| أفاق اسلامية
حوار: سلمان العمري
اقترح استاذ اكاديمي مخضرم ضرورة البحث لإنشاء عدد من القنوات الفضائية التي تعني بمخاطبة الشعوب العربية والإسلامية من ناحية وأبناء الجاليات الاسلامية من بلدان الاقليات من ناحية أخرى وذلك لنشر الدعوة الإسلامية الصحيحة وتقديم الصورة الصحيحة عن الإسلام.
وقال الاستاذ الدكتور فاروق ابو زيد عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة في حديثه لالجزيرة انه من الضرورة بمكان استخدام وسائل الإعلام الغربية نفسها التي تسيء للإسلام واللجوء للقضاء عند الممانعة في نشر او إذاعة الرد على مايمس الدين الإسلامي ويشوه حقيقة المسلمين.
كما تحدث ابو زيد عن مخاطر البث الفضائي ودور الاسرة، وضعف البرامج الإسلامية، وأثر الإعلام في مكافحة الامية,, وغير ذلك من الموضوعات المتنوعة,, وفيما يلي نص اللقاء:
* مع التطور التكنولوجي الذي أدى إلى حدوث ثورة في وسائل الإتصال وتبادل المعلومات تبرز الحاجة الملحة لمجتمعاتنا العربية والإسلامية الى اعلام فضائي قوي يعين الامة الاسلامية على معاودة النهوض ومواجهة التحديات المعاصرة كيف ترون إمكانية تحقيق ذلك الأمل؟
لابد من الاستفادة من تطور تكنولوجيا الاتصال والاعلام وبالذات في مجال القنوات الفضائية، واقترح في هذا المجال ضرورة البحث عن آلية لانشاء عدد من القنوات الفضائية العربية والاسلامية التي تعني بمخاطبة الشعوب العربية والاسلامية من ناحية وأبناء الجاليات الاسلامية في البلدان غير الاسلامية من ناحية ثانية، من اجل خدمة الدعوة الإسلامية وتقديم صورة صحيحة عن الإسلام والمسلمين في مواجهة عمليات التشويه التي تقوم بها الكثير من وسائل الإعلام الغربية ومن المهم في هذا المجال ان يقوم الإعلام الفضائي العربي والإسلامي بتلبية الاحتياجات الاعلامية لجماهير المشاهدين من المسلمين وتقديم الرسائل الإعلامية المناسبة لهذه الجماهير والملبية لاحتياجاتهم.
* غير خاف عليكم انتشار الأمية بكافة اشكالها في عالمنا العربي، مما يتطلب معه استثمار الادوات الالكترونية في القضاء على هذه الظاهرة,, في نظركم ماهو السبيل لتحقيق ذلك؟
بجانب الوسائل التقليدية، من الضروري الاستفادة من وسائل الاتصال الالكترونية في مواجهة مشكلة الامية بكافة اشكالها، وفي هذا المجال لابد من التوسع في استخدام القنوات الفضائية التعليمية والتي يمكن ان تصل بخدماتها الى عشرات الملايين في البلدان العربية، وهذه القنوات يمكن الاستفادة منها ايضا في التعليم عن بعد سواء في مجال برامج محو الامية او في غيرها من البرامج التعليمية او برامج التدريب، وقد حقق استخدام القنوات الفضائية في التعليم عن بعد نجاحاً كبيراً في عدد من الدول المتقدمة كالولايات المتحدة الامريكية وفي عدد آخر من الدول النامية كالهند، واعتقد ان العالم العربي الاسلامي يمكن ان يحقق انجازاً كبيراً في استخدام القنوات الفضائية في التعليم عن بعد، كذلك يجري الآن استخدام الانترنت في التعليم والتدريب واعتقد ان اتساع قاعدة المستخدمين للانترنت يوما بعد يوم في العالم العربي سوف يمكن في فترة قريبة من استخدامه بشكل اقتصادي في التعليم وفي محو الامية.
* يسعى الإعلام الغربي عبر الفضاء الى الاساءة للإسلام ووصفه بالارهاب والتخلف، كيف يمكننا مواجهة هذه الحملة المسعورة بشكل واقعي وعملي ومدروس؟
إن الإعلام الفضائي الغربي في سعيه للاساءة الى الاسلام والمسلمين ليس سوى امتداد لما قامت وتقوم به وسائل الاعلام الغربية الاخرى من محاولة للاساءة للاسلام والمسلمين وتشويه صورتهما، ولاعلاج لذلك سوى المواجهة الجادة لهذه المحاولات عن طريق استخدام وسائل الاعلام الغربية نفسها وذلك باستخدام حق الرد والتصويب الذي تنظمه قوانين الإعلام في هذه المجتمعات ومن الضروري ان تقوم كافة الهيئات والمنظمات الدبلوماسية العربية والاسلامية في المجتمعات الغربية وكذلك مكاتبنا الاعلامية في الخارج بل والجاليات العربية والاسلامية في هذه المجتمعات الغربية وكذلك مكاتبنا الاعلامية في الخارج، بل والجاليات العربية والاسلامية في هذه المجتمعات بالرد الفوري على كل ماينشر او يذاع او يبث في وسائل الاعلام الغربية والذي يمس الدين الاسلامي ويشوه حقيقة المسلمين، وعلى هذه الجهات كلها ان تلجأ الى القضاء لإرغام وسائل الاعلام التي ترفض نشر او اذاعة او بث الرد او التصحيح بل ان القانون الدولي يعطي الدول والمنظمات والافراد الذين تعرضوا للاساءة الظالمة من وسائل الاعلام في اي مكان بالعالم ان يشكو الى الامين العام للامم المتحدة وتتولى اجهزة ومنظمات الامم المتحدة نشر وإذاعة وبث مثل هذه الردود والتصويبات على اوسع نطاق في مختلف وسائل الاعلام الغربية لصورة الاسلام والمسلمين في استخدام وسائل الاعلام الغربية نفسها في تقديم الصورة الحقيقية الايجابية للإسلام والمسلمين، وليس امامنا طريق للوصول الى الرأي العام في المجتمعات الغربية سوى وسائل الاعلام الغربية نفسها، اذ لابد ان نعترف انه حتى الآن لم تنجح دول العالم الثاني او الثالث في ايجاد وسائل اعلام دولية قادرة على اختراق المجتمعات الغربية والوصول الى الرأي العام فيها، نحن مضطرون إذن للتعامل مع وسائل الاعلام الغربية للوصول الى الرأي العام في الغرب حتى نصل الى المرحلة التي نستطيع فيها إقامة وسائل اعلام دولية وهي عملية صعبة تحتاج الى جهود وسنوات طويلة ويكفي ان تعلم ان الاتحاد السوفيتي لم ينجح في ايجاد وسيلة اعلام دولية رغم انه ظل لأكثر من سبعين عاما الدولة القطبية الثانية في العالم!!
* يقول احد خبراء الاجتماع ان مواجهة التحديات الإعلامية ومخاطر البث الفضائي تتطلب استعادة الدور التربوي للأسرة وتأكيد الحصانة الذاتية فهل تتفقون مع تلك المقولة؟
الدور التربوي للإسرة ضروري ومطلوب سواء قبل البث الفضائي او بعده، وكذلك الحصانة الذاتية، ولكن مواجهة التحديات الاعلامية ومخاطر البث الفضائي، واقع جديد ويحتاج لمواجهته الى آليات جديدة تتناسب معه.
فالتحديات الاعلامية مثلا كثيرة ولكن يمكن ان نشير الى اهمها، وهي التحدي التكنولوجي وتحدي الحرية الإعلامية وتحدي بناء الكوادر الإعلامية الجديدة التي تعرف كيف تتعامل مع هذه التكنولوجيا، ومواجهة التحدي الإعلامي التكنولوجي مثلا يكون بالتعرف على التكنولوجيا الجديدة ومتابعتها باستمرار ثم يحسن استخدام هذه التكنولوجيا لتقليل الفاقد منها، وكذلك استخدام التكنولوجيا الملائمة وأخيراً العمل على توطيد التكنولوجيا الاعلامية في الوطن العربي حتى لانظل دائماً عالة على الغرب!
وتحدي الحرية الإعلامية قد يكون بتوسيع هامش الحريات الاعلامية في جميع وسائلنا الاعلامية وليس على القنوات الفضائية وحدها، وان تربط بين هذه الحرية والمسؤولية التي تقوم على مراعاة القيم الدينية والاخلاقية ومصالح شعوبنا العربية وبذلك تحول دون الوقوع في شرك قنوات الإثارة مثلا!!
وان نستكمل ذلك ببناء كوادر اعلامية قادرة على فهم العصر والتعامل مع مبادئة الجديدة، وهو الامر الذي يمكنها من انتاج رسائل اعلامية قادرة على جذب الجماهير شكلا ومضمونا وبذلك يقبل جمهورنا العربي على وسائل اعلامنا العربية عندما يكتشف انها تلبي احتياجاته الاعلامية، ولن يعود في حاجة الى وسائل الاعلام الاجنبية، وفي هذه الحالة فلن نخشى على جمهورنا من التعرض على ثقافات وفنون واخطار الشعوب الاخرى، فنحن مع الاتصال مع الآخر ولكننا ضد هيمنة الآخر!!
* ترى بماذا تفسرون ضعف البرامج الاسلامية ورتابتها في وسائل الاعلام وخاصة في الاذاعة والتليفاز,,؟
لانها تقوم على التوجيه والنصح المباشر ولانها تعد من غير المختصين في العمل الإعلامي، لذلك فمن المهم تدريب الكوادر الإعلامية الإسلامية على تقديم البرامج الاسلامية بصورة تجذب الجمهور وفي نفس الوقت تتميز بالمستوى الفكري والثقافي الراقي.
* الغرب يصدرون كتبا ونحن حبالنا للاسف مقطوعة بين طبقة منعزلة من العلماء وطبقة من المفكرين، وطبقة من الاعلاميين مقولة قالها احد مفكري الإسلام ماهو السبيل لإزالة تلك الفواصل والقواطع بين تلك الفئات؟
ارجو ان تسمح لي بأن اختلف مع هذه المقولة، فإذا كانوا في الغرب يصدرون كتبا، فنحن في العالم العربي نصدر ايضا كتبا، والمكتبة الاسلامية على سبيل المثال زاخرة بمئات المؤلفات واكثر الكتب توزيعا في العالم العربي هي الكتب الإسلامية وكتب التراث، وكذلك لايوجد انفصال بين العلماء والمفكرين والإعلاميين في الوطن العربي، وإنما يوجد حوار، وقد توجد خلافات، فمن الضروري ان حرية الاختلاف مطلوبة، فمن خلالها تكتشف الحقيقة، ونحن نعيش عصر الحرية، والحرية تعني الرأي والرأي العام، وهذا لا يعني انفصالا، بل قد يؤدي الى التكامل، اي تنوع فكري في إطار من الوحدة الثقافية، وقديما قالوا ان في اختلاف الفقهاء رحمة.
|
|
|
|
|