سائلِ القومَ يا فيصيحَ العباره
عن شباب (التفحيط) بالسياره
وعن السرعة المبالغ فيها
وعن المزعجين في كل حاره
ما الذي تبتغي أجبنيَ حتى
يطمئن الفؤاد لو بالإشاره
عبرت في الطريق نحو العليا
(مكسما) يستقلها بشطاره
قاصر الرأي للهوى مستكين
لم يقدها عن خبرة أو جداره
وتولى بسرعة وجنون
والسباقُ السباقُ ذاك شعاره
يسبق الريح معلنا للتحدي
خاسرُ الرهن قاطعاً للإشاره
في يمين الفتى زجاجة (بيبسي)
وتلفُّ اليسرى بقايا سجاره
ليس فيه من الحياء قليل
أو من الذوق مسحة أو أماره
وإذا ما الأنام ناموا بليل
فأخو العزم قد أثار غباره
وأفاق التفحيط كل صغير
وكبير وكل من رام داره
وأثارت أبواقه كل حس
وأذاق المرضى من القوم تاره
والأب الغافل الرحيم تراه
مسلماً أمره لحمل الخساره
مستكينا لأمر أنثى حنون
ليس فيها كياسة أو مهاره
قالت الأم ما لإبني حزين
ماله مثل غيره سياره
هات سيارة وخل (وليداً)
يسعد النفس ليله ونهاره
وإذا ما الخميس جاء قريباً
فمكاني جواره في (الغماره)
ومن الحب ما أزال نفوساً
والهوى يعتلي ويشعل ناره
من يهن يسهل الهوان عليه (1)
كل نفس إلى الهوى أمّاره
قد شربنا من الحوادث كأساً
طعمه لا يزيد إلى مراره
وسمعنا كما سمعتم كثيراً
وركام (التشليح) خير عباره