بعض الآباء,, هاجسه وهمه في هذه الحياة,, هو مجرد الاستمتاع وسعة الصدر والتمشي والكشتات والسهرات والسفرات والزَّرقات وينسى أنه أب,, ومسؤول وولي وفي عنقه أمانة كبيرة.
** بعضهم,, ينسى مسؤولياته أو يتناساها,, أو هو لا يدركها,.
** بعضهم,, جاوز الستين مع الأسف,, وما زال يتنقل ما بين عزبة وأخرى,, وملحق وآخر,, وكشتة وأخرى,, ومخيم وآخر,, ولو سأله أحد,, أين أنت ذاهب لقال للشباب ,, والشباب هؤلاء,, لهم أولاد فوق الثلاثين والأربعين.
* إن بعض الآباء,, شاب وشاخ ،هو يظن أنه ما زال شاباً يتحدث بلغة الشباب,, ويمارس ممارسات الشباب,, ولم تفعل فيه السنون أي شيء,.
** نحن لسنا ضد الاستمتاع المباح,, ولسنا ضد التمشية وسعة الصدر,, ولكننا ضد أن يكون ذلك على حساب مسؤوليات الشخص,, وضد أن يكون تقطيع الوقت على حساب الأسرة والمنزل والأولاد,, وعلى حساب أمور رئيسية,.
** الاستراحات والتمشية,, لا بأس بها عند وقت الفراغ,, ولتكن مرة في الأسبوع إذا كان ولابد,.
** أما أن تكون بشكل ليلي,, والشخص لديه عشرة اولاد في البيت,, فهذا شيء مخجل بل مخيف,, وينتج عنه مشاكل لا حصر لها,.
** فالشباب الذين دخلوا السجون,, والشباب الذين عوقبوا وصدرت عليهم أحكام شرعية,, والشباب الذين ضاع مستقبلهم,, والشباب الذين وجدوا أنفسهم في الحديد,, من المسؤول الأول عن ضياعهم؟
** إنه الأب أولاً,, ثم البيت ثانياً,, ثم الشباب أنفسهم ثالثاً,.
** فالأب,, كان بوسعه أن يراقب ويتابع ابنه ويحرص على تربيته وتنشئته نشأة صالحة,, وكان بوسعه ان يجنب ابنه هذه الشرور والمفاسد,, وكان بوسعه ان يمحص رفقة ابنه ويحذره من الفاسدين.
** إن على الأب كل أب حتى ولو كان أولاده صالحين,, عليه أن يجلس معهم مرة في الأسبوع جلسة صدق ومصارحة ووضوح,, ويبين لهم مكامن الأخطار ويحذرهم من أصدقاء السوء,, ويسرد لهم بعض القصص التي تبين,, كيف وقع هذا أو ذاك,, وكيف ضاع هذا الشاب أو ذاك,.
** ويسرد عليهم أيضاً,, أمثلة لأشخاص مثاليين كيف كافحوا وعملوا حتى وصلوا,.
** على الأب,, أن يكون صديقاً قريباً من ابنه,, يحاوره ويناقشه ويتابع تحركاته,, من غير مضايقة,, وقبل ذلك وبعده,, يساعده ويعاضده ويعاونه على كل طريق خير يسلكه يحقق من خلاله كسباً أو منفعة تعود عليه,, وعليه ألا ينسى توجيهه نحو الالتزام الشرعي ومخافة الله والالتزام بقواعد وأخلاقيات الإسلام وآدابه,, ليكون مسلماً حقاً.
** إن ما نشاهده في بعض الأحيان من انحرافات لبعض الشباب,, أو رعونة أو جنون,, سواء في السلوك العام أو في قيادة السيارة أو في أي تصرف آخر,, ينجم في اكثر الأحيان عن غياب دور الأب غياباً كاملاً,, أي أن الأب يترك للآخرين مسؤولية تربية ابنه,, وأعني بالآخرين,, الشرطة والمحكمة والإمارة والجهات المسؤولة,, بمعنى,, أنه تخلى عن رسالته وتركها للآخرين.
|