أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 13th October,2000العدد:10242الطبعةالاولـيالجمعة 16 ,رجب 1421

الاقتصادية

آخر الأسبوع
وقت الإدارة العلمية
د, صنهات بدر العتيبي
الإدارة العلمية كما قد يفهمها البعض وكما يشير الاسم، لا تعني استخدام العلم بمعناه الحرفي في الادارة ولكنها تعني استخدام اسس علمية مدروسة لتطوير ممارسة ادارية ضد العشوائية والتسيب والصدفة وترك الحب على الغارب, والأخذ بالاساليب العلمية المتطورة عند اتخاذ القرارات ومعالجة المشاكل الادارية المستعصية هي الركيزة التي اوصلت الغرب واليابان الى ما هم عليه اليوم من ازدهار ورفاهية وتقدم صناعي لا يبارى, فالغرب تمكن من توظيف الاساليب العلمية للتحكم في نتائج الثورة الصناعية وتوجيهها التوجه الصحيح حتى آتت أكلها، فعملت المصانع وازدهرت فأصبحت الامة تأكل ما تنتج وتلبس ما تصنع فاكتملت دورة الانتاج والاستهلاك واصبح الدخل القومي ينمو نمواً فائقاً أوصل هذه المجتمعات الى قمة الحضارة الحديثة, أما اليابان فقد نجحت نجاحا منقطع النظير لأنها وظفت الاساليب العلمية المدروسة في غالبية مجالات العمل من القيادة والتدريب والتسويق إلى الانتاج المخزون والنقل فأصبحت هناك مفاهيم انتاجية وتسويقية وتنظيمية خاصة باليابان ساعد تطبيقها على تحقيق الثورة اليابانية الهائلة التي نشاهدها عيانا بيانا.
وقد تكون العلاقة ما بين الادارة العلمية والثورة الصناعية كالعلاقة بين الدجاجة والبيضة لا أحد يدري من أتى أولاً ولكن من المسلمات في التاريخ الاداري ان النهضة الصناعية الكبرى التي عاشها الغرب كانت مدفوعة ومدعومة بأساسيات عرفت اول مرة مع بروز ما يسمى بالادارة العلمية.
فالثورة الصناعية حدثت بسبب الاستفادة من اختراعات وتقنيات وتطورات فنية حصلت في تخصصات مختلفة كالفيزياء والاتصالات والهندسة الميكانيكية وغيرها اما استمرار المسيرة الصناعية ونضوجها وتوسعها حتى وصلت إلى قمة المجد والحضارة الصناعية في منتصف هذا القرن فقد تمت على اكتاف الادارة وخاصة الادارة العلمية.
إغفال الأسس العلمية للادارة في السابق قد يجد له مبررات معقولة حيث الطلب المتزايد والسوق الناشئ والمستهلك المندفع, ولكن في ايامنا هذه الوضع مختلف تماما, فالطلب يتجه نحو التقلص والسوق نحو (الزحمة) والمستهلك تحول إلى مشتر متردد ومتسائل، ولن تكون نظرة متطرفة إذا توقعنا أن يكون مستهلك رشيد يوازن التكاليف الحدية مع المنفعة الحدية ويشتري بأسلوب علمي واقتصادي ويهتم بمعادلة السعر/ الجودة وهذه صفات لم تكن موجودة في عصر الطفرة والبترودولار.
اليوم ومع تهديدات العولمة وتطورات التقنية الالكترونية سيصبح الأسلوب العلمي حتمية في التسويق والانتاج والتنظيم وادارة العناصر البشرية، لذا يجب على الشركات الوطنية ان تنمي قدراتها في هذا المجال وأن تعمل بشكل جدي على الاستفادة من اسس القرار العلمي في الادارة وهذا المطلب ليس دعوة إلى اكتشاف نظريات جديدة في الادارة، فالأسلوب العلمي حقيقة موجودة ويسهل الوصول إليها، نحن فقط بحاجة إلى الركض, الجامعات السعودية مثلا تملك القدرة على تخريج طاقات وطنية من الممكن ان تساعد الشركات على تصميم نظم علمية لادارة عملياتها ووظائفها المختلفة وخريجو اقسام بحوث العمليات والاساليب الكمية وادارة الاعمال والاقتصاد لديهم القدرة العلمية إن وجدوا التشجيع والفرصة, ولكن لدينا اضحى وضع الشخص غير المناسب في المكان غير المناسب ظاهرة مستفحلة بفعل الواسطات والمحسوبيات, وإلا ما الذي يجعل خريج المكتبات مثلا يعمل في إدارة الانتاج في مصنع منظفات، وعند العرب كله صابون !!
التأسيس العلمي للادارة سيفيد في ترشيد الاستهلاك وتقليص التكاليف لدى الشركات الوطنية لأنه يطور معادلات بسيطة تصور الوضع المعقد للشركة ومن هنا يسهل استنتاج الطرق المؤدية إلى زيادة الارباح أو خفض التكاليف, فمثلا في الادارة بالاسلوب العلمي ستختفي وإلى الابد ظاهرة إعلانات الموضة التي تظهر بين الفينة والأخرى بناء على رغبة شخصية او مزاجية مسيطرة او تقليد اعمى, الاعلان في الاسلوب العلمي يسعى إلى تعظيم الفائدة )Optimization( بتحقيق توازن مدروس للنواحي الاستراتيجية والاقتصادية لينتج (صيغة) اعلانية توازن بين التكلفة واحتمالات الاقبال الاستهلاكي (الشراء) وتكون مدروسة وقتا وأسلوبا بحيث تحقق الهدف المرجو بأسلوب علمي وليس بطريقة عشوائية قد تصيب وقد تخطئ.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved