أحبته فكان هوى براحا
تملكها وصار لها جناحا
وأصفاها محبته وأغرى
بها ليل الغواية والصباحا
فشبت وهي في أقصى مناه
وقاحاً تصنع الإثم الوقاحا
وزوجها أشد بنيه لؤماً
وكلّفها وكلّفه السفاحا
وكان المهر زقّوماً وصاباً
وغسليناً وخنزيراً وراحا
وأما الشاهدان فهم مرابٍ
وأفاكٌ يجيل لها القداحا
سقاها كل آسفه فصارت
تجيء الشر تسحب صلاحا
وعاطاها علانية وسراً
وعتق خمره فغدت قراحا
دناناً قد ملئن أذى وغلاً
فصار الحقد ديدينها صُراحا
ولما استكملت كل المعاصي
وجازت في الأذى السوح الفساحا
أتت شوهاء كالحة النوايا
هي الشؤم المصفى حيث راحا
لها بالغدر شهوة مستهام
وعشق ذاع في الدنيا افتضاحا
فها هي في حياة الناس بلوى
وجرح ناغر بالعار قاحا
ونمت وفي فؤادي ألف شكوى
تسائلني وسألها كفاحا
وفيّ من اليهود ومن أذاهم
لواعج كن في ليلي صفاحا
تناوشني إذا بي ألتقيه
فقلت أأنت إبليس فصاحا
نعم فسألته من تصطفيهم
جنوداً من هم الأمضى سلاحا
فقال هم اليهود لقد أجادوا
ونالوا في معاهدتي النجاحا
وقد حملوا هموم الشر عني
إلى الأصقاع والعبء الرزاحا
وجابوها وما تعبوا وملّوا
من الإيذاء وامتهنوا الطلاحا
تأملهم تجدهم حيث حلوا
جراحاً تملأ الدنيا جراحا
إذا صنعوا الأذى فالبشر فيهم
أغان تملأ الدنيا صداحا
فإن عجزوا وكان الخير أعلى
سمعت لهم مع الشكوى نواحا
رسالتي التي أحيا طريداً
شريداً منذ آدم مستباحا
لها والناس تلعنني مساء
وتشتمني إذا نهضت صباحا
لقد كانوا لها الأوفى وظلوا
لها الحصن المسوّر والجناحا
وفدوها كما أهوى وجازوا
عسير الدرب فيها والمتاحا
أحبوني وكانوا لي يميني
وكانوا السيف عندي والرماحا
فرحت بهم فقد فاقوا البرايا
بحب الشر منذ الشر لاحا
وفاقوني فمرحى ثم مرحى
لأبنائي العظام ولا جناحا
أنا راضٍ عليهم منذ صاروا
لما أرجوه ألسنةً فِصاحا
وأعمالاً هي الشر المدمى
ترى غير اليهود حمى مباحا
عليهم لعنتي والأمن شكري
يصير لهم وقد فازوا وشاحا