| القرية الالكترونية
قبل ثلاثة أيام فقط كنت مع مجموعة من الزملاء مدراء مراكز المعلوماتية في عدد من القطاعات الحكومية وعدد من القطاع الخاص وكان الحديث حول موضوع مهم جدا وهو حجم المبالغ المخصصة لمراكز المعلوماتية سواء في مجال تأمين الأجهزة أو التدريب على الأجهزة الحديثة وخاصة في مجال الحاسوب الآلي واتضح ان هناك بون شاسع بين الميزانيات المرصودة من قبل القطاع الخاص ومن قبل القطاع الحكومي بصفة عامة.
وبعد أن بدأ الحديث وبصورة عفوية تحول الى محاضرة وورشة عمل حول الهم الذي يعانيه مدراء مراكز المعلوماتية في القطاع الحكومي وبعد ان انتهت ورشة العمل الغير معدة سابقا تم الخروج ببعض التوصيات التالية ولعلي أذكرها لتكون بداية طريق للتصحيح لا سيما ان وزارة المالية تقوم في هذه الأيام بالاعداد لميزانيات القطاع الحكومي وتحديد البنود الخاصة في كل المشاريع, والمهم كان من أهم التوصيات ما يلي.
* على صعيد المشاريع في مجال المعلوماتية، ما زالت معظم الوزارات والجامعات لا يوجد لديها أنظمة معلوماتية وبرامج حاسوبية تدير العمل من خلالها بل ان بعض الوزارات والجامعات ما زالت في عصر القرون الوسطى في هذا المجال، واتضح ان هذه الوزارات والجامعات قامت بالرفع منذ ما يزيد على ثلاث سنوات لهذه المشاريع وما زالت وزارة المالية تؤجل المشروع الى العام القادم وهكذا,, مع العلم ان بعض الشعوب بدأت تنحو نحو محو أمية الانترنت ونحن لم نمح بعد أمية الحاسوب.
* على صعيد بند التدريب فان بند الوزارات والقطاعات الحكومية ما زال ضعيفا في هذا الجانب الأمر الذي أدى الى عدم تدريب معظم العاملين في القطاع الحكومي في مجال المعلوماتية وخاصة الحاسوب في الوقت نفسه يجب أن نعرف ان التدريب على الحاسوب مكلف جدا اذا ما تمت مقارنته بالتدريب التقليدي,, فهل من مزيد في بند التدريب.
* على صعيد الوظائف الحكومية فان ترفيع أو ترقية الوظائف المتعلقة في الحاسوب الى درجة أعلى ليس لها أي أولوية مهما كان الأمر الذي أدى بمدراء المعلوماتية المؤهلين في القطاع الحكومي المغادرة الى القطاع الخاص, وما دام الشيء بالشيء يذكر فانني أذكر أحد الأمثلة الحية التي حدثت قبل أسبوع واحد فقط, فأحد مدراء المعلوماتية في أحد الوزارات يحمل درجة ماجستير في علوم الحاسب من أمريكا ولما استحق المرتبة التاسعة لم يجد وظيفة في الوزارة ولما طلب منه ان ينتقل الى وظيفة مبرمج أصبح هناك صعوبة أيضا بموجب نظام ديوان الخدمة المدنية,, الخ قصة طويلة,, ولما بلغ السيل الزبى غادر الوزارة وقدم استقالته بدون رجعة وانضم الى أحد الشركات براتب 22000 ريال وبدل سكن 3 أشهر وميزات أخرى, بينما كان يستلم في منصبه حوالي 8500 ريال فقط, أفلا يجدر بنا ان نحافظ على هذه النوعية من الموظفين وتسهيل معاملاتهم وترقياتهم.
* استحداث وظائف في مجال الحاسوب مثل أمين معمل، فني شبكات، فني صيانة،,,, فمثلا من أهم الأسباب لعدم استغلال الحاسوب في وزارة المعارف وكذلك في الجامعات هي عدم وجود أمناء معامل مثلا في جامعة الامام أكثر من 15 معملا حاليا موزعة في الرياض، القصيم، اليابان، أندونيسيا، الاحساء,, الخ وخاصة بعد افتتاح قسم الحاسب الآلي ولا يوجد أي وظيفة في الجامعة بمسمى أمين معمل حاسب آلي مع العلم ان مادة الحاسب الآلي أصبحت مطلبا جامعيا في جامعة الامام, ومن المتوقع ان يصل عدد المعامل في المستقبل الى أكثر من 200 معمل وخاصة اذا تم ادخال مادة الحاسوب في المعاهد العلمية, وفي وزارة المعارف حوالي 2000 معمل تقريبا موجودة في المدارس الثانوية موجود فيها الحاسوب ولا يوجد فيها أمناء معامل وفي تعليم البنات أكثر من 300 معمل بحاجة الى 300 وظيفة باسم أمينة معمل وهكذا.
* بند صيانة الحاسوب ما زال ساقطا سهواً أو عمداً في قاموس وزارة المالية لبعض الوزارات والجامعات والهيئات, فمعظم الاجهزة الموجودة في بعض القطاعات الحكومية لا يوجد لها صيانة وتعطلت منافعها لهذا السبب وعندما تقدمت بعض الجهات الحكومية بطلب صيانة الحاسوب لديها كبند خاص تم رفض الطلب جملة وتفصيلا,, بينما سمح للبعض واللبيب بالاشارة يفهم.
وأخيرا ما ذكر هو بعض من نتائج ورشة عمل لم يخطط لها ولتعلم وزارة المالية ان دعم قطاع ومراكز المعلوماتية مهم جدا وهو استثمار بعيد المدى في تسهيل العمل الحكومي وتنمية القوى البشرية,, ولتعلم وزارة المالية أيضا ان طلبات الحاسوب ستتضاعف في الأيام القادمة الأمر الذي قد يتطلب منا أن تكون المبالغ المطلوبة أضعافا مضاعفة,, فهل بدأت الوزارة بالتخطيط لهذا الأمر أولا,, والكيل بمكيال واضح ومحدد وثابت ومقنن ثانيا,,؟
almosa@almosa.net
|
|
|
|
|