|
| الثقافية
استحالة الاحتفاظ بمن نحب، استحالة أن يهب الإنسان نفسه للجميع وأن يملك لنفسه الجميع، وشيء لا يملكه لا يعطيه, ان الحب لا يستطيع أن يحصل في هذه الحياة الدنيا على موضوعه، ولا يستطيع أن يحتفظ به حين يظن أنه حصل عليه، ان هذا الموضوع يهرب دائماً إلى المجهول دون أن يخلف فينا أكثر من جرح.
ولعل واجب الإنسان حتى يقلل ألمه أن يوطن النفس على أن لا يحب شيئاً إلا كما يحب النجوم أي يكون حبه مصحوباً بالشعور بأن النجمة في اللا نهاية شعور باليقظة ويكبح الأمواج والعواصف المندفعة إلى الشاطئ.
آهات تنبت زرعاً مغلقاً في النفس وهذا يكفي لأنه يعد حصاداً متزناً,, إن جميع العواطف أصبحت في عصرنا هذا أغنى بالفكر والفلسفة مما كانت وكذلك أصبح الشعر الذي يعبر عن هذه العواطف ونستطيع أن نعد نفاذ العقل في العاطفة على هذا النحو أحد الأسباب الرئيسية في التقدم الأخلاقي والفني، ذلك أن الإنسان أصبح يصعب عليه أن يشعر بلذة عاطفية لا تصحبها متعة عقلية لقد أصبحنا نحتاج إلى التفكير حتى نشعر بلذة كاملة.
نرى أنه كلما اتسع ميدان العقل نشأت أنواع من اللذة والألم جديدة,, يأتي الشاعر فيعبر عنها ويغنيها، فالفكرة اذاً لا تحتصر الصورة بل كثيراً ما تساهم في توليدها,, إن العلم لا يهجع يكتشف علاقات جديدة بين الأشياء وهذا يهيىء للعين نفسها مناظر جديدة لم تتوقعها, إن لوحة الفنان تغتني باغتناء فكرة، لقد ولد الفعل في الأصل من الشعور وها هو ذا العقل اليوم يولد بدوره مشاعر أرهف وأروع.
إبراهيم محمد الجبر ثرمداء
|
|
|
|
|
