| أفاق اسلامية
لقد هز مشهد قتل الصبي رامي مشاعر المسلمين في العالم، وخرج كثير منهم في الشوارع يعبرون عن غضبهم، بل لقد تأثر بمشهد القتل بعض الكفار الذين لم يتحملوا هذه الوحشية والهمجية,, تأملوا كلماته التي كان يتفوه بها قبل وفاته: احمني يا ابي وتأملوا وحشية العدو اليهودي وبطشه وانعدام مشاعره، لقد كان الرصاص ينهمر على افراد عزل صغار وكبار، دون مراعاة لمواثيق دولية واخلاق مرعبة، وظهر الانتماء الديني اليهودي بارزاً في سماء القدس، وانكشفت دعاوي السلام لمن كان منخدعاً يوماً بأحفاد القردة والحنازير, لم يكن الطفل رامي القتيل الوحيد وربما لن يكون الاخير، لقد قتل قبله الآلاف في مجازر صبرا وشاتيلا وغيرها وقتل يهود قبلهم آلاف الانبياء ولم يقيموا طوال تاريخهم لمقدس حرمة ولا لميثاق وفاء، لقد كشفت الحادثة ماكان مستوراً وأتت الاحداث بصدق القرآن الكريم في وصف اليهود بالمكر والخيانة وتفض المواثيق.
والامة الاسلامية اليوم وهي تتعرض للإهانات كل ساعة يقتل اطفالها وترمل نساؤها وتباد شعوبها الواحد تلو الآخر، تحتاج ان تراجع حساباتها، وان تعيد النظر في كل شؤونها، وان تعلم ان منطق القوة هو الطريق الوحيد للنصر والتمكين، وان إعداد الناس للجهاد هو السبيل الوحيد للعيش وسط هذا العالم بكرامة, لقد احدث قتل هذا الصبي صدمة كبيرة لكثير من الناس، وفرضت قضية الاقصى نفسها في احاديثهم بشكل جاد لاول مرة، وظهر مقدار الذل والضعف ومدى عداوة اليهود رغم التنازلات والخدمات الكثيرة التي قدمها العرب لهم.
لقد آن الأوان لكي تعلم ان اليهود امة ذليلة حقيرة وانهم مهما اوتوا من قوة ومن دعم دولي لايمكن ان يصمدوا امام اناس يقدمون الموت على الحياة، وانه لمن المهم ان نعيد النظر في كثير من أساليب حياتنا وانغماسنا في الترف وغرقنا في طفولة الاهتمامات لقد آن الاوان لكي نلتفت الى قرآننا فنتأمله ونعمل به بعيدا عن مظاهر الاحتفالات والخطب الرنانة, لقد جاء اليوم الذي نتدارس فيه مواطن قوتنا وعوامل ضعفنا، وان نعلم ان هذا الضعف الذي نعانيه ليس مزمنا، وان اول مانبادر اليه هو الاستغفار والإنابة الى الله عز وجل وترك المعاصي والاهتمام بأمر القلب والآخرة، وفي الوقت ذاته نزرع في نفوس ابنائنا دورهم في هذا الكون وانهم من خيرة خلق الله ان هم التزموا الدين وحققوا معاني الربانية فهنا لاتقوم لعدوهم قائمة, أليس مخزياً ان تكون امة الإسلام اضعف من زنوج افريقيا واذل من حثالة البشر؟ كم نحتاج من صبي يقتل اما اعيننا ليرفع الذل عن رجالنا؟ وكم طفلة عمرها ثلاث سنين تموت حتى تلتهب جذوة النخوة في قلوب احفاد ابي بكر وعمر وخالد بن الوليد!
|
|
|
|
|