أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 13th October,2000العدد:10242الطبعةالاولـيالجمعة 16 ,رجب 1421

عزيزتـي الجزيرة

حول مرض حمى الوادي المتصدع
لتكن فرصة للمراجعة والتصحيح
فقد يناسب الحديث عن حمى الوادي المتصدع وسأتناوله من زاوية اخرى، حيث ان ما يصيب المجتمع من هذه الآفات ليس شرا محضا، ولا يدعو الى التهويل والمبالغة في القلق والبحث عن كافة الوسائل المتاحة وغير المتاحة لتلافيه, وأقول مهلا أين التوكل على الله والإيمان بأن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك، ثم لِمَ هذا الفزع والمبالغة في التذمر ونشر الإشاعات والمبالغات؟ وما الهدف من ذلك وما فائدته؟ وإن المتأمل فيما كانت عليه بلادنا قبل ثلاثين عاما مثلا واليوم، يرى الفرق الشاسع في الامكانات والقدرات والتقدم الهائل في جميع المجالات، وهذه نعمة عظيمة تقلبنا فيها صباحا ومساء وعندما يأتي مثل هذا المرض ننسى ذلك كله ويكون همنا وما يقض مضاجعنا مرض قد يكون لطائفة منا دور فيه, وذلك بعدم اتباع الأنظمة التي وضعتها الدولة ممثلة في وزارة الزراعة والتي غايتها صحة المواطنين وفائدتهم, حيث تم تهريب بعض الماشية دون المرور على المحاجر الصحية، وللأسف ان طائفة من المواطنين ولا أبرىء نفسي لديها مبالغة في التركيز على الحصول على ما تهواه النفس ولو كان فيه ضرر فمنا من يذبح خارج المسالخ رغم أن الدولة أدام الله عزها وضعت أماكن للذبح ووفرت فيها أطباء بيطريين متخصصين ووضعت أنظمة السير ونخالف ذلك بقطع الإشارة وخلافه ولو كان فيه خطورة على حياتنا,, الخ، فممارسات سلبية يقوم بها بعضنا تعود عليهم وعلى مجتمعنا بالضرر, ثم هاهم وزراء الوزارات المختصة هبوا لموقع الحدث وقاموا بما عليهم ولا يلام المرء بعد اجتهاده سبحان الله يقصر بعضنا ويخالف التعليمات ثم يلوم الجهات المختصة وبعد ذلك يستعجل العلاج، وطائفة منا تحب الحديث ولو كلفت بعمل وجد منها التقصير والتواني ودائما نظرتهم ولسانهم موجهين لنقد الآخرين وينسون انفسهم وصدق القائل:


عليك نفسك فتش عن معائبها
وخلِّ عثرات الناس للناس

ثم إن في مثل هذه الأحداث فرصة للمراجعة والتصحيح، مراجعة الإنسان لنفسه وسؤالها ما الذي قامت به من شكر لخالقها، من كان سببا في هذه النعم الكثيرة وكما قيل بالشكر تدوم النعم ويتعلم الإنسان بأن النعم لا تدوم لأن كل شيء زائل إلا وجهه سبحانه وتعالى ومتاع الدنيا قليل ومتاع غرور.
وتعلمون ان هناك عادة قلت كثيرا وهي امر مطلوب في ديننا الحنيف، الصبر والصبر عاقبته خير وقد عايشت رجالا يصيبهم من الأمراض وقلة ذات اليد والمصائب ما الله به عليم فلا تراهم يتذمرون او ينتقدون او يتأففون بل تجدهم حامدين شاكرين وليعلم كل منا ان ما يتعرض له المسلم من لأواء أو أمراض او مصائب مأجور عليها حتى الشوكة يشاكها وإني أوصي نفسي واخواني المواطنين وخصوصا من في منطقة جيزان ان يحمدوا الله على كل حال وان يكثروا من الدعاء بأن يرفع الله عنهم هذا البلاء والحرص على تقويم النفس ومحاسبتها والتقيد بالتعليمات والأنظمة التي تصدر من الدولة لأن فيها صالح المواطن والمقيم، ثم ان يتواصوا بالحق ويتواصوا بالصبر, قال الله تعالى والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر .
ثم ان نكون مواطنين نذكر فضل الله ثم فضل دولتنا المباركة التي قامت بجهود جبارة لتصبح بلادنا في مقدمة بلدان العالم حضارة وتقدما مع التمسك بكل ما أوتيت من قوة بكتاب الله وسنة رسوله والعمل بهما في كافة شؤونها وان نقتفي اثر سلفنا الصالح الذين عُرفوا بالشكر والصبر والوفاء.
وأسأل الله أن يرفع عنا هذا البلاء ويوفق العاملين لما فيه خير وصلاح البلاد والعباد.
المدير العام لفرع وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد
في منطقة الرياض
عبدالله بن مفلح آل حامد

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved