| أفاق اسلامية
جسدت بلادنا على مر العصور الأنموذج الأكبر لفعل الخير وفق المنهج الرباني القويم الذي ارتضاه الله سبحانه وتعالى لعباده في كل زمان ومكان، ومهما تعددت ساحات الخير ومجالاته، فإن لبلادنا الطيبة ومجتمعنا المبارك وأبنائنا الخيرين إسهاماتهم التي لم تتوقف ولن تتوقف بإذن الله لأننا حملة لرسالة عظيمة، ألا وهي رسالة الإسلام التي أراد الله منا أن نكون خدماً لها لنوصلها لكل بقاع المعمورة، ويكفينا فخراً أن يكتفي مليكنا المفدى بلقب خادم الحرمين الشريفين متعه الله بالصحة والعافية .
يوصف الشباب في معظم البلدان بأنهم مراهقون، أو أنهم لا يقدرون الأمور بالشكل الصحيح والسليم أو أنهم طائشون متهورون في تصرفاتهم وسلوكياتهم، ولكن هل هذا هو واقع الحال لدينا؟ بالطبع لا، ويعود الفضل في هذه اللا إلى ديننا الحنيف الذي حصن الكبير والصغير، وجعلنا أطفالاً وشباباً ورجالاً وكهولاً نعيش حالة السعادة في الدارين، إنه لمن دواعي الفخر والسرور أن تكون هناك جهة وعلى مستوى عالمي للشباب في مملكتنا، فلقد أنشئت الندوة العالمية للشباب الإسلامي قبل حوالي ثلاثين عاماً، وكان هدفها المبارك إحياء التضامن بين المسلمين، من خلال عدد من البرامج والخدمات التي تقدمها ندوة الخير للفقراء والمحتاجين من شباب المسلمين في مجالات متعددة دعوية وتعليمية وتربوية وإغاثية، وكانت النتيجة أعمال خير جليلة وكبيرة مثل كفالة، وتفريغ الدعاة والمعلمين، ومساعدة الطلاب الفقراء عامة والنابغين خاصة، وتسيير القوافل الإغاثية والدعوية التنموية المحملة بالغذاء والكساء والدواء والخيام والكتب الدعوية ومشاريع تفطير الصائمين الفقراء، وكفالة الأسر الفقيرة والأيتام وغيرها من مناشط يضيق المجال لذكرها.
لقد غطت تلك البرامج أرجاء واسعة من أرض المسلمين، مثل كشمير، والشيشان، وكوسوفا، وفلسطين، والهند، وبنجلاديش، والعديد من الدول الأفريقية.
وقد اعتمدت الندوة على التبرعات والزكوات في تمويل مشاريعها لتحقيق أهدافها السامية، وبنظرة مستقبلية ارتأت أن يكون لها وقف خيري، وذلك إحياء لهذه السنة المباركة وبنفس الوقت لإبعاد مصادر تمويل الندوة عن التذبذبات الحاصلة بالتبرعات والتي كلنا يعرف أسبابها.
نعم قررت الندوة شراء مشروع عقاري بمبلغ 25 مليون ريال، بحيث يكون وقفاً ثابتاً يطلق عليه اسم الإمام المجدد الشيخ/ محمد بن عبدالوهاب طيب الله ثراه ، وتنفق الندوة من عائداته وغلته على برامجها وأنشطتها، وتطمح أن تزيد من تلك الأنشطة التي لا تبغى من ورائها إلا إرضاء وجه الله الكريم.
وهذا المشروع الخيري كما يقول العلامة الشيخ عبدالله بن جبرين: إن هذا الوقف من أولى ما ينفق فيه المال، ويدعم بالصدقات والتبرعات، وحيث ان القائمين على هذا الوقف من خيرة طلبة العلم وأهل الفضل والصلاح، فإن ما يدفع إليهم يصرف فوراً في هذا المشروع والوقف الخيري الذي يعود أجره على كل من ساهم فيه بقليل أو كثير، والله أعلم .
وبهذه المناسبة نأمل من القائمين على شؤون الندوة أن يركزوا على برامج الشباب بصورة أكبر، وألا يكتفى بالمخيمات الشبابية التي تعمل في الإجازات فقط!!
فتلك الندوة قامت من أجل الشباب، ويجب ألا ننشغل عنهم بالأمور الأخرى التي لها جهات ومؤسسات حكومية وأهلية تعنى بها, فالشباب من الذكور والإناث في هذه المرحلة بالذات بحاجة إلى من يلتفت إليهم أكثر من أي وقت آخر، فلا بد من عمل البرامج والخطط والدراسات التي تعين، وتعالج مشكلات وقضايا وهموم وتطلعات شباب الأمة,, والله ولي التوفيق.
alomaril420 @ yahoo.com
|
|
|
|
|