الشاعرة عائشة

الشاعرة عائشة
رثت زوجها وشقيقها,, فمن يرثيها,,؟!

في الأسبوع الماضي انتقلت الى رحمة الله عائشة المعلمي شقيقة المغفور له ان شاء الله الفريق يحيى المعلمي عن عمر يناهز السبعين عاماً، والفقيدة والدة لكل من الدكتور عبدالإله المؤيد وعاصم المعلمي كما أنها عمة للمهندس عبدالله يحيى المعلمي.
وقد جاءت وفاتها بعد شهر من وفاة الفريق يحيى، ويبدو أن وفاة شقيقها قد اضاف إلى متاعبها الصحية متاعب نفسية انعكست على تدهور حالتها الصحية وانتقالها إلى رحمة الله.
كانت الفقيدة شاعرة تجيد قول الشعر الفصيح وقد رثت شقيقها الفريق يحيى المعلمي من على سرير مرضها بهذه الأبيات.

يا صاحب السيف والنبراس كيف لنا
أن نستبين طريق العلم والأدب
من بعد أن رحل المصباح واحتجبت
أنواره في سماء الكون بالسحب
أخي الذي كانت الفصحى تلوذ به
من التعدي على القرآن والكتب
الآن يا لغة القرآن حق لك
أن تندبيه وتبكيه وتنتحبي
يا رب فاجعل من الجنات مسكنه
مع النبيين والأبرار والصحب

وكانت قد رثت زوجها من قبل بأبيات فصيحة أيضاً تقول فيها:

رحلت إلى دار الخلود،تركتني
فريسة أحزان ينوءُ بها صدري
وقد كنت لي خلا وفيا ومخلصا
وتحمل عني الهم في العسر واليسر
وقد كنت لي كالليث يحمي عرينه
وقد كنت لي كالظل في شدة الحر

وحين سألنا المهندس عبدالإله المعلمي عن تفسيره لهذه الموهبة الشعرية في امرأة بمثل هذا العمر خصوصاً وان شعرها ليس عامياً أو نبطياً وهو ما يقوله بتلقائية الكثير من العوام أو ممن هم لم يأخذوا نصيباً كافياً من التعليم، قال المهندس عبدالإله في تفسيره لهذه الحالة لقد توفى جدي والد عائشة وكانت صغيرة السن فتولى عمي تربيتها مع والدي وفيما كان العم يتولى تعليم الوالد مبادئ القراءة والكتابة كانت من خلف الأبواب تسترق السمع وتتابع الدرس وتنتظر والدي بعد خروجه لتستزيد منه معرفة بما درسه وقيل له وظلت على هذا الحال إلى أن عرف عمي متأخراً بما كانت تقوم به فقربها إلى اهتمامه بالتعليم إلى جانب شقيقها حتى تمكنت من الحصول على شهادة الكفاءة المتوسطة، ولها في مجال الشعر جولات وصولات قراءة ونظماً حتى انها وقبل ساعات من وفاتها كانت تتمتم بابيات من عيون الشعر لكبار الشعراء.
رحم الله عائشة واسكنها فسيح جناته وألهم أهلها وذويها الصبر والسلوان.

أعلـىالصفحة

رجوع