| شرفات
بعد عودة الطيور المهاجرة لمواطنها في روسيا من المناطق الدافئة قبل أسبوع أو أسبوعين من عودة الإناث، يبحث ذكر البلشون عن عشه القديم ويصلحه، او يختار موقعاً لعش جديد ليستقر فيه ويصدر صيحات متنافرة النغمات، غير ان صوته الأجش يكون بمثابة انشودة لأنثى البلشون، فتطير نحو الذكر الذي يحط على فرع شجرة قرب العش، إلا ان العريس في أول الأمر يضربها بقسوة ويطاردها، وبمجرد ان يطردها بعيداً ينادي عليها مرة أخرى، فيجذبها نداؤه كالمغناطيس، ومع ذلك فهو يضربها ويطردها بعيداً مراراً وتكراراً، ويستمر ذلك لفترة طويلة وفي النهاية تتعود الطيور على بعضها البعض فلا يعود الذكر لمطاردة الأنثى، وعندما تأتي الى العش تجد كل ترحيب، وإذا عادت الأنثى بعد اسبوع واحد فقط أو اسبوعين لا يضربها الذكر وإنما يدعها تدخل العش.
وينطبق الأمر ذاته على الغربان، فعند رؤية تزاوج الغربان، فإن المرء لا يعتقد مطلقاً انه يشاهد مشهداً لمغازلة ودية, فكل من الذكر والأنثى شديد العداء للآخر, ومن الصعب تحديد أي منهما الذكر، وأي منهما الأنثى، لأنهما يسيران واجنحتهما ممتدة جزئياً، ويهدد بعضهما البعض بنفس الأسلوب، ويواجه بعضهما البعض وريش رأسيهما منفوش غضباً، ومنقاراهما مستعدان للقتال، ويستمران على هذا النحو لمدة يوم أو يومين الى ان يتم الزواج، فلا تظل الأنثى تهاجم بشراسة,وفي النهاية تكشف عن المنطقة الأكثر حساسية مؤخرة الرأس التي يمكن ان تقتلها ضربة واحدة عليها، غير أن الذكر لا يضرب بل يعبث برقة بمنقاره في ريش زوجته العنيدة، وعلى ذلك يكون التزاوج قد اكتمل.
|
|
|
|
|