عندما نورد هذه المواقف للقارئ فإنما نريد اطلاع ابنائنا واحفادنا على ما كان عليه الآباء والاجداد من تعب ونصب وقلة في الموارد وفقر وعوز في الماضي وما نحن عليه الان والحمد لله من خيرات وامن وامان في ظل حكومتنا الرشيدة لقد كان الرجل يسافر ويتغرب عن اهله واولاده عدة سنوات لجمع عدد من النقود اما السفر الى بلاد الشام مع العقيلات واما الى الخليج العربي للغوص وصيد اللؤلؤ ومن ثم الرجوع الى اولاده ان كان سالما والمكث معهم حتى يأكلون ما جاء به والدهم ثم يعاود الكرة وهكذا، ويقال إن امرأة تسكن هي وزوجها في قرية من قرى (العرض) مستهما الحاجة فذهب الزوج الى الخليج للغوص والبحث عن الرزق وبقيت هي واولادها فترة طويلة لم تكن ايامها وسائل اتصالات الا رجلاً اسمه محمد بن ظلاف القحطاني هذا الرجل بمثابة البريد الآن يذهب كل خمسة اشهر الى الخليج يحمل اخبار القرية ويأتي بأخبار اهل الغوص او يأتي ببعض الحاجيات من المغتربين لأهلهم واولادهم وعندما هم محمد بن ظلاف القحطاني بالسفر حملته هذه المرأة الابيات التالية الى زوجها:
يا راكبين من فوق خمس ابكراتي
متحنيات كنهن الاهله
لا روحن يشدن فريق اقطواتي
والا حمام ناحر للاظله
قل له ترى نجد زهت بالنباتي
خل كل خلٍ ينتحي يم خله
فلما وصلت الابيات مع محمد بن ظلاف ومكث ما شاء الله ان يمكث وهم بالرجوع حمله زوجها الابيات التالية:
يا محمد بن ظلاف ردوا وصاتي
ان كان جيتوا هافي الخصر قله
قله ترى عمري عليه الطراتي
ادش غبات البحر فدوة له
وان كان ما يصبر ثلاث اسنواتي
يروح من عندي وانا مرخص له
وصلت الابيات الى الزوجة وقررت الصبر ثلاث سنوات سمع قاضي القرية بهذه الابيات المرسلة للزوج ورد الزوج عليها فقال عندما يعود هذا الزوج من السفر احضروه لي قبل ان يصل زوجته ومن يحضره الينا فسوف ينال جائزة قدرها ثلاثة صواع (اصواع) من البر وبعد مدة جاء هو ومن معه من السفر فتعرف عليه احد رجال القرية واخذه بيده الى القاضي سأله القاضي هل انت الذي قلت:
ان كان ما يصبر ثلاث اسنواتي
يروح من عندي وانا مرخص له؟
فقال نعم قال القاضي وكم امضيت بعد قولك هذا قال بقي عشرة ايام واكمل ثلاث سنوات قال القاضي اذن اذهب الى زوجتك لانك لو أمضيت ثلاث سنوات لصار هناك حكم شرعي، ذهب الى زوجته واولاده ومكث معهم الى ان فرقهم هادم اللذات ومفرق الجماعات والى موقف آخر لشاعرة او شاعر آخر ان شاء الله.